اتهم الدكتور محمد بديع، المرشد العام لجماعة «الإخوان المسلمين»، بعض وسائل الإعلام بأنها مثل «سحرة فرعون»، الذين جمعهم لسحر أعين الناس، مضيفًا أن «الشيطان الذي أوحى للسحرة، هو الذي يوحي للإعلاميين الآن، بأن يصور للشعب أن «الإخوان» هم بديل الحزب الوطني المنحل وسيدمرون البلاد».
وقال «بديع»، خلال المؤتمر الذي عقد بميدان المديرية ببنى سويف، مساء الإثنين، عقب افتتاح المقر الرئيسي للجماعة في المحافظة، إن الجماعة ليست «اتحاد ملاك مصر، وأدت ما عليها في دفع السفينة لتسيير في مسارها الطبيعي، كأغلبية منتخبة في أنزه انتخابات حقيقية جرت في مصر».
وأكد أن «استمرار حكومة الدكتور كمال الجنزوري، يزيد الأوضاع سوءا واشتعالا، ويؤدي إلى كثرة المصائب والأزمات».
وتابع «الجماعة أمهلت الحكومة الكثير من الوقت، رغم اعتراض شباب الإخوان عليها منذ اللحظة الأولى، وكان هدفنا أن نسمح لها بتدارك أخطائها، لكنها لم تستوعب الدرس، ولم تقتنص الفرصة لتحقيق أماني وتطلعات الشعب المصري».
وأوضح أن «الحكومة لم تضع خطة زمنية محددة لعلاج الأزمات الطاحنة، بل تدفعنا دفعا إلى تكبيل قرارنا المصري بعد الثورة بقرض يزيد أعباء على الحكومات المقبلة».
وأضاف: «أرسلت رسالة إلى الجنزوري وقلت له: إحنا مش زعلانين منك بل زعلانين عليك، لأنك لا تستطيع أن تضع خطة لمدة شهرين لمصر للخروج من أزماتها، فما بالك بعام كامل».
ووجه «بديع» النصح للمجلس الأعلى للقوات المسلحة: إنه ليس مهمته توزيع الخبز وإصلاح أعطال الكهرباء والمياه، بل مهمته الدفاع عن هذا الوطن وشعبه بروح الانضباط والالتزام المعتادة في القوات المسلحة.
وتابع: «وجهنا رسالتنا إلى المجلس العسكري، وقلنا لهم إذا أحسنتم نوجه لكم الشكر، وإذا أسأتم نعرفكم الحقيقة، واعتدنا على قولها ونحن في السجون والمعتقلات، ومازلنا على عهدنا ووعدنا بالاتفاق مع من يعمل لخير هذا البلد الطيب، ولا نعرف مقولة شهر العسل، ولم نبتدع جديدا، فكل الأغلبيات في برلمانات العالم تختار حكوماتها ودستورها، ونحن أولى بذلك».
وأوضح: «لسنا مثل بعض القوى التي شاركت في الثورة، والتي رفعت شعار (فيها لاخفيها)، وعندما لم تجد لها تمثيلا مناسبا في الجمعية التأسيسية لصياغة الدستور أو الوزارة أو البرلمان تعمدت الضجيج ومحاولة الإفشال تحت شعار(كرسى فى الكلوب)».
وأضاف: «الرئيس الأمريكي الأسبق، جيمي كاتر، قال لي بالحرف الواحد عند زيارته لنا: أشهد بأن الشعب المصري يحب الإخوان، والانتخابات كانت نزيهة، لكن أين تمثيل شباب الثورة في البرلمان؟»، فقلت له: «ألم يكن هناك شباب إخوان في الثورة منذ 25 يناير، وازدادوا يومي 28 و29 يناير بشهادة جميع القوى المختلفة، وهذا أبلغ رد على هؤلاء السحرة الذين يهاجمون الجماعة».
وأكد «بديع» أن «قيادة الجماعة فعلت المستحيل لإقناع المستشار طارق البشري، الفقيه الدستوري، بخوض معركة الرئاسة، لكنه رفض، كما رفض الانضمام للجمعية التأسيسية للدستور».
وقال إن «البشري أعد صياغة جديدة للدستور بأنظمته المختلفة، الرئاسي والبرلماني والمختلط، مع إجراء التعديل اللازم على الباب الخامس، الذي كان النظام السابق يصر عليه، ليؤمن نفسه ويخرب البلد».
وكشف «بديع» عن رفض الجماعة «وثيقة السلمي»، وأوضح أن «القوى اللبيرالية والعلمانية وافقت عليها، لكننا رفضناها، لأنها جاءت ضد مصلحة مصر، من خلال إضافة مادتين لصالح المجلس العسكري، وحاول (السلمي) أن يثنينا عن رفضنا، إلا أنني قلت له إن جيش مصر على العين والرأس، لكن دستور مصر فوق الجميع، وهذا موضوع غير قابل للنقاش».
وقال، خلال المؤتمر: «أيها الشباب والفتيات، معركتكم وفرصتكم في إعادة الحق لأهلنا بالريف والقرى من خلال 52 ألف مقعد للمحليات، وتستطيعون أن تؤكدوا ذاتكم وإخلاصكم في العمل للبلد والأهل».
وردد جموع الحاضرين في نهاية المؤتمر هتافات: «إحنا الإخوان.. الله أكبر.. أقسمنا يمينا لن نقهر»، و«إحنا مين؟ إحنا الإخوان المسلمين.. إحنا لكل المصريين».
حضر المؤتمر الدكتور نهاد القاسم، أمين حزب «الحرية العدالة»، التابع للجماعة، والمهندس عبد العظيم الشرقاوي، عضو مجلس شورى الإخوان لقطاع شمال الصعيد، ونحو 10 آلاف من أنصار الجماعة، وممثلي الأحزاب والقوى السياسية، وائتلافات شباب الثورة في بنى سويف.