x

«رويترز»: مرسي أظهر مهارة في السياسة الخارجية رغم كونه وافدًا جديدًا

الأربعاء 05-09-2012 09:12 | كتب: رويترز |
تصوير : رويترز

قالت وكالة رويترز للأنباء إن الرئيس محمد مرسي رغم كونه وافداً جديداً على ساحة السياسة الدولية، أظهر حتى الآن مهارة في إعادة مصر نحو مركز الدبلوماسية الإقليمية وتحديد سياسته الخارجية بدون إغضاب الأمريكيين أو دول الخليج.


واشارت إلى أن زيارته لإيران، وهي الأولى لزعيم مصري منذ الثورة الإسلامية عام 1979، كان يمكن أن تؤدي الى توتر العلاقات مع واشنطن ودول الخليج العربية لكنها طمأنتهم فيما يبدو بعد انتقاد مرسي سوريا حليفة إيران بشدة في طهران، كما شكت إسرائيل من حملة عسكرية في سيناء على المتشددين الذين قتلوا 16 من قوات حرس الحدود المصري في الخامس من أغسطس لاستخدام المدرعات الثقيلة بالقرب من حدودها.


ورأت «روتيرز» أن هذا الاختبار المبكر للعلاقات مر بسلاسة إلى حد ما، وأعاد مرسي التأكيد على التزام مصر بمعاهدة السلام مع إسرائيل مما طمأن الولايات المتحدة التي كانت تساند سلفه حسني مبارك.


وأضافت «رويترز» أن مرسي يسير بخطى متوازنة ليثبت أن مصر تغيرت تحت حكم رئيس أتى إلى السلطة من صفوف الإخوان المسلمين وهي جماعة تعارض إسرائيل ولم تفتح معها واشنطن علاقات رسمية إلا العام الماضي فقط.


وأوضحت «رويترز» أن في سعي مرسي لإعادة ترسيخ مصر في قلب الدبلوماسية الإقليمية لا يستطيع مرسي تحمل «تنفير» الحلفاء التقليديين في الغرب والخليج «الثري»، على حد تعبير الوكالة، الذي يحتاج إلى دعمه المالي لإعادة الاستقرار لاقتصاد بلاده الضعيف.


وقال شادي حامد من مركز بروكينجز في الدوحة  لـ«رويترز»: «هو يقوم بعمل دقيق لتحقيق التوازن حيث يعطي أشياء مختلفة لأطراف مختلفة وهذا رائع حقا لشخص لم يختبر على الساحة الدولية»، وأضاف متحدثا عن مرسي: «وهو ابن فلاح حصل على منحة للدراسة في الولايات المتحدة، يتبين أنه شخصية قوية وهذه هي الطريقة التي يطرح بها نفسه على الساحة الإقليمية والدولية».


وأكدت «رويترز» أنه «سرعان ما عزز مرسي (61 عاما) الذي كان يوصف خلال حملته في انتخابات الرئاسة بأنه (احتياطي) لأنه كان المرشح الثاني لجماعة الإخوان المسلمين، مركزه في الداخل باستعادة سلطاته من الجيش الذي حاول قادته الحد من دور الرئيس قبل أن يأتي إلى السلطة».


وكان لهذه الخطوات الجريئة في الداخل، على حد وصف الوكالة، انعكاسات في الخارج ولاسيما حضوره قمة حركة عدم الانحياز في 30 من أغسطس في طهران، وقد قطعت العلاقات الدبلوماسية مع طهران بعد معاهدة السلام المصرية مع إسرائيل عام 1979 ولا توجد علاقات كاملة بين القاهرة وطهران منذ ثلاثة عقود.


ورأت «رويترز» أن زيارة مرسي لطهران لم تستغرق إلا ساعات قليلة وكانت ظاهريا لتسليم رئاسة حركة عدم الانحياز لطهران، إلا أنها لم تكن متصورة في عهد مبارك وكانت تعبيرا عن انفصال حاد عن الماضي.


وحظيت الزيارة بمتابعة دقيقة من الغرب وفي الخليج وكلاهما يتوخى الحذر من طموحات إيران النووية التي تصر طهران على أنها سلمية ولا تستهدف صنع قنابل.


وأشار مرسي بينما كان يجلس إلى جانب الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الذي يناصر الحكومة السورية إلى «النظام القمعي» في سوريا وقال إن دعم المعارضة السورية لإسقاطها «واجب أخلاقي».


وقالت «رويترز» :«حاولت بعض وسائل الإعلام الحكومية الإيرانية فيما يبدو إخفاء الواقعة بحذف الإشارة إلى سوريا في الترجمة».


وقال دبلوماسي غربي: «نحن مطمئنون ومعجبون جدا بهذا النهج القوي، إنه إشارة إلى حزم أكيد وثقة في السياسة الخارجية المصرية التي تأتي من وجود رئيس منتخب انتخابا ديمقراطيا».


وأشارت «رويترز» إلى أن الدبلوماسيين في الخليج شعروا بارتياح مساو على ما يبدو، وقال سفير في القاهرة إن بلاده لم تشعر بالقلق من زيارة مرسي لأنه ذهب لتسليم رئاسة حركة عدم الانحياز لكنه استدرك بقوله: «الشيء الأهم هو أن الرئيس مرسي ألقى كلمة قوية».


وترى «رويترز» أن مرسي يحتاج للحفاظ على علاقات وثيقة مع دول الخليج، لأنها مصدر حيوي للمعونة الاقتصادية لكنه يتعين عليه بناء الثقة في منطقة يشعر فيها بعض المسؤولين بالقلق خشية أن يثير نفوذ «الإخوان» المعارضة في دولهم.


ومما يبرز أهمية العلاقة لمصر قيام مرسي بأول زيارة خارجية له كرئيس إلى السعودية بعد أقل من أسبوعين من توليه منصبه، وتعهدت المملكة حتى الآن بتقديم أكثر من ملياري دولار لدعم الاقتصاد المصري الضعيف.


ونقلت «رويترز» عن مبعوث خليجي آخر قوله: «نشعر أن مصر في عهد الرئيس مرسي تتحرك بخطى متوازنة مع الجميع، هذا سيستعيد تدريجيا الدور المحوري لمصر في المنطقة».


وبالإضافة إلى زياراته الإقليمية توجه مرسي إلى الصين، الشهر الماضي، حيث كان الاقتصاد على رأس جدول أعماله وسيتوجه إلى الولايات المتحدة هذا الشهر، ومن المتوقع أيضا قيامه بجولة أوروبية.


وقال مرسي موضحا خططه في مقابلة مع «رويترز» الأسبوع الماضي: «العلاقات الدولية بين كل الدول مفتوحة والأصل في كل العلاقات هو التوازن، ونحن لسنا ضد أحد ولكننا نحرص على تحقيق مصلحتنا في كل الاتجاهات، ولسنا أبدا طرفا في نزاع وإنما نريد أن نكون دائما طرفا في عملية متكاملة واستقرار للمنطقة وللعالم».


وأضافت «رويترز» أن مرسي يسعى أيضا إلى طمأنة إسرائيل بدون ذكرها بالاسم بالتأكيد على التزام مصر بمعاهداتها الدولية.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية