للمرة الأولى فى تاريخ «الإخوان المسلمين»، تشهد الجماعة وقفة احتجاجية لمجموعة من شبابها أمام مكتب الإرشاد، للمطالبة بعدم الفصل أو التهديد به، والالتزام بالعهود التى قطعتها مع الشعب بعدم ترشيح أحد منها للرئاسة.
«المصرى اليوم» حاورت الدكتور محمد صالح الحديدى، المتحدث باسم مجموعة «صيحة إخوانية» الذى قاد الوقفة ومعه نحو 14 شابا وفتاة إخوانية، وهو زوج عائشة ابنة المهندس خيرت الشاطر، نائب المرشد.
وقال الحديدى: «إن المشاركين فى الوقفة جميعهم من الإخوان، وإن عددهم كبير وفى جميع محافظات مصر لكنهم رفضوا الحشد، وإن الجماعة فصلت أعضاء منها لأنهم كانوا يهددون هذه المصداقية».
وإلى نص الحوار:
■ متى انضممت لـ«الإخوان المسلمين»؟
- منذ 20 عاماً تقريباً، وكان عمرى وقتها 15 سنة.
■ وهل مازلت والمشاركون فى الوقفة أعضاء فى الحماعة؟
- تنظيمياً أنا من إخوان شرق القاهرة، وفى الوقت نفسه، عضو بحزب الحرية والعدالة.
■ لكنكم مجرد قلة؟
- عددنا فى المحافظات كبير، ونحن لم نسع لوجود حشد وكان يمكن بمجرد توجيه الدعوة على «فيس بوك» تواجد كثيرين، ولكن طلبنا من إخواننا التواجد بهذا الشكل، لأن هدفنا تقديم نموذج أمام العالم نظهر فيه أن الإخوان جماعة محترمة، ونحن لسنا قطيعاً بل نراجع مكتب الإرشاد ونرجع إليه ولنا مطالب عنده.
■ كيف فكرتم فى إطلاق حملة «صيحة إخوانية»؟
- لسنا حملة، والفكرة جاءت سريعة، ولم نعلن عن وقفة «رفع المطالب» أمام المركز العام للجماعة وتوجهنا سريعاً لتنظيمها بشكل حضارى، لإرسال رسالة إلى مكتب الإرشاد، والدليل أننا لم نكن على موعد مسبق معهم، بل توجهنا بشكل مباشر كمسؤولين فى الجماعة إلى إخواننا الذين يفتحون لنا الأبواب دوما، وقدمنا مطالبنا بشكل يتناسب مع أخلاق الإخوان.
■ من صاحب كلمة «صيحة إخوانية»؟
- أعتبرها نصيحة إخوانية، ونحن تشاورنا قبل اختيار هذا الاسم.
■ لأول مرة فى تاريخ الإخوان ينظم شباب منها وقفة أمام مكتب الإرشاد.. كيف ترى ذلك؟
- أنت شايف إيه.. مش حركة حلوة.. وهى حضارية إخوانية من الألف إلى الياء.
■ وهل لكم علاقة بحملة دعم الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح كما قالت الجماعة؟
- أرجو التأكيد على عدم وجود علاقة لنا بحملة «أبوالفتوح»، ولا يوجد أحد من المجموعة التى شاركت فى الوقفة ضمن الحملة، وأنا شخصياً لن أتقدم بتوكيل لأبوالفتوح لأسباب شخصية، تجعلنى دائماً أدافع عن إخواننا المفصولين من الجماعة، كما أننا فى الوقفة لم نرفع أى صورة لأبو الفتوح أو الشيخ حازم أبوإسماعيل أو الدكتور محمد سليم العوا ويستوى عندنا الجميع.
■ البعض قال إن المهندس خيرت الشاطر نائب المرشد له علاقة بكم لكونك زوج ابنته؟
- لا علاقة لأى شخص بهذه القضية، وهى موقف شخصى، وليس له علاقة بالمهندس «الشاطر»، لكن البعض يحاول دائماً شخصنة المواقف، وقضيتنا ليست أشخاصا، ولكنها مواقف سياسية واضحة وهدفنا دعم حرية شباب الإخوان.
■ ما مطالبكم الكاملة التى تقدمتم بها إلى مكتب الإرشاد؟
- مطالبنا واضحة دون التعرض لأى شخصية، وهى التزام الجماعة بتعهداتها أمام الشعب، بعدم ترشيح أى من أعضائها فى انتخابات رئاسة الجمهورية، ونحن لنا خصوصية لأننا إخوان، ومصريون فى نفس الوقت، ونحن نرفض قرار فصل أعضاء الجماعة أو التهديد به، ويجب التفريق بين الالتزام الحزبى والجماعة، فالإخوان ليست حزباً وهى أكبر منه، والإمام حسن البنا، مؤسس الجماعة، أكد ذلك حرفياً.
■ معنى ذلك أنه إذا قرر حزب الحرية والعدالة ترشيح أحد للرئاسة منه ولم تلتزم بقراره، فهل يجب فصلك لأنك خالفت الالتزام الحزبى؟
- وقتها يتم فصلى من الحزب، لكن ليس من الجماعة لأن الحزب يخضع للالتزام الحزبى.
■ وكيف ترى لقاء الجماعة بكم؟
- يكفينا أن إخواننا فى مكتب الإرشاد أحسنوا استقبالنا وهتفوا معنا ومنهم مسعود السبحى، سكرتير مرشد الجماعة، الذى قال لنا: إنه مقتنع بجميع ما جاء فى بياننا، وإننا من أخيار جماعة الإخوان، ونحن من جهتنا نحترم مشايخنا ونقبل أيديهم، ونثق بأنهم إخواننا فى مطالبنا.
■ هل شاركت فى الاستفتاء الداخلى الذى أجرته الجماعة خلال الأيام الماضية حول المرشح للرئاسة؟
- نحن جماعة كبيرة وتوجهنا إلى مكتب الإرشاد، لأن القرار سيتخذ فى اجتماع مجلس شورى الإخوان المقبل والبريد داخل الجماعة بطىء جداً، لذا فضلنا نقديم مطالبنا مباشرة إلى «المكتب» وهم أصحاب القرار.
■ هل ستنظمون وقفة أخرى أثناء انعقاد اجتماع مجلس شورى الإخوان؟
- سننظر فى الأمر مع إخواننا، وإذا استدعى الأمر فسننظم وقفة أخرى، ونثق فى القيادة لأنها لن تلقى مطالبنا فى «سلة المهملات».
■ ما رأيكم فى المطالبة بترشيح المهندس خيرت الشاطر نائب المرشد للرئاسة؟
- مطالبنا واضحة، ونحن نريد أن يحافظ «الإخوان» على مصداقيتهم أمام الشعب بعدم ترشيح أحد منهم للرئاسة، والجماعة فصلت أعضاء منها - فى إشارة إلى أبوالفتوح - لأنهم كانوا يهددون هذه المصداقية.
■ إذا اتخذت الجماعة قراراً بدعم أحد المرشحين فهل ستلتزمون به؟
- هذا السؤال يتم توجيهه للفقهاء والعلماء، الذين أقروا - منهم الدكتور عبدالحى الفرماوى، القيادى بالجماعة - بأن الانتخابات الرئاسية لا يتم فيها طلب شهادة المجموعة أو الهيئة بل هى انتخاب فردى حر مباشر، أى أن كل فرد يقول شهادته أمام الله وهى عهد أمامه.
■ معنى ذلك أنكم تطالبون الجماعة بعدم دعم أى مرشح للرئاسة؟
- الجماعة لها أن توجه، وقرارها إرشادى، لمن لا يستطيع الوصول لرأى، ونحن نطالبها بالثقة فى أبنائها والسماح لهم باستخدام الحق فى الممارسة السياسية.
■ معنى كلامك أن الجماعة إذا قررت دعم مرشح للرئاسة فستطالبونها بعدم إلزام أعضائها أو فصلهم إذا خالفوها؟
- نعم.
■ وماذا سيكون ردكم إذا قررت الجماعة ترشيح أحد منها للرئاسة؟
- سنستمر فى النصيحة والكلام مع الجماعة والتعبير عن أنفسنا.
■ سؤال أخير.. هل عاتبك أحد من أسرة المهندس خيرت الشاطر على تنظيم هذه الوقفة؟
- أرفض الإجابة عن هذا السؤال لأنه شخصى.