وصف المصور البريطاني بول كونروي، الذي أصيب في عملية قصف صاروخي قام بها الجيش السوري على مدينة بابا عمرو، ما يحدث في حمص بأنه «مجزرة لا تصدق، تشبه المجازر التي شهدتها البوسنة ورواندا».
وقال «كونروي»، الذي نجا من القصف، الذي أودى بحياة المراسلة الأمريكية ماري كولفن: «إن القتل الجماعي، الذي ترتكبه قوات النظام السوري لا يقارن إلا بالمذابح، التي ارتكبت في البوسنة ورواندا في التسعينيات».
وقدم المصور البريطاني، الذي يعمل لحساب صحيفة «صنداي تايمز» البريطانية، والذي تم تهريبه بعد إصابته في القصف خارج سوريا، التماسًا للمجتمع الدولي، كي يتحرك لوقف المجازر التي ترتكب في حمص.
وأضاف «كونروي»، في أول حوار له نقلته صحيفة «جارديان» البريطانية، أن الله وحده يعلم ما يحدث للسوريين عندما تتوقف الكاميرات عن توثيق وتصوير ما يحدث.
وأكد أن «أي حديث عن مفاوضات الآن سيكون متأخرًا جدًا»، فآلة القتل «تعمل بأقصى طاقتها وترتكب مجازر يوميًا». وقال: «لا أعرف كيف يمكن الوقوف لمشاهدة ما يحدث دون أن نفعل شيئا. إنها مجزرة وليست حربًا، مجزرة لا تفرق بين الرجال والنساء والأطفال».
وأوضح أن أهالي حمص لو كان لهم أن يرسلوا رسالة من خلاله، فإنهم سيقولون لدول العالم «انسوا السياسة، انسوا الاجتماعات، افعلوا شيئا لمساعدتنا».
وقال المصور البريطاني: «إننا نحمل عار الوقوف بعجز ومشاهدة المجزرة وهي تحدث مرة أخرى، لكن الوقت ليس متأخرًا، إنما يحتاج الأمر لأحد ما يتخذ خطوة شجاعة، ولو لم يحدث ذلك، فانسوا الأمر، نحن نتحدث عن مجزرة كاملة».
وأشار إلى أنه «رغم التقارير التي تقول إن كثيرًا من السوريين تركوا منازلهم وهربوا، فإنه ما زال هناك الآلاف في حمص، يعيشون تحت الركام والتفجيرات، وينتظرون الموت».
ووصف «كونروي» زميلته ماري كولفن، التي قتلت في قصف هي والمصور الفرنسي، ريمي أوشليك، بأنها كانت «شخصية فريدة، شجاعة بلا حدود»، مؤكدًا أنه تشرف بالعمل معها وأنها «ماتت وهي تقوم بالشيء الذي تحبه».