تقدمت جمعية منتجى الألبان بطلب إلى وزارة الزراعة للسماح لها باستيراد أمصال جديدة مضادة لـ«العترة سات 2» وهى غير مدرجة على جدول تطعيمات أنواع الحمى القلاعية الموجودة فى مصر، وهو ما يؤكد أن الفيروس المنتشر حاليا هو نوع جديد يصيب لأول مرة الماشية المصرية.
يأتى ذلك فى الوقت الذى حمل فيه رئيس رابطة مربى الجاموس الحكومة مسؤولية انتشار المرض بهذا «الشكل الشرس»، محذرا من نفوق أكثر من 50% من القطيع المصرى خلال فترة وجيزة.
وقال محمد العراقى، رئيس الرابطة، فى تصريحات خاصة لـ«المصرى اليوم»، إن الموقف الوبائى حاليا «عنيف جدا وينذر بكارثة محققة»، إذا لم تعترف الحكومة بأن الفيروس الحالى جديد غير النوعين المتوطنين فى مصر، وأنه عليها اتخاذ خطوات سريعة لشراء والتعاقد على الأمصال المضادة للفيروس الجديد.
وأشار العراقى إلى أن المسؤولين فى الخدمات البيطرية تقاعسوا عن أداء مهامهم فى مواجهه المرض، واكتفوا بتحميل المربين مسؤولية انتشار الفيروس باتهامهم بإهمالهم التطعيمات رغم أن سرعة انتشار المرض تؤكد أنه لنوع جديد لم تتلق الماشية أى تطعيمات ضده بعكس أنواع التطعيمات «للعترتين» المنتشرتين فى مصر، حيث تكون مناعة الحيوان فيها عالية ولا تؤدى للوفاة إذا أهمل المربى أى جرعات منها.
وتساءل العراقى حول طبيعة عمليات استيراد رؤوس الماشية الحية من دول موبوءة مثل السودان وإثيوبيا والبرازيل، وضرب مثلا بالشحنة التى تمت إعادتها إلى البرازيل فى حراسة بارجة حربية بعد نفوق أكثر من 1500رأس قبل دخولها الميناء، وتساءل: «إذا كان تم منع هذه الشحنة، فكم شحنة تم دخولها وهى مؤبؤة فى غيبة الرقابة؟!».
وأكد أن ذبح الماشية المريضة فى الموانىء الحدودية لا يحد من انتشار المرض، خاصة أن الفيروس ينتقل بسرعة عن طريق الهواء لمسافات تصل إلى 50 ميلا، ويمكن أن ينتقل عبر الملابس أو عجلات سيارات نقل اللحوم بعد ذبحها لمنافذ التوزيع.
وشكك العراقى فى دور ورقابة اللجان البيطرية، التى تسافر لمعاينة الحيوانات قبل شحنها، متسائلاً عن المتورطين فى ذلك وعن آليات معاقبتهم بعد تدهور الوضع فى مصر. من جانبه، قال محمد الطاروطى، رئيس جمعية منتجى الألبان، إن المؤشرات كلها تؤكد انتشار الفيروس الجديد، منوهاً بأن الجمعية تقدمت بطلب إلى رئيس هيئة الخدمات البيطرية للسماح لها باستيراد أمصال على حسابهم مضادة لنوع «سات 2» المنتشر فى دول أفريقيا.
وأكد «الطاروطى» أن رئيس الهيئة أبدى موافقته على الاستيراد، وأنه أكد له إرسال عينات إلى أحد المعامل المعتمدة بإنجلترا للتعرف على نوع الفيروس لاتخاذ خطوات مواجهته.