x

مسؤولون ليبيون: وحدة من القوات الأمريكية حاولت إنقاذ السفير وقعت في كمين

الخميس 13-09-2012 12:58 | كتب: رويترز |
تصوير : أ.ف.ب

روى مسؤولون ليبيون، الخميس، كيف أن وحدة من القوات الأمريكية أرسلت جوًا عبر الصحراء الليبية لإنقاذ الدبلوماسيين الأمريكيين الذين حوصروا في القنصلية الأمريكية في بنغازي، الأربعاء، في الحادث الذي أدى إلى مقتل السفير الأمريكي لدى طرابلس، وقعت في كمين محكم خلال الليل أدى إلى سقوط قتيلين أمريكيين.

ولا يزال الغموض يكتنف تفاصيل الأحداث التي دارت عند القنصلية الأمريكية، حيث قتل السفير وأمريكي آخر، عقب احتجاجات على فيلم يهاجم الإسلام والرسول، فيما قتل أمريكيان آخران في «ملاذ آمن» انتقلوا إليه من السفارة، في هجوم لاحق على مظاهرات القنصلية الأمريكية.

لكن اثنين من المسؤولين الليبيين، أحدهما قائد وحدة من قوات الأمن التي رافقت قوة الإنقاذ الأمريكية، قالا إن الشواهد تدل على أن هجومًا لاحقًا على ملاذ آمن اختبأ فيه الدبلوماسيون نفذه محترفون.

إلى جانب ذلك، حدثت أخطاء تسببت في نقل معلومات مغلوطة عن عدد الأمريكيين الذين ينتظرون الإنقاذ، إذ كان هناك 37 أمريكيًا، أي نحو 4 أمثال العدد الذي توقعه القائد الليبي. ووجد الناجون وقوات الإنقاذ أنفسهم بلا وسائل نقل كافية للهرب من المعركة الثانية، مما أخر الهروب إلى المطار حتى الفجر.

وقال النقيب فتحي العبيدي، الذي صدرت الأوامر لوحدة العمليات الخاصة التي يقودها بالالتقاء مع وحدة أمريكية من ثمانية أفراد في مطار بنغازي، إنه بعد عثور رجاله والفرقة الأمريكية على الناجين الأمريكيين الذين تم إخلاؤهم من القنصلية المحترقة، تعرض الملاذ الآمن الذي كان عبارة عن فيلا معزولة لقصف شديد ودقيق بقذائف المورتر.

وقال: «أعتقد فعلاً أن هذا الهجوم كان مدبرًا»، مؤكدًا تلميحات من بعض المسؤولين الليبيين أن جانبًا من الهجوم الذي تعرض له الأمريكيون كان من عمل مقاتلين متمرسين. وأضاف أن دقة إصابة القذائف لا يمكن أن ينفذها ثوار عاديون.

كان لواء «درع ليبيا»، الذي يقوده العبيدي، تشكل من المدنيين خلال الانتفاضة على حكم معمر القذافي العام الماضي، وأصبح الآن جزءًا من القوات التي تستخدمها الحكومة لحفظ النظام.

وأشار مسؤولون ليبيون آخرون إلى احتمال تورط جنود سابقين من الموالين لأسرة القذافي أو الإسلاميين ممن تدربوا في أفغانستان وقاتلوا فيها.

وقال عدد من المسؤولين الليبيين والشهود: «إن مظاهرة الاحتجاج عند القنصلية كانت سلمية في البداية، رغم رصد بعض عناصر ميليشيا إسلامية».

وفجأة اشتدت حدة التوتر واعتقد المتظاهرون أنهم يتعرضون لهجوم من داخل القنصلية، وأحضر البعض الأسلحة، وانتهى الحال إلى اشتعال النار في القنصلية وهروب معظم الأمريكيين إلى البيت الآمن بعد أن أصيب اثنان بإصابات قاتلة أحدهما كان السفير كريستوفر ستيفنز.

وقال «العبيدي» إن من بين الجنود الأمريكيين الثمانية الذين وصلوا من طرابلس قتل واحد وجرح اثنان. وقال نائب وزير الداخلية الليبي إن أمريكيًا ثانيًا قتل في الهجوم على البيت الآمن. ولم يتضح ما إذا كان دبلوماسيا أم من حرس القنصلية.

وقال «سقطت 6 قذائف مورتر مباشرة على الطريق المؤدي إلى الفيلا. وخلال هذا القصف جرح أحد جنود مشاة البحرية الذي كنت قد أحضرته معي وسقط على الأرض. وبينما كنت أسحب الجندي الجريح إلى مكان آمن صاح بعض مشاة البحرية الذين كانوا على سطح الفيلا وانبطح بقية مشاة البحرية على الأرض».

وأضاف: «وسقطت قذيفة مورتر على جانب البيت. وطار أحد مشاة البحرية من على السطح وسقط علينا».

وحث دبلوماسي أمريكي رفيع العبيدي على مواصلة عملية الإخلاء، لكن «العبيدي» واجه مشكلة في نقص وسائل النقل، إذ قيل له إنه سينقل عشرة أمريكيين لكنه فوجئ بوجود 37 أمريكيًا. أما السفير فقد قال مسؤولون ليبيون إنه توفي من آثار الاختناق في مستشفى محلي.

لم يكن لدى العبيدي عدد كاف من السيارات للهروب من المكان، رغم أنه كان لديه مدفع ثقيل مضاد للطائرات على شاحنة صغيرة.

وقال العبيدي: «كانت المكالمات تنهال عليَّ من كل أنحاء البلاد، من مسؤولين في الحكومة الليبية كانوا يريدون مني الإسراع بإخراجهم. لكني قلت لهم إننا في ظروف صعبة وإننى أحتاج المزيد من الرجال ومن السيارات».

وفي النهاية وصلت عشرات السيارات من ألوية أخرى من الميليشيات المؤيدة للحكومة ومع شروق الشمس اتجهت القافلة إلى المطار، حيث نقلت طائرة دفعة أولى من الأمريكيين إلى العاصمة الليبية.

وقال ونيس الشريف، نائب وزير الداخلية الليبي، إن السفير ودبلوماسيا آخر لقيا حتفهما في الأحداث الأولى عند القنصلية، بينما قتل الأمريكيان الآخران خلال محاولة إجلاء المحاصرين عن المنزل الآمن.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية