x

المصريون في سوريا.. هاربون من واقع اقتصادي صعب إلى جحيم «الأسد»

الأحد 25-03-2012 15:11 | كتب: أسامة شاهين |
تصوير : رويترز

تبدو رحلة البحث عن المصريين المقيمين في سوريا مهمة شاقة، وسط تلك الظروف الاستثنائية التي تعيشها البلاد منذ اندلاع الثورة ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد. فالخوف يحكم الجميع. والمصريون لا يعملون في وظائف واضحة المعالم، بل إنهم جالية صغيرة، وأغلبهم من البسطاء الذين يعملون في المزارع، كما يوجد بعض الطلبة والدارسين.

ونتيجة لما يدركونه عن وحشية التعامل الأمني، حال تحدثوا عن الوضع السوري الحالي، يتجنبون الحديث في السياسة، من هنا كانت الصعوبة في نقل آرائهم وأسمائهم وصورهم، حتى الطلبة الذين هم أكثر نضجا ووعيا سياسيا رفضوا بشكل قاطع الحديث مع وسائل الإعلام.

رغم كل ذلك، كسر (أ. ن.)، الذي أجبره تردي الوضع الاقتصادي في مصر على مغادرة وطنه، بحثا عن فرصة عمل أفضل يعول بها أبناءه، القاعدة، بادئا حديثه بأن «السوريين شعب طيب، ويشبهوننا، ولم أجد فارقا في الحياة بين هنا وهناك، المواطن السوري يعيش في أوضاع اقتصادية تشبه الوضع في مصر، الفقراء العرب هم نفسهم في كل مكان».

انتقل (أ. ن.) إلى إحدى مزارع ريف دمشق في سوريا قبل 10 سنوات، وها هو يواجه أوضاعا اقتصادية وسياسية وأمنية أكثر ترديا. يقول الرجل، ممتنعا عن ذكر اسمه كاملا خشية انتقام الأمن: «وصلت إلى سوريا عام 2002 عن طريق صديق لي في القاهرة يعمل أيضا في مزرعة مجاورة، وله في سوريا أكثر من 20 عاما، وقد تزوج من امرأة سورية، ويسكن معها في المزرعة نفسها التي يعمل بها».

لا يجاهر (أ.ن.) برأيه في الأوضاع التي تعيشها سوريا حاليا، وبعد محاولات عدة وتدخل من أصدقائه الذين يثق بهم، قال لـ«المصري اليوم» بتحفظ شديد: «الأوضاع في سوريا صعبة على المواطن السوري، وجيراني من السوريين يتحدثون أمامي عن القهر والظلم، أنا رأيت معاملة الأمن لهؤلاء، وفي هذه المزرعة زارني رجال الأمن أكثر من مرة بدعوى أن هناك شكاوى، ومرات بدعوى اشتباه بوجود عصابات، ومرة واحدة أنهم يشتبهون بممارسة الدعارة».

ومضى المواطن المصري قائلا، شريطة عدم ذكر مكان عمله: «في كل مرة كنت أسأل صاحب المزرعة كان يقول لي: لقد أنهيت الموضوع. اكتشفت فيما بعد أن الثمن كان رشوة، وأن رجال الأمن يأتون من أجل ابتزاز صاحب المزرعة».

وبصعوبة، وافق (أ.ن.) على إجراء اتصال هاتفي بأحد أصدقائه من المصريين العاملين في مزرعة مجاورة. المصري الثاني جاء إلى سوريا حديثا بعد أن ضاقت به الحياة. وقال: «أعمل ناطورًا (بوّابًا).. مهنة من لا مهنة له.. وأجري 15000 ليرة سورية (سعر الدولار قفز من 50 ليرة قبل الثورة مباشرة إلى حوالي 100 ليرة بعد عامٍ من الثورة)، أصرف منها أكثر من 8 آلاف بين طعام وشراب».

لكن ما يجعله يستمر في عمله هو أن صاحب المزرعة لا يأتي إلا في الصيف، فهو مغترب بدوره في الخليج، وعند كل زيارة، وبعد أن يرى مزرعته أفضل مما تركها يكرمه ببعض المال الذي يعوض قلة أجره الشهري.

أما عن رأيه في الأوضاع التي تعيشها سوريا فقال: «الشعب السوري مثل كل الشعوب العربية مظلوم، وتحكمه عصابة من اللصوص التي لا تترك له سوى القليل، ولذلك نحن المصريين نعمل مثل السوريين في الخليج وليبيا في ظروف عمل صعبة وغير إنسانية».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية