أكد الدكتور هشام قنديل، رئيس الوزراء، في حديث خاص أدلى به لشبكة «سي إن إن» الإخبارية الأمريكية، الثلاثاء، «عندما تم انتخاب الرئيس مرسي كانت هناك بعض البلبلة، وأعتقد أن الغرض من اتخاذه لقرارات تغيير القيادات العسكرية هو إزالة هذه البلبلة وأن يقول للمواطنين وللعالم وللمنطقة إنه هو الرئيس المنتخب».
وأضاف: «إننا فخورون بالرئيس مرسي، لأنه أول رئيس مدني يتم انتخابه بطريقة حرة خلال التاريخ المصري الحديث».
وفي معرض رده على سؤال عن الغرض من تغيير القيادات العسكرية الذي جرى مؤخرًا فى مصر، قال «قنديل»: «لقد كانت لدينا ثورة عظيمة في شهر يناير من العام الماضي، ولقد كانت معجزة أن يتم إقصاء نظام مبارك خلال 18 يومًا، ومنذ ذلك الحين فإن المناخ العام كان في البداية مناخًا ممتازًا».
وأضاف: «إنني لم أكن في مصر أثناء الثورة، بل كنت في تونس، وعندما عدت لمصر كان المناخ إيجابيًّا للغاية، ولكن ذلك المناخ بدأ يتبدد، وأصبحنا نمر الآن بفترة انتقالية، وتحولت هذه الفترة إلى فترة صعبة جدًّا».
وتابع قائلا: « كنت بمثابة شاهد عيان عندما طلب من المشير «طنطاوى» التقاعد، حيث فعل ذلك وذهب إلى منزله، وذلك يظهر للجميع، مصريين وغير مصريين، أن الجيش المصري جيش محترف وأن القادة العسكريين يقومون بواجبهم، وعندما طلب منهم التقاعد تركوا مناصبهم دون أي مقاومة، وأعتقد أن ذلك كان مثار إعجابنا جميعًا».
وأضاف أن مصر لديها فرص كبيرة للاستثمار، وأنها ترغب في أن تكون صديقة لكل دول المنطقة وأن تكون علاقاتها معها علاقات متوازنة.
وقال «قنديل»: إن لدينا فرصًا كبيرة للاستثمار، ونحن مستعدون لمساعدة المستثمرين بتسهيل عملية دخولهم وخروجهم طالما أن ذلك سيحقق مكاسب متبادلة بيننا، بحيث يمكن لرجال الأعمال والمستثمرين أن يجيئوا الى مصر للقيام باستثمارات وتحقيق مكاسب، وأن يوفروا، في الوقت نفسه، فرص عمل في مصر ويساعدوا هذا البلد في الفترة الانتقالية التي يمر بها.
وفي معرض رده على سؤال بشأن السياحة في مصر، قال «قنديل»: إن الأمن يمثل القضية الأساسية بالنسبة للسياحة، ولذلك فإننا نعمل من أجل تحسين الإجراءات الأمنية في مصر».
وأضاف: «إننا نتخذ خطوات جادة من أجل استعادة النظام والقانون، وقد بدأت تظهر في الواقع نتائج لذلك، حيث أصبح المواطنون يشعرون بأنهم الآن أكثر أمنًا، كما أن السياحة بدأت تنتعش».
ومضى «قنديل» قائلًا « لدينا بعض الأنباء الطيبة بالنسبة للموسم السياحي الشتوى القادم، وقامت كثير من الدول برفع الحظر الذي كانت فرضته على السفر للقاهرة وصعيد مصر».
وقال «قنديل» «إن هذا يعطينا مؤشرات طيبة للغاية بشأن الموسم السياحي الشتوي، خاصة بالنسبة لهذا النوع من السياحة الذي نسميه السياحة الحضارية الذي يتركز حول نهر النيل والأقصر وأسوان».
وأشار «قنديل» إلى أن هذه المناطق كانت مهجورة، ولكن مع الأنباء المشجعة التي ترد من كل مكان فإن هناك مؤشرًا طيبًا على أن هذا الموسم سيكون مختلفًا عن الموسم السابق.
وردًّا على سؤال بشأن القضية الاقتصادية، أجاب «قنديل» «بالنسبة لهذه القضية، فإننا نعمل على مسارين مختلفين، وهما ليسا مختلفين تمامًا ولكنهما متوازيان».
وأوضح قائلاً «إن المسار الأول يتعلق بمشكلة العجز، ونظرًا لأن العجز لدينا كبير وتصل قيمته إلى 135 مليار جنيه فإننا في حاجة للعمل من أجل معالجته».
وأضاف « المسار الثاني هو أننا نرغب فى إنعاش الاقتصاد من أجل توفير المزيد من الاستثمارات وإتاحة المزيد من فرص العمل للمواطنين في مصر».
وأكد رئيس الوزراء قائلًا: « نرغب في زيادة استثماراتنا حتى يمكننا خفض الاقتراض في العام القادم، نرغب في ضمان توفير المزيد من الوظائف لمواطنينا، ونحتاج إلى جلب أموال جديدة»
واستطرد قائلًا: «إن هناك شيئًا مهمًّا جدًّا نركز عليه حاليًا، وأعتقد أنه مختلف جدًّا عما كانت تفعله الحكومات أو الأنظمة السابقة، وهو أننا جادون للغاية بشأن مكافحة الفساد وبشأن الالتزام بالشفافية وأن نفعل الشيء الصحيح لشعبنا، وهذا أمر مهم جدًّا».
وردًّا على سؤال بشأن أوضاع الصحافة في مصر حاليًا، قال «قنديل»: « أعتقد أن الصحافة تتمتع بحرية حاليًا بدرجة لم تحدث من قبل، وأن سبب إحالة البعض للمحاكمة كان يرجع إلى قيامهم بنشر شائعات من شأنها تقويض الأمن القومي».
وأضاف: «عندما يتحدث البعض عن وجود ميليشيات، فإن القارئ المصري الذي يقرأ ذلك في صحيفة يتوقع أن يرى ميليشيات وأسلحة بجانب منزله، وإن البعض يصر على قول أكاذيب وعدم الاستناد إلى حقائق أو أدلة، وأعتقد أنه وفقًا للقانون فإنه يتعين عليهم أن يتوقفوا عن ذلك، وهذا هو ما فعلته الحكومة».
وردًّا على سؤال بشأن العلاقات المصرية الأمريكية، أجاب «قنديل»: «فيما يتعلق بالعلاقات مع الولايات المتحدة، فإننى أود التحدث عن حقائق منها أنه منذ تنصيب الرئيس مرسي رئيسًا لمصر فإنه قام بعقد اجتماعات مع كثير من المسؤولين ورجال الأعمال الأمريكيين وأن الغرض من مثل هذه الاجتماعات هو بحث سبل كيفية تقوية هذه العلاقات والعمل على ازدهارها من أجل صالح المنطقةو ،أضاف «أعتقد أنه من أجل مصلحة الجميع، فإنه يجب أن تكون لنا علاقة قوية جدًّا مع الولايات المتحدة، ونرغب في أن نكون أصدقاء لكل دول المنطقة، ولكننا نريد أن تكون علاقاتنا متوازنة».