x

مخاوف من أخونة «أخبار الأدب»

الإثنين 10-09-2012 19:45 | كتب: فاروق الجمل |
تصوير : other

من بين الإصدارات التى شملتها تغييرات مجلس الشورى الذى يسيطر عليه الإخوان المسلمون لرؤساء تحريرها حظيت أخبار الأدب باهتمام خاص، ليس فقط لأنها الجريدة الأدبية الأسبوعية الوحيدة فى الوطن العربى، وليس لأن قراءها يمتدون من المحيط إلى الخليج، ولكن لأنها كانت واحدة من الإصدرات التنويرية بحق، فضلا عن أن عبلة الروينى، رئيسة التحرير السابقة، كانت أول رئيس تحرير يختارها المحررون بالانتخاب.

والذى يؤكد الاهتمام بهذا الإصدار هو أن جريدة الحياة اللندنية خصصت صفحة كاملة لتناول التغيير الذى تم فى أخبار الأدب، كما خصصت جريدة الأخبار اللبنانية ملفاً كاملاً حول الموضع كتب فيه مثقفون عرب ومصريون، وامتد الاهتمام إلى دول المغرب العربى التى كانت توزع هناك وتنشر مقالات وإبداعات لمثقفين ومبدعين من دول المغرب.

وعلمت «المصرى اليوم» من مصادر مطلعة بداخل مجلس تحرير الجريدة، أن هناك حالة من الغضب والترقب تسيطر على جميع العاملين بالجريدة والمحريرين، خاصة بعد العدد الصادر بتاريخ 26 من أغسطس الماضى، والذى كان الموضوع الرئيسى به حوار أجراه رئيس التحرير مع الشيخ الدكتور حسن الشافعى، رئيس مجمع الخالدين. وقد حرص رئيس التحرير على أن تكون صورة الغلاف لشيخ بعدما كانت فى السابق لمبدع أو أديب أو مفكر. ولكن العدد الأخير كان موضوعه الأساسى حوار مع الأديب محمد المخزنجى، الأمر الذى هدأ الأوضاع بالجريدة.

وكان صحفيو الجريدة قد اجتمعوا مع رئيس التحرير بعد أيام من تعيينه، وأخبروه بأنهم جميعاً مع الدولة المدنية وضد سيطرة الإخوان على الصحافة والإعلام، وأن الجريدة هدفها تنويرى ومواجهة القوى الظلامية.

وقالت المصادر إن «عفيفى» أكد لهم أنه ليس له أى علاقة بجماعة الإخوان المسلمين من قريب أو من بعيد، وأنه يريد أن يكون سقف الحريات الإبداعية بالجريدة اعلى، ولهذا قرروا أن يمنحوه مهلة لإثبات حسن نواياه. وفى السياق ذاته انتقد عدد من المثقفين المغاربة ما تتعرض له أخبار الأدب حالياً، حيث أقر الأديب المسرحى والكاتب المغربى إدريس كيسكس، فى تصريحات صحفية لصحف مغربية وعربية، أنه كان من أشد المدمنين على قراءة «أخبار الأدب»، لافتاً إلى أنه إذا حدث فعلياً أن فقدت «أخبار الأدب» تعددية الأصوات فيها، فسنكون أمام خسارة لا تعوض.

ومن جانبها قالت الأديبة المغربية لطيفة باقا، التى سبق لها الكتابة بجريدة أخبار الأدب، إن استبعاد عبلة الروينى من رئاسة تحرير الجريدة واستبدالها بصحفى يعرف بانتمائه إلى التيار الإسلامى، قد يشكل مؤشراً على التراجع بشكل خطير عن المكتسبات التى حققها المثقفون فى مصر، على مستوى حرية التعبير والرأى والصحافة والإبداع، خصوصاً مع الاستحقاقات الأخيرة التى جاءت بالتيار الأصولى متمثلا فى الإخوان إلى الحكم.

وقال عدد من المثقفين المصريين فى بيان صادر عن « ورشة الزيتون الثقافية»، أن هناك حالة من الغضب الواسعة داخل الوسط الثقافى من استبعاد عبلة الروينى من رئاسة تحرير الجريدة، واستبدالها بمجدى عفيفى. وقال البيان «إن جريدة أخبار الأدب كانت حائط صدٍّ لمواجهة قوى الظلام التى سعت فى السابق للنيل من حرية الإبداع والتعبير، كما كانت فضاء للحوار والتواصل بين مصر ومحيطها العربى».

وفى السياق نفسه، أصدر عدد من الكتاب والمثقفين خلال اجتماع بمقهى «ريش» بياناً أدانوا فيه محاولة أخونة الجريدة، وأطلقوا مبادرة بعنوان «حماية العقل المصرى»، وطالبت المبادرة السلطات المصرية باحترام الحريات الصحفية، وإثبات حسن نيتها فى ذلك، وعدم تسييسها لمصلحة تيار أو جماعة، واعتماد معيار الكفاءة فى الاختيار والعزل.

وأهاب البيان بالقائمين على السلطة فى مصر أن يضعوا الثقافة كفكر وفـن فى مقدمة خطتهم للنهوض، واستنكر البيان الذى صدر عن تلك المبادرة عدم تمثيل الكتاب والفنانين والشعراء والمثقفين فى لجنة إعداد الدسـتور.

وفى الوقت نفسه قالت مجلة فورين بوليسى، تعليقاً على التغيرات الصحفية الأخيرة، وتحديداً على تعيين رئيس تحرير أخبار الأدب «إنه إذا نظرنا إلى تليفزيون الدولة، فلن نشعر بأنه كانت هناك ثورة. فمثلما كانت وسائل إعلام الدولة تأخذ إشارتها من صفوت الشريف وزير إعلام مبارك، ومن بعد الثورة دعمت المجلس العسكرى الحاكم، فإنها فى انتكاسة للعملية الديمقراطية تحولت إلى بوق لجماعة الإخوان المسلمين».

وقالت المجلة إن مجدى عفيفى، رئيس تحرير أخبار الأدب، إسلامى صريح، وقد وصف الشيخ صفوت حجازى بالشيخ الثورى الذى يتوهج بالرحمة ويضىء السماء والأرض.

وأكدت أنه ليس كل الناس تشعر بنفس ما يشعر به «عفيفى» تجاه «حجازى»، فهذا الداعية اعتدى على اثنتين من المصورات الإناث فى يونيو الماضى وأصدر فتوى تبيح قتل اليهود قبل عدة سنوات.

ورداً على هذه الاتهامات قال مجدى عفيفى، رئيس تحرير أخبار الأدب «كل هذه الاتهامات أوهام واستباق للأحداث»، مشددا على أنه لا ينتمى لأى تيار سياسى من التيارات الحالية، واصفاً إياها بـ«التيارات السياسية الهشة». وأضاف لـ«المصرى اليوم»: لست إخوانيا أو سلفياً وهاجمت كثيراً تلك التيارات التى تستغل الدين فى تحقيق مكاسب سياسية.

وأضاف «أنا أحد مؤسسى صفحة أخبار الأدب عام ١٩٧٧ مع الراحلة حسن شاة والتى تحولت فيما بعد إلى جريدة أخبار الأدب».

وقال «أنا لست غريباً عن الوسط الأدبى أو الثقافى حيث نشر لى ١٢ كتاب وديوان شعر، ولى حالياً ديوان شعر تحت الطبع بعنوان (الحجاج لايزال حيا)» انتقد فيه السلطات والقمع. وعن اتهامه بأنه يسعى إلى التقييد من الحريات فى الجريدة، قال: ليس للحريات سقف، وأنا أسعى إلى أن تنفتح صفحات الجريدة على كل التيارات وأصحاب الفكر الحر، وألا تكون منغلقة على مقهى ريش ورواده، فالثقافة والأدب لم يحتكرهما هذا المكان ورواده.

وفيما يتعلق بالحديث عن عدم انطباق معايير اختيار رؤساء التحرير عليه، خاصة فيما يتعلق بالشرط الذى ينص على أن يكون رئيس التحرير قضى آخر ١٠ سنوات بالمؤسسة قال «عفيفى»: فى آخر ١٠ سنوات كنت مدير مكتب أخبار اليوم فى مسقط، وكل ما يدور عن أنى كنت أعمل بالخارج أمر غير صحيح.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية