x

«يهود مصر من الأهرامات إلى برج إيفل».. دراما الخروج

الجمعة 27-03-2020 05:00 | كتب: لوسي عوض |
غلاف الكتاب غلاف الكتاب تصوير : اخبار

صدر حديثا «يهود مصر من الأهرامات إلى برج إيفل» هو الإصدار الأحدث للكاتب الصحفى محمد زيان والكتاب يرصد رحلة الخروج والذكريات التي عاشها اليهود في مصر، يضم الكتاب عددا من السير الذاتية للشخصيات التي أجرى معها الحوارات في باريس، للتعرف على حياتهم ومشوارهم المهنى وما وصلوا إليه والتعرف على ذكرياتهم، ومدارسهم ومن هم آباؤهم وأجدادهم، فضلا عما كانوا يشتهرون به من التجارة والاقتصاد ووجود شخصيات بارزة في الدواوين الحكومية، من بينهم قطاوى باشا وزير المالية، وخروج مكون من مكونات الاقتصاد المصرى وقتها، وهى أسماء لامعة مثل شيكوريل، وجاتينيو وغيرهما من محفظة اقتصاد مصر..

لماذ يتجمع اليهود الذين خرجوا من مصر تحت اسمها الآن؟ ولماذا أسسوا «جمعية اليهود المصريين بفرنسا» هل هم مصريون حقا،أم إسرائيليون؟ هنا ذكر الكاتب اثناء حواره مع «أندريه كوهين» رئيس الجمعية الحالى، فقد جاءت فكرة تأسيس وإنشاء الجمعية بعد 25 سنة من خروج اليهود المصريين من مصر، وأسسها جاك حسون يهودى مصرى عام 1979 وعقدت مؤتمرها الأول في 1 نوفمبر 1980.

ومن الشخصيات التي قام محمد زيان بمقابلتها الكاتبة والروائية: «بولا جاك» وهى مذيعة في راديو فرنسا، تربطها علاقات جيدة بكبار الكتاب والمثقفين المصريين حتى الآن.

وتضمن الكتاب حوارا مع زوجة النحات والفنان التشكيلى اليهودى المصرى «فيكتور دويك»، «روز دانيال» تبلغ من العمر 99 عاما ووالدة سيمون دويك المذيعة براديو فرنسا، هي تزور مصر باستمرار ومن الحوارات الطريفة «توبى ناثان» مؤلف رواية عن مصر باللغة الفرنسية «هذا البلد يشبه لك» تتناول قصة حياة طفل مصرى ولد في حارة اليهود خلل الفترة من 1925 وحتى 1952، ونشأ حياة طبيعية ووصل في عمله حتى عمل بالقصر الملكى واستمر في صعوده بالمناصب حتى حريق القاهرة في يناير 1952 وبدأت كل نجاحاته تتراجع وتنهار كل أحلامه. توبى ناثان هو أستاذ متخصص في علم النفس والسيكولوجى بجامعة باريس 8.. وأما حوار «أندريه كوهين» وهو الرئيس الحالى لجمعية اليهود بفرنسا احتوت على كثير من الذكريات ومنها أنه كان عضوا في حركة «حدتو» ودخل السجن لنشاطه الشيوعى وكانت له ذكريات مع شيوعيين مصريين مثل خالد محى الدين وشحاته هارون المحامى والد كل من نادية وماجدة هارون التي أصبحت الآن رئيس الطائفة اليهودية بمصر له مواقف مؤيدة للدولة المصرية. وله مواقف مناهضة للسياسات الإسرائيلية الحالية ضد الفلسطينيين من أعمال القتل والتدمير وموقفه من إسرائيل هو العودة لحدود 1967. ألقى الكتاب الضوء على ذكريات خروج اليهود من مصر- الذين خرجوا بفعل السياسة الناصرية، والذين لم يخرجوا لهذا السبب قبلها أو بعدها – هنا يكتشف القارئ أن هناك يهودا لم يخرجوا بسبب قرار الرئيس عبدالناصر بطرد اليهود من مصر – كما يصفونه، وإنما بعضهم خرج للبحث عن التعليم والعمل في فترات مختلفة سبقت القرار.. ويروى – إيف فديدا- ذكريات الخروج من مصر، وكذلك إيلى مشعالى.

والمهندس ليون سيون ظروف خروجه من مصر والذى قال: أنا لم أخرج مطرودا من عبدالناصر، ومعظم اليهود خرجوا بإرادتهم، لأنهم لن يعطوهم الجنسية.. يؤكد المهندس «تونى تويتا»: لم يترك مصر بسبب السياسة الناصرية أيضا، وإنما ترك البلاد لأن عمل والده توقف بسبب الظروف الاقتصادية التي كانت وقتئذ وغادروا مصر بشكل عادى. وكما أكدت الدكتورة «جويس بلاو» أنها غادرت إلى فرنسا عام 1955.. عبدالناصر ليس هو السبب في خروجنا. كما تنفى «روز دانيال» خروجها من مصر مطرودة لأنها يهودية لكنها خرجت بشكل طبيعى عام 1949 لأن زوجها كان يريد العمل عنا في النحت وأنا كنت عايزة أشوف فرنسا. كما احتوى الكتاب على إجابة هل بعد الخروج من مصر بسنوات طويلة فاقت الأربعين عاما لا يزال اليهود المصريون يحتفظون بعاداتهم وتقاليدهم المصرية؟ أكد معظم المتحاورين أنهم ما زالوا يأكلون الفول والقلقاس والملوخية والكبيبة يستمع إلى الأغانى المصرية منها أم كلثوم وعبدالحليم وعبدالعزيز محمود. وعن كيف ينظر اليهود المصريون الذين يعيشون في فرنسا إلى مصر الآن وفى ظل حكم الرئيس عبدالفتاح السيسى؟ يرون ـ أن الرئيس السيسى أنقذ مصر من مصيبة حقيقية هي الإخوان الذين خطفوا مصر وكانوا يتجهون بها إلى الهاوية ومصير مظلم وتاريخهم السرى في القتل والحرق والهدم يؤهلهم لتدمير الدولة المصرية، وهو يقود حركة البناء وله إنجازات تحققت على أرض الواقع ويعمل لبناء الاقتصاد المصرى من خلال تلك المشروعات، ويحاول تأمينها ضد الأخطار الخارجية.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية