x

شرطة دبي تعلن كشفها غموض مقتل القيادي في حماس‏«محمود المبحوح»‏

الجمعة 29-01-2010 12:06 | كتب: عمرو النادي, وكالات |
تصوير : رويترز

أعلنت شرطة دبي أنها تمكنت من كشف الغموض حول مقتل القائد العسكري ‏في حركة حماس "محمود المبحوح" وأنه لقي مصرعه "اغتيالا" على أيدي ‏‏"عصابة إجرامية متمرسة"، وأنها تلاحق مشتبه بهم يحملون "جوازات ‏أوروبية" بالتعاون مع "الإنتربول" الدولي.

ولم يستبعد القائد العام لشرطة دبي الفريق «ضاحي خلفان» تورط ‏الاستخبارات الإسرائيلية "الموساد" باغتيال «المبحوح» مؤكدا بذلك اتهامات ‏حركة حماس التي توعدت إسرائيل بالرد "على هذه الجريمة في الزمان ‏والمكان المناسبين".

من ناحيتها، عمدت وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى التلميح بأن دور ‏‏«المبحوح» في أسر وتصفية جنود إسرائيليين في منتصف الثمانينات، كان ‏وراء ملاحقته، معتبرة أن اغتياله كان تصفية لحساب مفتوح منذ عشرين ‏عاما.

وأظهرت نتائج فحص جثة «المبحوح» أنه توفي جراء تسمم أو بسبب مادة ‏تعرض لها.

وأشار إلى أن "التسميم أو التعريض لمواد معينة أو لأجهزة كهربائية يمس ‏مراكز الأعصاب الرئيسية ويقود إلى مصاعب في التنفس أو اختناق أو حتى ‏لجلطة"

وجاء في بيان المكتب الإعلامي لحكومة دبي أن شرطة الإمارة كشفت أن ‏معظم المشتبه بهم يحملون جوازات سفر أوروبية وغادروا الإمارات قبيل ‏الإبلاغ عن وفاة المجني عليه والعثور على جثمانه في أحد فنادق دبي، حيث ‏أكد المكتب الإعلامي لحكومة أن التحقيقات الأولية ترجح أن الجريمة ارتكبت ‏على يد "عصابة إجرامية" متمرسة كانت تتبع تحركات المجني عليه قبل ‏قدومه إلى دولة الإمارات.

وأشار البيان إلى أنه "بالرغم من سرعة تنفيذ الجريمة ومهارة مرتكبيها، إلا ‏أن الجناة خلفوا وراءهم أثراً يدل عليهم وسيساعد على تعقبهم، ومن ثم ‏القبض عليهم في أقرب فرصة".مؤكداً أن شرطة دبي لم تعد تعترف بعبارة ‏‏"جريمة غامضة أو مجهولة".

واضاف البيان أن «المبحوح» 50 سنة، دخل إلى الإمارات في حوالي الساعة ‏الثالثة والربع من بعد ظهر يوم الثلاثاء الموافق 19 يناير 2010 قادما من ‏إحدى الدول العربية، حيث عثر على جثمانه ظهر اليوم التالي في الفندق الذي ‏كان يقيم فيه في دبي.

وعن طبيعة عملية الاغتيال أكد «موسى أبو مرزوق» عضو المكتب لحماس ‏من دمشق أن نتائج التحقيقات أظهرت أن «المبحوح» ضرب بصاعق ‏كهربائي شل حركته ثم خنق، حيث كان في مهمة تحفظ «أبو مرزوق» في ‏لقاء مع قناة «الجزيرة» من دمشق على ذكر "أي شيء يتعلق بها قبل ‏استكمال كل التحقيقات".

واعتبر المعلق الأمني لموقع «يديعوت أحرونوت» الالكتروني «روني بن ‏يشاي» أن نتائج فحص جثة «المبحوح» أظهرت أنه توفي جراء تسمم أو ‏بسبب مادة تعرض لها. ‏

وأشار إلى أن التسميم أو التعريض لمواد معينة أو لأجهزة كهربائية يمس ‏مراكز الأعصاب الرئيسية ويقود إلى مصاعب في التنفس أو اختناق أو حتى ‏لجلطة. وأوضح أن الأطباء في دبي ربما اكتشفوا آثار صعق كهربائي. وخلص ‏إلى أنه إذا صحت اتهامات حماس للموساد، فإن اغتيال المبحوح في دبي ‏يكشف عن القدرات الفائقة للاستخبارات الإسرائيلية في ملاحقة رجال حركة ‏حماس والوصول إليهم.

وأشارت صحف إماراتية إلى أنه عثر على جسد الشهيد المبحوح على آثار كي ‏وتعذيب بكوابل كهربائية. ‏

ونقلت عن مصادر أمنية إن أربعة أشخاص شاركوا في عملية الاغتيال. ومنذ ‏اغتياله قبل حوالي عشرة أيام، بقي الغموض يلف ظروف تصفيته، حيث ‏أوحت جهات فلسطينية عديدة بأن إسرائيل تقف خلف ذلك.

وذكرت مصادر حركة حماس أن «المبحوح» كان قد وضع مقاعد وراء باب ‏غرفته كإجراء احترازي من رجل يشعر أن الاستخبارات الإسرائيلية تسعى إلى ‏قتله منذ 20 عاما، مضيفا أنه صدر أمر لاحقاً بتشريح جثته وعثر على آثار ‏للسم في جسده.

وأشار شقيق الشهيد، «فائق المبحوح» في حديث لصحيفة «السفير» اللبنانية ‏إلى أن النتائج الأولية للتحقيقات أثبتت أنه اغتيل بواسطة جهاز يحدث صعقة ‏كهربائية، ثم جرى خنقه بواسطة قطعة قماش، وأن شخصين على الأغلب قاما ‏بالاغتيال، وفقا للمعلومات التي ابلغ بها.


وأضاف أن شقيقه كان قد نجا خلال السنوات الأخيرة من ثلاث محاولات ‏لاغتياله في غزة وفي بيروت، مشيراً إلى انه تم تسميمه قبل ستة أشهر، حيث ‏ظل فاقدا للوعي لمدة 36 ساعة.

وحمّلت كتائب القسام الاحتلال المسؤولية الكاملة عن اغتيال «المبحوح» وأكد ‏المتحدث باسم الكتائب «أبو عبيدة» لشبكة «فلسطين الآن» أن الاحتلال لن ‏يفلت من العقاب، مشددا أن "القسام" سترد على الاحتلال في الوقت المناسب ‏ولن تسكت على مثل هذا الأمر.

ورداً على سؤال حول ما إذا كانت "القسام" ستحول جبهة القتال مع الاحتلال ‏إلى الخارج كرد على اغتيال «المبحوح» قال «أبو عبيدة» إنّ "معركتنا مع ‏الاحتلال داخل فلسطين، وسنرد عليه في الوقت المناسب، وسننشر تفاصيل ‏الاغتيال أيضا في الوقت المناسب".

وكان «المبحوح» مطلوبا لإسرائيل أثناء وجوده في غزة، إلى أن ترك القطاع، ‏حيث تنقل بين دول عربية عديدة. وتتهم إسرائيل المبحوح بأنه كان وراء ‏اختطاف وتصفية الجنديين «إيلان سعدون» و«آفي سسبورتاس» في منتصف ‏الثمانينات، وأنه واصل عمله لتهريب الأسلحة للقطاع، فيما أشارت بعض ‏الصحف الإسرائيلية إلى أنه كان للمبحوح دور في الأسلحة التي ضبطتها ‏البحرية الإسرائيلية على سفينة «فرانكوب» قبل أشهر.

وعاش الشهيد بعد خروجه من السجون الإسرائيلية مطاردا حتى تاريخ إبعاده ‏وتوجهه للعيش في سوريا عام 1989.

وبمقتل المبحوح، تزيد قائمة شهداء الحركة الإسلامية، ويشكل تحدي أخر ‏للحركة التي تتحدى إسرائيل وترفض إلقاء السلاح والاعتراف بالدولة ‏اليهودية. وكانت اسرائيل اغتالت عشرات من الزعماء والشخصيات العسكرية ‏في حركة حماس التي تأسست قبل 20 سنة كحركة إسلامية مقاومة ضد ‏الاحتلال الإسرائيلي.

ورحبت عائلتا الجنديين الإسرائيليين« سعدون» و«سسبورتاس» باغتيال ‏‏«المبحوح» حيث أثنت على أجهزة الأمن الإسرائيلية، فيما أعرب رئيس بلدية ‏عسقلان بني فاكنين عن رضاه على "تصفية الحساب" مع المبحوح. وقال ‏فاكنين: "من ناحيتنا هذا إغلاق لدائرة، فطوال سنوات عانت أسرة الجنديين، ‏ونحن نثني على الجيش الإسرائيلي وعلى قوى الأمن على عمليتها هذه".

واعتبر المعلق الأمني لموقع «يديعوت أحرونوت» الالكتروني «روني بن ‏يشاي» أن الاغتيال رسالة لحماس ولآسري الجندي جلعاد شاليت. وكتب أنه ‏لا غرابة في اتهام الموساد باغتيال المبحوح الذي كان "أحد كبار المسؤولين ‏عن منظومة مشتركة لحماس وإيران، تنظم وتشرف على تهريب الصواريخ ‏والسلاح والمواد المتفجرة والمخربين الفلسطينيين المدربين من إيران إلى ‏قطاع غزة".

وأضاف «بن يشاي» أن نتائج فحص جثة المبحوح أظهرت أنه توفي جراء ‏تسمم أو بسبب مادة تعرض لها. وأشار إلى أن التسميم أو التعريض لمواد ‏معينة أو لأجهزة كهربائية يمس مراكز الأعصاب الرئيسية ويقود إلى مصاعب ‏في التنفس أو اختناق أو حتى لجلطة. وأوضح أن الأطباء في دبي ربما ‏اكتشفوا آثار صعق كهربائي. وخلص إلى أنه إذا صحت اتهامات حماس ‏للموساد، فإن اغتيال المبحوح في دبي يكشف عن القدرات الفائقة ‏للاستخبارات الإسرائيلية في ملاحقة رجال حركة حماس والوصول إليهم
 

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية