x

البرنامج النووى الإيرانى.. أزمة تعكر صفو العلاقات الأمريكية - الإسرائيلية

الأربعاء 07-03-2012 17:37 | كتب: غادة حمدي |
تصوير : أ.ف.ب

«على إسرائيل أن تكون سيدة قرارها، وأن تصبح قادرة على الدفاع عن نفسها بنفسها».. جملة أطلقها رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو بوضوح لافت خلال لقائه الرئيس الأمريكى باراك أوباما الاثنين الماضى فى البيت الأبيض، ويمكن من خلالها الاستدلال على اتساع هوة الخلافات بين البلدين بشأن كيفية منع إيران من اكتساب أسلحة نووية، فعلى الرغم من أن كلا من الزعيمين أظهر تضامناً خلال لقائهما، لكن تبقى الرسالة الأوضح هى أن إسرائيل قد تتصرف فى نهاية المطاف من تلقاء نفسها، بينما تبدو الإدارة الأمريكية أكثر اقتناعاً بالنهج الدبلوماسى، لمعالجة الأزمة النووية فى المرحلة الحالية، مع تأكيد الالتزام المعتاد بأمن إسرائيل، والذى اعتبره أوباما «صلباً كالصخرة».

وعلى الرغم من أن الرئيس الأمريكى أكد أن «جميع الخيارات تظل متاحة»، بما فيها التدخل العسكرى، لمنع الجمهورية الإسلامية من تصنيع قنبلة نووية، فإن وجهات نظر الحليفين- أوباما ونتنياهو- مازالت متباعدة بشأن «الخطوط النووية الحمراء»، التى يجب على طهران ألا تتجاوزها.

ويمكن رصد عدة عوامل تقف وراء الموقفين المختلفين- نسبياً- بين الولايات المتحدة وإسرائيل بشأن التعامل مع الأزمة النووية الإيرانية. فمن ناحيته، يبدو نتنياهو مدفوعاً بضغوط داخلية من أحزاب دينية متطرفة، ومخاوف أمنية متواصلة، فضلاً عن توازنات انتخابية قادته إلى محاولة إقناع إدارة أوباما بقبول الحل العسكرى، وصولاً إلى التهديد المتكرر علناً بتحرك أحادى الجانب ضد إيران. كما لا يمكن استبعاد سعى إسرائيل لإشعال الأجواء، طمعاً فى مساعدات أمريكية إضافية، فضلاً عن رغبتها فى رفع مستوى استعداد المجتمع الدولى، لفرض مزيد من العقوبات على عدوتها اللدود «إيران».

أما على الجانب الأمريكى، فيواجه أوباما صعوبة كبيرة فى التعامل مع الملف النووى الإيرانى، حيث إن الأزمة تتصاعد فى خضم حملة انتخابات الرئاسة الأمريكية، وفى وقت يتهم فيه المرشحون الجمهوريون المحتملون الرئيس الديمقراطى بأنه قاس على إسرائيل، ولا يبدى الصرامة اللازمة مع إيران، فإن إدارة أوباما لا تستطيع أيضاً تجاوز حقيقة المأزق الراهن لقواتها فى أفغانستان، بينما تخشى أجهزة الاستخبارات الأمريكية من إعلان استنتاجات قاطعة، بعد إخفاق مخابراتى محرج فى العراق أسفر عن احتلالها لسنوات، لذا يحاول أوباما إخماد حديث متزايد عن حرب أخرى فى المنطقة، قد تسبب مزيداً من الارتفاع فى أسعار النفط العالمية، وتضر بالانتعاش الهش للاقتصاد الأمريكى. هذا بالإضافة إلى إدراك إدارة أوباما أن أى هجوم عسكرى على إيران سيثير المشاعر المناهضة للولايات المتحدة فى العالم الإسلامى. لذلك، اختار أوباما أن يتعامل مع الأزمة بنهج مزدوج، حيث سعى لطمأنة نتنياهو بأن الولايات المتحدة تبقى الباب مفتوحاً أمام الخيار العسكرى كملاذ أخير، وأكد مساندته الدولة العبرية، لكنه حثها أيضاً على التحلى بالصبر، للسماح للدبلوماسية والعقوبات بتحقيق النتائج المرجوة.

وعلى أى حال، فإن مصادر قريبة من محادثات أوباما ونتنياهو قالت إن الأخير أكد للرئيس الأمريكى أن إسرائيل لم تتخذ بعد أى قرار بشأن مهاجمة المواقع النووية الإيرانية، رغم أنه لم يظهر أى مؤشر على التراجع عن عمل عسكرى محتمل. غير أن دينيس روس، مستشار أوباما السابق لشؤون الشرق الأوسط، أشار إلى أن «الجلبة» التى تثيرها إسرائيل حول شن هجوم محتمل تتجه نحو الضغط على المجتمع الدولى، لتشديد العقوبات على إيران أكثر من التلميح باقتراب شن هجوم، واتفق معه فى وجهة النظر تلك أودى سيجال، المراسل الدبلوماسى للقناة الثانية الإسرائيلية، الذى قال: «نتنياهو ووزير دفاعه إيهود باراك يعتقدان أن الحديث عن ضربة إسرائيلية محتملة هو الوسيلة الوحيدة لتحريك اللاعبين، وحتى لو كان الأمر مجرد خدعة، فيجب عدم الكشف عن فحواها، لأنها تجعل إيران تشعر بالخوف، وتجعل الأمريكيين يتخذون خطوات والأوروبيين يفرضون عقوبات، وتُبقى الجميع فى وضع القلق».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية