أكدت مصادر أمنية فى مطار القاهرة، إلقاء القبض على محمد محمد إبراهيم مكاوى، القيادى فى تنظيم القاعدة، بعد عودته من باكستان على متن طائرة تابعة لطيران الإمارات، لكنها أشارت إلى أنه ليس القيادى الشهير المعروف بـ«سيف العدل» الذى تولى قيادة التنظيم لفترة قصيرة بعد مقتل أسامة بن لادن، بينما أكد «مكاوى»، الضابط السابق بالجيش، أن صلته انقطعت بالتنظيم منذ عام 1989، وأنه تعرض لأكثر من خمس محاولات اغتيال حتى «لا يتكلم عن الأفعال المشينة للولايات المتحدة وإسرائيل» على حد قوله.
أضافت المصادرالأمنية أنه «تم تسليم مكاوى من قبل الأجهزة الأمنية بالمطار لجهاز الأمن الوطنى لتنفيذ أحكام فى القضية رقم 502 أمن دولة عليا». وتابعت أنه «عند مراجعة بياناته فى مطار القاهرة، تبين أنه مطلوب القبض عليه لاتهامه فى قضايا إرهابية عديدة، وتم التحفظ عليه فى أحد المكاتب الأمنية بالمطار واستجوابه، استجوابا مبدئيا وتم تحرير محضر بالقبض على المتهم، وأحيل إلى النيابة العامة التى تولت التحقيق».
وقالت المصادر إن المتهم المقبوض عليه فى مطار القاهرة، محمد إبراهيم مكاوى، لكنه ليس الزعيم الذى تولى قيادة تنظيم القاعدة بعد «بن لادن»، وأن من تولى قيادة تنظيم القاعدة بعد بن لادن، هو شخص آخر يدعى محمد صلاح زيدان، ملقب أيضاً بـ«سيف العدل» .
وأشارت المصادر إلى أن الشخص الذى ألقى القبض عليه، من مواليد 1954، يواجه عدة اتهامات منها الاشتراك فى محاولة اغتيال الرئيس السابق حسنى مبارك فى «أديس ابابا» وقضية «العائدون من أفغانستان». وأضافت المصادر أن «مكاوى» تبحث عنه الأجهزة الأمنية فى الولايات المتحدة منذ فترة طويلة، وأنها رصدت مكافأة قيمتها 5 ملايين دولار لمن يلقى القبض عليه أو يرشد عنه، وذلك بدعوى ضلوعه مع آخرين فى اعتداءات وتفجيرات وأعمال إرهابية ضد أمريكا ومصالحها، وأنه أحد الذين ساهموا فى تفجيرات برجى التجارة العالمى فى 11 سبتمبر. وعلمت «المصرى اليوم» أن «مكاوى كان يعمل فى إحدى الجهات السيادية فى مصر قبل أن يعتنق الفكر الجهادى ويسافر إلى باكستان عن طريق اليمن وينضم إلى تنظيم القاعدة».
وفى تصريحات صحفية له بعد وصوله، نفى «مكاوى» ما تردد عن كونه قيادياً فى تنظيم القاعدة مؤكداً أنه ليس الشخص الملقب بـ«سيف العدل» لافتاً إلى أنه قرر العودة لمصر بمحض إرادته وأنه قدم طلباً للعودة إلى السفارة المصرية بباكستان غير أنه لم يتلقى رداً منهم.
وقال «مكاوى» الهارب منذ نحو 30 عاما، إن كل صلته بتنظيم القاعدة، أنه كانت تربطة علاقة إنسانية مع أسامة بن لادن، وأن هذه العلاقة انتهت منذ أعوام كثيرة وقبل مقتل بن لادن، بسبب عدم اقتناعه بأفكاره وشعوره بأن تنظيم القاعدة صناعة أمريكية، مؤكداً أنه لم يشارك فى التخطيط أو فى التنفيذ لأى من العمليات التى نفذها التنظيم فى مختلف دول العالم خلال السنوات الماضية، التى قضاها خارج البلاد فى باكستان وأفغانستان.
وأشار إلى أن أجهزة استخبارات هى التى روجت شائعات بأننى الرجل الثالث فى التنظيم، وأننى الملقب بـ«سيف العدل» قائلاً إن الشخص الملقب بـ«سيف العدل» هو صلاح زيدان الذى كان يعمل ضابط احتياط بالقوات المسلحة وتقمص شخصيتى بعد أن قامت الجهات الأمنية بتسريب قاعدة البيانات الخاصة بى.
ودلل «مكاوى» على أقواله بأن تنظيم القاعدة لم يؤكد أو ينفى هذه الشائعات، مشيرا إلى أنه خرج من مصر فى أواخر الثمانينيات بسبب معارضته لبنود معاهدة السلام مع إسرائيل، والتضييق الأمنى الذى فرض عليه، موضحاً أنه كان يعمل ضابطاً بالقوات المسلحة، وقدم استقالته عقب التوقيع على هذه المعاهدة، غير أن هذه الاستقالة رفضت خوفاً من إثارة الصخب الإعلامى.
وأشار إلى أنه منذ ذلك الحين بدأ فى مواجهة متاعب أمنية، من قبل مختلف الأجهزة الأمنية فى مصر، وانتهى الأمر باعتقاله لمدة 6 أشهر، بتهمة محاولة قلب نظام الحكم وذلك فى نهاية حقبة الثمانينيات ضمن مجموعة تنظيم الجهاد الإسلامى، ولكن تم الإفراج عنه بعد ذلك لعدم وجود أى أدلة ضده - على حد قوله.
وقال «مكاوى»: تعرضت لأكثر من خمس محاولات لاغتيالى وخطف أحد أبنائى حتى لا أتكلم عن الأفعال المشينة للولايات المتحدة وإسرائيل، وعدت إلى مصر بعد أن ضاق بى العيش هناك، ولعدم وجود موارد مالية خاصة بعد قطع معاشى من القوات المسلحة منذ عامين، وذلك كان أحد العوامل الرئيسية للعودة، ولقد تم رفض طلبى من مفوضية شؤون اللاجئين بالأمم المتحدة لطلب اللجوء، حيث قامت امرأة أجنبية بالتحقيق معى، وأتوقع أنها تابعة لجهاز مخابرات، وتم رفض طلبى وعلمت أنه تم اغتيالها بعد ذلك». وطلب الصحفيون تصويره إلا أنه رفض، وقال لهم إن «النبى الكريم لم يتم تصويره»، فرد عليه الصحفيون بدعابة بأنه قدم إلى مصر على متن طائرة وسيركب الأتوبيس بعد ذلك، وأن الرسول الكريم لم يكن يفعل ذلك.
يذكر أنه لم يكن فى استقبال «مكاوى» بالمطار أى من ذويه أو أى شخص من تنظيم الجهاد.