قال محللون سياسيون أمريكيون، بينهم منتمون للحزب الجمهوري، إن مرشح هذا الحزب في الانتخابات الرئاسية المقبلة، ميت رومني، تصرف بـ«انتهازية» في أزمة الهجوم على سفارات أمريكا في الشرق الأوسط بسبب «الفيلم المسيء» للإسلام، وهاجم إدارة الرئيس باراك أوباما لهذه الأزمة، ولم يلتزم بالتقاليد الأمريكية التي تُلزمه بالوقوف خلف الرئيس في الأزمات.
وبدأ الأمر بالنسبة لـ«رومني» في وقت متأخر من يوم الثلاثاء، كأسلوب عدائي من جانبه لانتقاد سياسات خصمه الديمقراطي في الانتخابات، باراك أوباما، وتصوير إدارته بأنها تميل إلى الاعتذار في الوقت الذي هاجم فيه مسلحون القنصلية الأمريكية في بنغازي بليبيا والسفارة الأمريكية في القاهرة.
وبحلول نهاية يوم الأربعاء، كان رومني يخوض في أزمة سياسية خارجية متسارعة شملت قتل السفير الأمريكي في ليبيا وثلاثة دبلوماسيين أمريكيين فيما تحول إلى حالة إخفاق في العلاقات العامة بالنسبة للحملة الرئاسية للمرشح الجمهوري.
وسخر «أوباما» من «رومني»، ووصفه بأنه شخص يميل «إلى إطلاق النار أولا ثم التصويب لاحقا»، بل رأى جمهوريون أن محاولة رومني إثارة الجدل حول سياسات أوباما قد تعتبر «انتهازية سياسية بغيضة».
وأدخل «رومني» نفسه في الأمر في وقت متأخر يوم الثلاثاء، عندما وجه سهام الانتقاد لبيان أصدرته السفارة الأمريكية بالقاهرة انتقد فيه مسؤولون أمريكيون مقطع فيديو معاديا للإسلام فجر احتجاجات في القاهرة وبنغازي ودول عربية أخرى.
كان بيان السفارة الأمريكية محاولة على ما يبدو لتهدئة التوتر في القاهرة، قبل أن تخرج الاحتجاجات عن نطاق السيطرة، واقتحم محتجون مصريون في وقت لاحق أسوار السفارة وأحرقوا العلم الأمريكي.
وعندما أشار «رومني» إلى بيان السفارة الصادر قبل الهجوم قال إنه شيء «مشين» أن يكون أول رد فعل لإدارة «أوباما» على ما حدث في القاهرة هو التعاطف مع الحشد الذي هاجم السفارة.
وكرر «رومني» الانتقادات أمام الصحفيين صباح الأربعاء حتى بعدما اتضح نطاق الأحداث في القاهرة، وبعد قتل السفير الأمريكي في ليبيا كريستوفر ستيفنز، و3 أمريكيين آخرين في هجوم صاروخي في بنغازي.
وقال «رومني»، في مؤتمر صحفي في جاكسونفيل بولاية فلوريدا: «الرد الأول من جانب الولايات المتحدة يجب أن يكون الغضب لخرق سيادة بلدنا، والاعتذار عن المبادئ الأمريكية لم يكن قط المسار الصحيح»، مستمرا في الدفع بفكرة خاطئة هي أن بيان السفارة الأمريكية في القاهرة صدر بعد الهجمات.
ورد «أوباما»، عصر الأربعاء، في مقابلة مع قناة «سي.بي.إس نيوز»، وقال إن هناك «درسا أشمل» يجب استخلاصه من تصريحات «رومني».
وأضاف «يبدو أن الحاكم رومني يميل إلى إطلاق النار أولا ثم التصويب لاحقا»، وأكدت إدارة «أوباما» أن «رومني» أساء فهم توقيت البيان.
وأضاف «أوباما»: «بحكم كوني رئيسا.. من الأمور التي تعلمتها هي أنه لا يمكنك فعل هذا. من المهم بالنسبة لك التأكد أن البيانات التي تصدرها تدعمها حقائق».
وقوبلت تصريحات «رومني» بانتقادات من محللين للسياسة الخارجية من الديمقراطيين وحتى من بعض الجمهوريين، الذين رأوا أن المرشح الجمهوري لم يلتزم بتقليد قديم بالوقوف وراء الرئيس في وقت الأزمة، واتهم كثيرون «رومني» أيضا بالتسرع في محاولة الاستفادة سياسيا من الأمر الذي تحول إلى مأساة.
وتشير استطلاعات الرأي إلى تقدم «أوباما» على «رومني» بفارق ضئيل قبل انتخابات الرئاسة المقررة في 6 نوفمبر، ويسعى المرشح الجمهوري إلى تحسين صورة مواقفه في مجال السياسة الخارجية والأمن القومي بعد سلسلة من الإخفاقات سببتها تصريحات له خلال جولة خارجية قام بها في يوليو.
وفي ذلك الوقت أغضب «رومني» البريطانيين حين تساءل عن مدى استعداد لندن لاستضافة الدورة الأوليمبية؟، كما أغضب الفلسطينيين بتعليقاته عن اختلافاتهم الثقافية مع إسرائيل.