x

«ربيع العرب» يدخل عامه الثاني بـ«خريف دينى»

الإثنين 19-03-2012 17:30 | كتب: وكالات |
تصوير : رويترز

مع بداية فصل الربيع يدخل «ربيع العرب» عامه الثانى وسط أجواء توتر دينية جعلته أقرب إلى «الخريف الدينى»، فثمة مؤشرات دول الربيع العربى، مثل تدنيس المقابر فى تونس، وهدم الأضرحة فى ليبيا، وسيطرة «القاعدة» على الأجزاء الجنوبية من اليمن وسط اشتباكات متصاعدة مع عناصر الجيش، تثير تساؤلات حول مستقبل هذه الدول.

وفى الوقت الذى تشهد فيه تونس اعتداءات متتالية على المقدسات الدينية فى البلاد، يرفع سلفيون سقف مطالبهم، بالدعوة إلى إقامة «دولة الخلافة»، بينما تجد الأحزاب الليبرالية فيما يحدث مبرراً لمساءلة الحكومة عن أدائها.

ويرى مراقبون أن ما تشهده تونس ينذر بفتنة طائفية وشيكة من شأنها تهديد استقرار البلاد، حيث أسفرت تلك الأحداث عن اتهامات سياسية بين جميع القوى حول من يقف وراء الفتنة فى تونس. وتحت شعار «التصدى لكل أشكال التوظيف السياسى للدين» وغيرها من الشعارات السياسية شكلت 5 أحزاب قومية ويسارية، الأحد ، ائتلافاً تحت اسم «الجبهة الشعبية 14 يناير» لمواصلة النضال الثورى، واتهمت الجبهة الائتلاف الحاكم بقيادة حركة «النهضة الإسلامية» بـ«الالتفاف» على المسار الثورى للشعب التونسى. فى المقابل، جدد السلفيون مطالبهم خلال الأسبوع الماضى بإدراج الشريعة الإسلامية كمصدر أساسى للتشريع فى الدستور التونسى الجديد، وذلك بعد أيام من إنزال بعض السلفيين العلم التونسى من فوق مبنى بجامعة «منوبة» واستبداله براية الخلافة الإسلامية.

وشهدت تونس تصعيداً للتوتر الدينى، بعد تمزيق نسخ من القرآن، وإلقائها فى دورات المياه، بالإضافة إلى تدنيس عدد من المساجد الخميس الماضى، مما أثار غضب التونسيين الذى خرجوا فى تظاهرات احتجاجاً على الاعتداء على مقدسات الشعب. وأعربت الرئاسة التونسية، الأحد، عن «بالغ القلق والاستياء» إزاء أعمال تدنيس استهدفت مساجد فى العاصمة وفى بن قردان جنوب البلاد، وحذرت فى بيان من «محاولة لبث الفتنة ودفع المجتمع إلى الانقسام». وعثر الخميس الماضى على مصاحف ممزقة فى عدة مساجد فى بن قردان القريبة من الحدود مع ليبيا وعلى بيض ألقى على جدران المساجد. ورسمت نجمة داوود على جدران جامع الفتح الذى تنطلق منه عادة تظاهرات السلفيين.

وفى ليبيا، أثارت مسألة هدم الأضرحة ضيق وغضب الكثيرين الذين رفضوا ما وصفوه بالتطرف الدينى، فى الوقت الذى اعتبرت فيه جماعات سلفية التبرك بالأضرحة والقبور شكلاً من أشكال الشرك.

وفى خطوة جديدة تعكس التطرف الدينى الذى يمكن أن تنجرف إليه ليبيا، أقدم بعض السلفيين على هدم أضرحة بعض المشايخ فى مدينة الزنتان وقرى مجاورة. وأثارت هذه الحادثة غضب أهل المدينة.

فيما يرى محللون أن مثل هذه الأفعال من شأنها أن تؤدى إلى صراع دموى بين السلفيين والصوفيين، خاصة فى ظل امتلاك الجانبين كميات كبيرة من الأسلحة. وفى اليمن، لم يجد تنظيم القاعدة وقتاً أنسب من ذلك حتى يتمكن من السيطرة على المدن اليمنية التى تنتشر فيها الفوضى والغياب الأمنى، مما نتج عنه مؤشرات تصعيد بين أطراف العملية السياسية فى اليمن، وذلك مع تزايد حدة الاتهامات بين حزب المؤتمر الشعبى العام بزعامة الرئيس السابق على عبدالله صالح وأحزاب اللقاء المشترك على خلفية توسع نشاطات «القاعدة».

واتهم صالح حكومة «الوفاق» الوطنى ورئيسها المعارض السابق محمد باسندوة برفع الرقابة على اتصالات تنظيم القاعدة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية