x

«البرادعي»: تفكير إسرائيل في ضرب إيران جنون تام

الثلاثاء 27-03-2012 10:27 | كتب: الألمانية د.ب.أ |

قال محمد البرادعي، المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، إن إسرائيل ستكون «في حالة جنون تام» إذا شنت هجومًا عسكريًا على إيران، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة من شأنها أن تدفع الجمهورية الإسلامية إلى التصميم على امتلاك ترسانة نووية.

 

وقال «البرادعي» في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) في برلين، ردًا على سؤال حول ما إذا كانت إسرائيل ستشن هجومًا قريبًا: «لا أعتقد ذلك، بصراحة أرى أن أي أحد يعتزم شن هجوم على إيران سيكون في حالة جنون تام».

 

كانت إسرائيل قد شنت في الماضي هجمات على ما يشتبه أنها مواقع نووية في العراق وسوريا.

 

ورغم ذلك أوضح «البرادعي» أنه في حال أقدمت إسرائيل على نفس الخطوة في إيران، فإن طهران سوف تسلك طريقًا سريعًا للغاية لتطوير سلاح نووي بدعم من جميع الإيرانيين، وبدعم من الجميع تقريبًا في الشرق الأوسط والكثيرين في كل أنحاء العالم».

 

وتصاعدت حدة التوترات في الأشهر الأخيرة بين الغرب وإيران بشأن برنامج طهران النووي المثير للخلاف، مما زاد من التكهنات بأن إسرائيل، التي تعتبر أن امتلاك إيران لأسلحة نووية يشكل تهديدًا على وجودها، ربما تشن هجومًا عسكريًا وقائيًا على الجمهورية الإسلامية.

 

وقال «البرادعي»: «أدعو الله ألا يحدث ذلك أبدًا.. وأعتقد أن الإسرائيليين أذكياء بما يكفي ليدركوا أن هذا من شأنه أن يضعف أمنهم وليس تعزيزه».

 

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في وقت سابق من الشهر الحالي إن إسرائيل لا يمكنها الانتظار أكثر من ذلك بخصوص محاولات إيقاف البرنامج النووي الإيراني: و«لن أدع شعبي مطلقًا يعيش في ظل خطر الإبادة»، في إشارة إلى الدعوات الإيرانية المتكررة لتدمير إسرائيل.

 

وتقول إيران إن برنامجها النووي ذو طبيعة سلمية، وترفض اتهامها بالسعي لحيازة سلاح نووي .

 

وفي سؤال عما سيقوله لإسرائيل عندما تقول إنها لا تصدق المزاعم الإيرانية، قال «البرادعي»: «لماذا يجب عليهم (الإيرانيون) أن يصدقوا إسرائيل؟».

 

وتابع يقول: «إسرائيل تجلس على 200 قنبلة (نووية) وهناك إحساس بعدم الأمن في الشرق الأوسط، ينبغي على المرء توخي حسن النوايا وإقامة شرق أوسط خال من أسلحة الدمار الشامل».

 

وعبر «البرادعي»، الحائز على جائزة نوبل للسلام عام 2005، عن أمل ضئيل في أن تؤدي المحادثات النووية المستقبلية بين إيران والقوى العالمية الست «الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا» إلى تحقيق انفراجة كبيرة في الأزمة.

 

وقال «البرادعي»: «المسألة ستحل فقط عندما يجلس الأمريكيون والإيرانيون على مائدة التفاوض والبحث عن طريقة للعيش معًا».

 

واستطرد «البرادعي» يقول: «كل طرف ينتظر من الآخر أن يغمز له بطرف عينه، وعليهما أن يغمزان معًا، فلن يبادر أحدهما بالغمز، وأظن أننا سنشهد صيفًا مفعمًا بالتوتر لأن الكثير من هذه القضايا أصبحت أسيرة للسياسات الداخلية».

 

وتابع «البرادعي»: «يحدوني الأمل في أن تتم العودة إلى المفاوضات الجادة بعد الانتخابات (الرئاسية الأمريكية في نوفمبر القادم)، لكن في الوقت ذاته يتعين علينا إدارة هذه الأزمة كي لا تقودنا إلى ارتكاب عمل أحمق».

 

تجدر الإشارة إلى أن «البرادعي»، الذي تولى رئاسة الوكالة الدولية للطاقة الذرية ثلاث ولايات بين عامي 1997 و2009، انسحب من السباق الرئاسي في مصر في يناير الماضي، احتجاجًا على ما وصفه بفشل المجلس الأعلى للقوات المسلحة في إدارة البلاد والانتقال بها إلى الديمقراطية بعد ثورة 25 يناير التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك.

 

في هذا الصدد قال البرادعي «69 عامًا»: «أشعر بخيبة أمل وإحباط شديدين، الناس كانت تأمل في أن الأمور سوف تسير في هذا الاتجاه (الديمقراطية)، وهم يعترفون الآن بأنه كان من الخطأ منح الجيش مسؤولية إدارة الفترة الانتقالية».

 

وقال «البرادعي»: «تدور الآن معركة سافرة بين جماعة الإخوان المسلمين والجيش، والوضع هو أن العمل يجري الآن لكن لا أرى أنه يمضي في الاتجاه الصحيح».

 

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية