أعلنت شرطة دبي أنها تمكنت من كشف الغموض حول مقتل القائد العسكري في حركة حماس "محمود المبحوح" وأنه لقي مصرعه "اغتيالا" على أيدي "عصابة إجرامية متمرسة"، وأنها تلاحق مشتبه بهم يحملون "جوازات أوروبية" بالتعاون مع "الإنتربول" الدولي.
ولم يستبعد القائد العام لشرطة دبي الفريق «ضاحي خلفان» تورط الاستخبارات الإسرائيلية "الموساد" باغتيال «المبحوح» مؤكدا بذلك اتهامات حركة حماس التي توعدت إسرائيل بالرد "على هذه الجريمة في الزمان والمكان المناسبين".
من ناحيتها، عمدت وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى التلميح بأن دور «المبحوح» في أسر وتصفية جنود إسرائيليين في منتصف الثمانينات، كان وراء ملاحقته، معتبرة أن اغتياله كان تصفية لحساب مفتوح منذ عشرين عاما.
وأظهرت نتائج فحص جثة «المبحوح» أنه توفي جراء تسمم أو بسبب مادة تعرض لها.
وأشار إلى أن "التسميم أو التعريض لمواد معينة أو لأجهزة كهربائية يمس مراكز الأعصاب الرئيسية ويقود إلى مصاعب في التنفس أو اختناق أو حتى لجلطة"
وجاء في بيان المكتب الإعلامي لحكومة دبي أن شرطة الإمارة كشفت أن معظم المشتبه بهم يحملون جوازات سفر أوروبية وغادروا الإمارات قبيل الإبلاغ عن وفاة المجني عليه والعثور على جثمانه في أحد فنادق دبي، حيث أكد المكتب الإعلامي لحكومة أن التحقيقات الأولية ترجح أن الجريمة ارتكبت على يد "عصابة إجرامية" متمرسة كانت تتبع تحركات المجني عليه قبل قدومه إلى دولة الإمارات.
وأشار البيان إلى أنه "بالرغم من سرعة تنفيذ الجريمة ومهارة مرتكبيها، إلا أن الجناة خلفوا وراءهم أثراً يدل عليهم وسيساعد على تعقبهم، ومن ثم القبض عليهم في أقرب فرصة".مؤكداً أن شرطة دبي لم تعد تعترف بعبارة "جريمة غامضة أو مجهولة".
واضاف البيان أن «المبحوح» 50 سنة، دخل إلى الإمارات في حوالي الساعة الثالثة والربع من بعد ظهر يوم الثلاثاء الموافق 19 يناير 2010 قادما من إحدى الدول العربية، حيث عثر على جثمانه ظهر اليوم التالي في الفندق الذي كان يقيم فيه في دبي.
وعن طبيعة عملية الاغتيال أكد «موسى أبو مرزوق» عضو المكتب لحماس من دمشق أن نتائج التحقيقات أظهرت أن «المبحوح» ضرب بصاعق كهربائي شل حركته ثم خنق، حيث كان في مهمة تحفظ «أبو مرزوق» في لقاء مع قناة «الجزيرة» من دمشق على ذكر "أي شيء يتعلق بها قبل استكمال كل التحقيقات".
واعتبر المعلق الأمني لموقع «يديعوت أحرونوت» الالكتروني «روني بن يشاي» أن نتائج فحص جثة «المبحوح» أظهرت أنه توفي جراء تسمم أو بسبب مادة تعرض لها.
وأشار إلى أن التسميم أو التعريض لمواد معينة أو لأجهزة كهربائية يمس مراكز الأعصاب الرئيسية ويقود إلى مصاعب في التنفس أو اختناق أو حتى لجلطة. وأوضح أن الأطباء في دبي ربما اكتشفوا آثار صعق كهربائي. وخلص إلى أنه إذا صحت اتهامات حماس للموساد، فإن اغتيال المبحوح في دبي يكشف عن القدرات الفائقة للاستخبارات الإسرائيلية في ملاحقة رجال حركة حماس والوصول إليهم.
وأشارت صحف إماراتية إلى أنه عثر على جسد الشهيد المبحوح على آثار كي وتعذيب بكوابل كهربائية.
ونقلت عن مصادر أمنية إن أربعة أشخاص شاركوا في عملية الاغتيال. ومنذ اغتياله قبل حوالي عشرة أيام، بقي الغموض يلف ظروف تصفيته، حيث أوحت جهات فلسطينية عديدة بأن إسرائيل تقف خلف ذلك.
وذكرت مصادر حركة حماس أن «المبحوح» كان قد وضع مقاعد وراء باب غرفته كإجراء احترازي من رجل يشعر أن الاستخبارات الإسرائيلية تسعى إلى قتله منذ 20 عاما، مضيفا أنه صدر أمر لاحقاً بتشريح جثته وعثر على آثار للسم في جسده.
وأشار شقيق الشهيد، «فائق المبحوح» في حديث لصحيفة «السفير» اللبنانية إلى أن النتائج الأولية للتحقيقات أثبتت أنه اغتيل بواسطة جهاز يحدث صعقة كهربائية، ثم جرى خنقه بواسطة قطعة قماش، وأن شخصين على الأغلب قاما بالاغتيال، وفقا للمعلومات التي ابلغ بها.
وأضاف أن شقيقه كان قد نجا خلال السنوات الأخيرة من ثلاث محاولات لاغتياله في غزة وفي بيروت، مشيراً إلى انه تم تسميمه قبل ستة أشهر، حيث ظل فاقدا للوعي لمدة 36 ساعة.
وحمّلت كتائب القسام الاحتلال المسؤولية الكاملة عن اغتيال «المبحوح» وأكد المتحدث باسم الكتائب «أبو عبيدة» لشبكة «فلسطين الآن» أن الاحتلال لن يفلت من العقاب، مشددا أن "القسام" سترد على الاحتلال في الوقت المناسب ولن تسكت على مثل هذا الأمر.
ورداً على سؤال حول ما إذا كانت "القسام" ستحول جبهة القتال مع الاحتلال إلى الخارج كرد على اغتيال «المبحوح» قال «أبو عبيدة» إنّ "معركتنا مع الاحتلال داخل فلسطين، وسنرد عليه في الوقت المناسب، وسننشر تفاصيل الاغتيال أيضا في الوقت المناسب".
وكان «المبحوح» مطلوبا لإسرائيل أثناء وجوده في غزة، إلى أن ترك القطاع، حيث تنقل بين دول عربية عديدة. وتتهم إسرائيل المبحوح بأنه كان وراء اختطاف وتصفية الجنديين «إيلان سعدون» و«آفي سسبورتاس» في منتصف الثمانينات، وأنه واصل عمله لتهريب الأسلحة للقطاع، فيما أشارت بعض الصحف الإسرائيلية إلى أنه كان للمبحوح دور في الأسلحة التي ضبطتها البحرية الإسرائيلية على سفينة «فرانكوب» قبل أشهر.
وعاش الشهيد بعد خروجه من السجون الإسرائيلية مطاردا حتى تاريخ إبعاده وتوجهه للعيش في سوريا عام 1989.
وبمقتل المبحوح، تزيد قائمة شهداء الحركة الإسلامية، ويشكل تحدي أخر للحركة التي تتحدى إسرائيل وترفض إلقاء السلاح والاعتراف بالدولة اليهودية. وكانت اسرائيل اغتالت عشرات من الزعماء والشخصيات العسكرية في حركة حماس التي تأسست قبل 20 سنة كحركة إسلامية مقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي.
ورحبت عائلتا الجنديين الإسرائيليين« سعدون» و«سسبورتاس» باغتيال «المبحوح» حيث أثنت على أجهزة الأمن الإسرائيلية، فيما أعرب رئيس بلدية عسقلان بني فاكنين عن رضاه على "تصفية الحساب" مع المبحوح. وقال فاكنين: "من ناحيتنا هذا إغلاق لدائرة، فطوال سنوات عانت أسرة الجنديين، ونحن نثني على الجيش الإسرائيلي وعلى قوى الأمن على عمليتها هذه".
واعتبر المعلق الأمني لموقع «يديعوت أحرونوت» الالكتروني «روني بن يشاي» أن الاغتيال رسالة لحماس ولآسري الجندي جلعاد شاليت. وكتب أنه لا غرابة في اتهام الموساد باغتيال المبحوح الذي كان "أحد كبار المسؤولين عن منظومة مشتركة لحماس وإيران، تنظم وتشرف على تهريب الصواريخ والسلاح والمواد المتفجرة والمخربين الفلسطينيين المدربين من إيران إلى قطاع غزة".
وأضاف «بن يشاي» أن نتائج فحص جثة المبحوح أظهرت أنه توفي جراء تسمم أو بسبب مادة تعرض لها. وأشار إلى أن التسميم أو التعريض لمواد معينة أو لأجهزة كهربائية يمس مراكز الأعصاب الرئيسية ويقود إلى مصاعب في التنفس أو اختناق أو حتى لجلطة. وأوضح أن الأطباء في دبي ربما اكتشفوا آثار صعق كهربائي. وخلص إلى أنه إذا صحت اتهامات حماس للموساد، فإن اغتيال المبحوح في دبي يكشف عن القدرات الفائقة للاستخبارات الإسرائيلية في ملاحقة رجال حركة حماس والوصول إليهم