ذكرت تقارير إعلامية، الثلاثاء، أن الولايات المتحدة تقترب من اتفاق مع حكومة الدكتور هشام قنديل لشطب مليار دولار من ديون مصر والتي تبلغ قيمتها 3.2 مليار دولار، كجزء من حزمة المساعدات الأمريكية والدولية الرامية لتعزيز انتقالها إلى الديمقراطية.
وأشارت صحيفة «واشنطن بوست» إلى أن مسؤولين أمريكيين زاروا القاهرة، الأسبوع الماضي، من أجل الترتيب للاتفاق بشأن تفاصيل حزمة تخفيف الديون التى قد تصل إلى مليار دولار، وهو هدف سبق أن أعلنته إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمريكى، طلب عدم ذكر اسمه، بسبب عدم انتهاء الاتفاق، قوله إنه من المتوقع أن يكون هناك إعلان نهائي هذا الشهر، وأضافت أن الاضطراب السياسي في مصر أبطأ المساعدات الأمريكية في الوقت الذي يواجه فيه الاقتصاد المصري مصاعب منذ الاحتجاجات التي أجبرت الرئيس السابق حسني مبارك على التنحي.
وأشارت الصحيفة إلى أنه فى إطار محاولة إدارة أوباما دعم الاقتصاد المصري وتسهيل الانتقال إلى الديمقراطية، فإن وفداً تجارياً أمريكياً من المقرر أن يصل نهاية الأسبوع مع ممثلين عن أكثر من 40 شركة أمريكية تدرس استثمارات في البلاد.
من جانبها، نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مسؤول في إدارة أوباما قوله إنه نظراً لنفوذ مصر في العالم العربي فإن نمو اقتصادها واستقرارها السياسي قد يكونا لهما تأثير إيجابي على الدول الأخرى التي تمر في مرحلة انتقالية في المنطقة.
وأضاف المسؤول أن دبلوماسيين أمريكيين ومفاوضين عن الرئيس محمد مرسي يعملون لوضع اللمسات النهائية للاتفاق.
أما صحيفة «وول ستريت جورنال» فرأت أن هذه الخطوة تمثل جزءاً من محاولة واشنطن لمنع قيادتها الإسلامية الجديدة من الانجراف بعيداً عن مدار السياسة الخارجية الأمريكية.
ونقلت الصحيفة عن دبلوماسيين أمريكيين قولهم إن التمويل الأمريكي لمصر تعثر بسبب خلافات حول استخدام هذا التمويل لتخفيف أعباء الديون، مشيرين إلى أن المبعوثين في القاهرة يتفاوضون على أقل قليلا من نصف المال الذي سيتم دفعه في شكل تحويل نقدي مباشر إلى ميزانية مصر.
وأوضحت الصحيفة أن الجزء الأكبر المقدر بحوالي 550 مليون دولار سيتم شطبه من برنامج مبادلة الدين الذي تتفق فيه الحكومتان المصرية والأمريكية بشأن كيفية تخصيص الأموال.
وتحدثت الصحيفة عن الجهود الأمريكية لتدعيم مصر اقتصاديا، وقالت إنه إلى جانب الإعفاء من الديون وتأييد قرض صندوق النقد الدولي، فإن المسؤولين الأمريكيين يعززون فرص التمويل بتقديم 375 مليون دولار في تمويل هيئة «أوفرسيز» الاستثمارية الأمريكية الخاصة، وهي وكالة حكومية لتطوير التمويل وتوفير ضمانات القروض الصغيرة والمتوسطة لرجال الأعمال، إلى جانب تقديم 60 مليون دولار للمساعدة فى تأسيس مثل هذه الشركات من خلال صندوق التمويل المصرى-الأمريكى.
وكان الدكتور هشام قنديل، رئيس مجلس الوزراء، قد قال في تصريحات صحفية، صباح الثلاثاء، على هامش افتتاحه جلسة التداول في البورصة، حول ما تردد عن إعلان الولايات المتحدة الأمريكية إسقاطها مليار دولار من ديونها على مصر، إن الحكومة المصرية لم يصلها أي شيء رسمي في هذا الصدد.
من ناحية أخرى، قالت الصحيفة إن بعض أعضاء الكونجرس يشعرون بالقلق من موقف الرئيس محمد مرسي من معاهدة السلام مع إسرائيل ويريدون التعامل بحذر مع خطط القاهرة المستقبلية، ومن الأمور التى تثير قلق بعض النواب هو الاستخدام المطلق للسلطة السياسية من جانب مرسي والإخوان المسلمين، خاصة بعد إحالة بعض قيادات المجلس العسكرى للتقاعد.