لأول مرة منذ إنشاء السفارة الأمريكية بالقاهرة في القرن الـ19، يتعرض علمها للإنزال والحرق بأيدي المصريين الغاضبين بعد الفيلم الذي اعتبره محتجون مسيئًا للرسول.
ولم تشهد السفارة طيلة تاريخها بمصر أحداث احتجاجات ضخمة تنتهي بحرق العلم ورفع «علم تنظيم القاعدة» بدلاً منه، إذ كان النظام السابق ذا علاقة قوية بالولايات المتحدة، ولم يسمح لأحد بالمساس بكرامتها وهيبتها، وكان محيط السفارة الأمريكية شبيهاً بالثكنة العسكرية المحاطة بالعديد من جنود الأمن المركزي والكلاب البوليسية، ولم يكن أحد يجرؤ على الاقتراب منها.
كانت منطقة السفارة الأمريكية، بجاردن سيتي، من أكثر الأماكن التي يطبق فيها قانون الطوارئ، نتيجة الشبهات الملاحقة لمن يقترب من المكان، خاصة أن هناك حالة نفور من قبل الشعب المصري تجاه الولايات المتحدة، لكونها الحليف الأكبر لإسرائيل.
وعقب الثورة، ألغي قانون الطوارئ، وبدأت الاحتجاجات والمظاهرات تتصاعد في محيط السفارة دون أن تحاول أجهزة الأمن قمع تلك المظاهرات، فشهدت السفارة مظاهرات مختلفة، أبرزها لأقباط ومعتصمي المنصة، بعد زيارة وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، واتهامها بدعم جماعة الإخوان المسلمين، ومظاهرات الأربعاء التي قامت اعتراضاً على الفيلم.
وهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها حرق العلم الأمريكي، إذ شهدت عدة محافظات احتجاجات ، كذلك في بعض البلاد العربية الأخرى كتونس والبحرين، إثر غضب كبير من الإساءة للرموز الدينية الإسلامية.
اللافت للنظر أنه تم رفع «علم تنظيم القاعدة»، صاحب اللون الأسود وعبارة لا إله إلا الله محمدٌ رسول الله، بدلاً من العلم الأمريكي، خاصة مع ذكرى 11 سبتمبر، وهو الأمر الذي حاول المتظاهرون تذكير الأمريكيين بما فعله تنظيم القاعدة معهم منذ 11 عاماً مضت.
جدير بالذكر، أن العلم الأمريكي يُعد أكبر رمز أمريكي لدى الشعب والنظام، ومن المعروف أنه يضم 13 خطًا أحمر وأبيض ترمز إلى عدد المستعمرات الأمريكية عند إعلان الاستقلال عن بريطانيا العظمى بتاريخ 4 يوليو سنة 1776، التي أصبحت أول 13 ولاية بالولايات المتحدة الأمريكية، مع مربع أزرق يضم 50 نجمة بيضاء ترمز إلى عدد الولايات الأمريكية ويسمى هذا المربع بمربع الاتحاد.
وخلال الحرب الأهلية الأمريكية مثَّل هذا العلم الوطنية الأمريكية ضد المطالبين بانسحاب ولايات الجنوب، حيث إنه أصبح الرمز الوطني الوحيد بعد أن فاز أبراهام لينكولن وقاد الولايات إلى الوحدة.