احتشد آلاف الأقباط فى الساعات الأولى من صباح الثلاثاء خارج كاتدرائية العباسية مطالبين بالدخول للمشاركة فى صلاة الجنازة على روح قداسة البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، وسط إجراءات أمنية مشددة لتنظيم عملية الدخول إلى الكاتدرائية، ومشادات متقطعة بين الكثير من الأقباط الذين كانوا يريدون الدخول من أجل توديع البابا ورجال الأمن الذين حاولوا منعهم لازدحام المكان. وشهدت مداخل الكاتدرائية تنظيماً أمنياً كبيراً إذ انتشر جنود الأمن المركزى والشرطة العسكرية بعرض الشوارع المؤدية لأبواب الكاتدرائية. وتوافدت فرق الكشافة من مختلف الإبراشيات والكنائس لتنظيم حركة الأمن والمرور داخل وخارج الكاتدرائية أثناء مراسم صلاة الجنازة على روح البابا شنودة الثالث. وفى الساعة الثالثة من صباح الثلاثاء حدثت بعض المشادات الكلامية كادت تتطور لاشتباكات بالأيدى بين الأفراد المتواجدين أمام الأبواب وفرق الكشافة لعدم رغبة الأخيرة فى مساعدتهم فى الدخول ومنعهم سواء كان معهم دعوات أو لا، وإرجاء ذلك للساعة السادسة صباحاً. وبينما رفض رجال الأمن المركزى إدخال أى مواطن، شكت سيدة تحمل طفلاً لقائد قوات الأمن المركزى، وقالت له «إننى جئت من المنيا مخصوص لرؤية قداسة البابا، أرجوك مترجعنيش زى ما جيت»، وهو ما دفع الضابط لأخذ رأى المتواجدين حول السماح لها، فوافقوا وأعلنوا عدم اعتراضهم، فسمح لها بالدخول. ودخلت سيارات تحمل فراشة خلال ذلك التوقيت لفرشها خلال فترة الجنازة ولاستخدامها فى إقامة سرادق العزاء. وتواجدت سيارات الإطفاء والإسعاف والعيادات المتنقلة ومدرعات الجيش أمام أبواب الكاتدرائية، خاصة أمام الباب الرئيسى المجاور للكنيسة البطرسية حيث تسلق بعض الشباب سور «البطرسية» لمحاولة دخول الكاتدرائية بعد أن منعهم جنود الأمن المركزى وأفراد الكشافة. وعلق حزب المصريين الأحرار العديد من لافتات التعزية أمام الباب الرئيسى للكاتدرائية امتدت بطول الشارع، إضافة إلى تعليق حزبى الوفد والعربى الديمقراطى الناصرى لافتات أخرى تنعى البابا وتصفه بأنه «رجل الوطنية». وفى تمام الساعة الرابعة صباح الثلاثاء حضر أتوبيس سياحى من الإسكندرية يحمل عدداً من القساوسة الذين جاءوا للمشاركة فى مراسم الجنازة، وتسبب وجود هذا الأتوبيس فى حدوث مشادات ومشاجرات بسبب رغبة الأشخاص المتواجدين فى الدخول لتواجدهم منذ الساعات المتأخرة من مساء الاثنين، وتدخلت فرق الكشافة لفض المشاجرات المستمرة. كما حضرت سيارات تحمل زهريات ضخمة لتزيين الكاتدرائية خلال الجنازة، فيما قضى بعض المواطنين ليلتهم فى الشارع أمام الكنيسة البطرسية وأحضروا معهم البطاطين والطعام اللازمين للمبيت. من ناحية أخرى، احتشد المئات داخل الكاتدرائية، بعضهم كان يحمل دعوات، أما غير حاملى الدعوات فقد انتظروا أمام المدخل الداخلى للكاتدرائية محاولين الحصول على الدعوات. ودخلت سيارات توليد الكهرباء والطاقة وسيارات التليفزيون والإطفاء، وفُتحت أبواب الكنيسة - التى أقيمت بها صلاة الجنازة - فى تمام الساعة الثانية صباحاً للسماح بدخول رجال الكشافة لإعداد الكنيسة وتزيينها لصلاة الجنازة. واصطحب بعض الأفراد البطاطين والمياه معهم للمبيت داخل أسوار الكاتدرائية، والبعض الآخر جلس فى حلقات للصلاة والترتيل، بينما لم يُسمح للصحفيين غير الحاملين الدعاوى المخصصة للإعلام بالدخول. وتم وضع الحواجز والممرات داخل الكاتدرائية، وتواجد رجال الكشافة لعمل كردون أمنى أمامها، فيما حمل المواطنون المتواجدون بالداخل الأعلام السوداء وصوراً لقداسة البابا، وجاءت الكتيبة الطيبية حاملة معها لافتة كبيرة عليها صورة للبابا شنودة ومكتوب عليها «شعبك بيحبك»، وحمل البعض صوراً للبابا مكتوباً عليها «وداعاً أيها الأسد المرقسى». ونشبت بعض الاشتباكات بين عدد من الأفراد غير الحاملين الدعاوى بسبب محاولتهم الدخول، وقالوا «نحن جئنا من آخر مصر.. فكيف تمنعوننا». وأكد شباب الكشافة أنهم جاءوا من جميع كنائس مصر للخدمة فى تنظيم يوم الجنازة، وأوضحوا أنهم لا يريدون منع الناس من الدخول، لكنهم اضطروا لمنع غير حاملى الدعاوى بأوامر عليا لا يد لهم فيها. ووصل عدد كبير من الآباء الرهبان إلى الكاتدرائية فى تمام الساعة الرابعة والنصف للمشاركة فى الجنازة التى تقررت إقامتها فى تمام الساعة الحادية عشرة من صباح الثلاثاء . كما تجمع المئات من طلاب المدارس أمام الكاتدرائية حاملين صوراً للبابا شنودة مكتوباً عليها «وداعاً البابا شنودة»، كما قاموا بترديد عدد من الهتافات «إوعى تقول البابا مات لنا شفيع فى السموات»، «حقى أحضر جنازة البابا». كما رفع أحد المواطنين لافتة ورفعها على صدره وكتب عليها «باسمى ضياء صبرى عبدالكريم، بصفتى مواطناً مصر، افتقدت رمزاً من رموز الوحدة الوطنية.. البابا شنودة، أعاننا الله على فراقه». وعبر عدد من الشباب الوافد من عدة محافظات عن استيائهم لعدم السماح بدخولهم، وهم متواجدون منذ 3 أيام أمام الكاتدرائية، وقال وصفى عجيب من الهرم أحد الشباب الذين جاءوا لحضور جنازة البابا: «أنا هنا من 3 أيام، ومش عارف أدخل وألقى نظرة على قداسة البابا، من حقى أحضر جنازة البابا». أما هدرا من أسوان فظل يبكى حتى احمرت عيناه من كثرة البكاء: «أنا جيت من أسوان أول ما سمعت خبر وفاة البابا، ولحد دلوقتى مش عارف أدخل الكاتدرائية، وكل ده بسبب المسؤولين، أنا مش عارف أعمل إيه علشان أشوف البابا، لكن هو حاسس بيه». وفشل كل من سفير دولة إسبانيا وفنزويلا لمدة أكثر من نصف ساعة فى دخول قداس البابا شنودة بالكاتدرائية من إحدى البوابات نتيجة شدة الزحام.