دعا لويس مورينو أوكامبو، المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، السبت، قادة العالم إلى مواصلة بذل الجهود لوضع نهاية للصراع في إقليم دارفور السوداني المضطرب، مؤكدًا أن مثول الرئيس السوداني عمر البشير أمام المحكمة «مسألة وقت».
وقال «أوكامبو» في العاصمة القطرية الدوحة: «هناك اعتقاد بأن العالم لم يبذل الجهد المطلوب في دارفور، وأتمنى أن نعمل جميعا لوضع حد لمعاناة الناس في دارفور ووضع حد لهذه الأزمة».
وأضاف أن ما يجري في دارفور ومعاناة أهلها المستمرة «عار على السودان وعلى الرئيس البشير، وعار على العالم». وحول ما يريده من المجتمع الدولي أجاب: «أريدهم أن يوقفوا الجريمة فورا، أريدهم أن يعيدوا للضحايا حقوقهم ويعيدوهم إلى أرضهم».
وقال: «إن المحكمة الجنائية لا تستطيع إيجاد حل للقضية»، مؤكدًا أن «للمجتمع الدولي دورا يلعبه في القضية، كما للمجتمع المحلي دوره أيضا، وهذا ما لم يحدث بعد بالصورة المطلوبة». وأشار إلى المحاكمة السابقة بشأن يوغسلافيا قائلا: «لقد جرى استدعاء 161، بما في ذلك رئيس يوغسلافيا بنفسه، واستغرق ذلك وقتا قارب 16 عاما، ثم وضعوا جميعا في السجن».
وقال «أوكامبو» من الدوحة: «إن هناك عددا من الدول، من بينها قطر، ترى أنها غير ملزمة بالقبض على البشير، «فقطر ليست عضوا في ميثاق روما بعد»، مضيفا: «البشير عندما ذهب إلى كينيا بقي هناك لمدة 4 ساعات، ثم غادرها خشية أن يتم القبض عليه، فالقضاء هناك لاحقه، لكن المسألة هي أنه ينبغي على العالم أن يعمل متضامنا لأجل الناس في دارفور». وأعرب عن اعتقاده بأن الربيع العربي سيغير الأوضاع في المنطقة وستدخل قيم جديدة، وسيؤثر ذلك على السودان.
وفيما يتعلق بالدور السوداني الداخلي في القضية وما يعتقده البعض بأن الحكومة تصادر كل السلطة وليس دارفور وحدها، قال «أوكامبو»: «نحن ننظر إلى تغيير داخلي في السودان، السودانيون هم من يتحتم عليهم خلق الآليات والحراك لتغيير البشير وليس غيرهم، السودانيون هم الذين ينبغي أن يتولوا مهمة إزاحة البشير، نحن لا نتحدث عن قوة غزو خارجي فهذا أمر سيء جدا ولايحبذه أحد».
وأضاف أن على العالم العربي أن يدرك أن المحكمة الجنائية الدولية لديها «طرقها المحترمة للتعامل مع القضايا»، موضحًا أن «الأمر هنا مختلف تماما عن العراق، نحن لسنا مستعمرين».
وعن أوجه الشبه في تجربته السابقة في الأرجنتين والسودان، قال «أوكامبو» إن «هناك سمات عامة مشتركة بينهم، فكلاهما استخدم خططا عسكرية تجاه شعبه وضحاياه، لقد استخدموا القوة العسكرية لتحميهم».
وأوضح: «لقد نجحنا في وضعهم (جنرالات الأرجنتين) جميعا في السجن، وهذا ما سيحدث في السودان وهي مسألة وقت ليس إلا، لن تمضي سنوات كثيرة وسيمثل البشير أمام العدالة لاشك عندي في ذلك».
وأقر «أوكامبو» بإمكانية إقامة محاكمة مجرمي الحرب داخل السودان، لكنه أوضح أن «هناك محاكم في السودان، ولكن غير مسموح لها النظر في قضايا دارفور، ولم يسمح لها بإقامة قضية كالقضايا التي رفعناها».
واتهم المدعي العام للمحكمة الجنائية الحكومة بمنح العسكريين حصانة من الملاحقة وقال: «لقد منحوهم حصانة، كل الضباط لديهم حصانة في السودان، لذا وببساطة لن تستطيع المحكمة السودانية فعل شيء». وقال: «إن المشكلة لا تتعلق فقط بمحاكمة المجرمين، المشكلة هي أنه لا أحد يهتم بما يجري في دارفور، فالناس هناك فقدوا مساكنهم فيما لا يهتم أحد بما يجري هناك».
وحول مصير محاكمة سيف الإسلام القذافي، نجل العقيد الليبي الراحل، وما إذا كانت المحكمة ستطالب بمثوله في لاهاي، قال: «السلطات الليبية تقول إنها ستحاكمه في ليبيا، وعليهم أن يفعلوا ذلك». وأشار إلى أن السلطات الليبية أخبرته بعزمها «إقامة محاكمة عادلة لسيف الإسلام عبر القضاء الليبي المؤهل»، مضيفا أنهم «يعدون لمحاكمته ونحن نتابع الأمر معهم».