كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أن بعض الحكومات استخدمت تقنية للتجسس على المعارضين، كان المفترض أن تكون من أهدافها مكافحة الجريمة، وقالت إن البحرين وتركمنستان ومملكة بروناي وسنغافورة وأندونيسيا ومنغوليا استخدمت برنامج التجسس، فيما عرضت الشركة المنتجة له على أمن الدولة المصري استخدامه.
وأوضحت أن برنامج التجسس يمكنه التقاط الصور من شاشات الكمبيوتر، وتسجيل محادثات برنامج «سكايب»، وتشغيل الكاميرات والميكروفونات وتسجيل نقرات لوحة المفاتيح، كما أن برامج مكافحة الفيروسات لا تستطيع الكشف عنه، ويوجد منه نسخ مخصصة للتجسس على الهواتف المحمولة، وتناسب كل أنواعه تقريبًا.
وقالت إن مورجان ماركس بوار، الذي يعمل مهندسًا في شركة «جوجل» العملاقة، وبيل مارتساك، الذي يحمل دكتوراة في علوم الكمبيوتر، يتتبعان مسار البرنامج المعقد التجسسي الذي انتشر من البحرين إلى بقية العالم، واستخدمته دول لديها سجلات مريبة في مجال حقوق الإنسان، وأكدا أنه استخدم لاستهداف المعارضين السياسيين بدلا من مكافحة الجريمة، وكانا الشابين هما أول من اكتشف البرنامج في مايو الماضي.
وذكرت «نيويورك تايمز» أن البرنامج، واسمه «FinSpy»، واحد من أكثر البرامج مبيعًا في سوق تكنولوجيا المراقبة، إذ أصبحت تستخدمه الآن أكثر من 12 دولة، بعد أن صممته شركة بريطانية تدعى «جاما جروب»، وتبرر بأنها تبيع البرنامج فقط لأغراض مكافحة الجرائم.
وقالت إيفا جالبرين، من مؤسسة الجبهة الإلكترونية، المعنية بالحريات المدنية على الانترنت، إن البرنامج «له استخدامان، فلو قمت ببيعه لدولة تحترم سيادة القانون، فسيتم استخدامه لتطبيق القانون، أما لو بعته لدولة لا تحترم القانون، فسوف يستخدم لمراقبة الصحفيين والمعارضين».
وأوضحت «نيويورك تايمز» أن البرنامج اكتسب سمعة سيئة في مارس 2011 بعد قيام المتظاهرين في مصر باقتحام مقار أمن الدولة واكتشاف وثيقة يبدو أنها عرض من الشركة المصنعة للبرنامج «جاما جروب» لبيع «FinSpy» للحكومة المصرية في عهد الرئيس السابق حسني مبارك لمبلغ 353 ألف دولار، مشيرة إلى أنه ليس واضحًا ما إذا كانت عملية البيع قد تمت للنهاية أم لا.
من جانبه، قال مارتن موينش، المدير التنفيذي لجاما جروب، إن الشركة لا تعلن عن عملائها، وأضاف من خلال رسالة إلكترونية أن الشركة باعت البرنامج للحكومات من أجل مراقبة المجرمين، وعادة ما يستخدم في حالات «الإرهاب، الإساءة الجنسية للأطفال، الجريمة المنظمة، الاتجار في البشر، والخطف».
وقد اكتشف بوار ومارتساك البرنامج بعد تحليل رسالتين وصلتا لنشطاء بحرينيين وكانتا تحتويان على البرنامج الذي يعيد البيانات إلى «سيرفر» تحكم رئيسي في البحرين، ولم يكن لدى النشطاء أي سجل إجرامي. وبعد نشرهما للنتائج التي توصلا إليها، وصلهما عدد كبير من الرسائل لناشطين يشكون في تعرضهم للمراقبة، وأكد الشابان أن معظم برامج المراقبة بالفعل أنتجتها شركة «جاما جروب»، وبعدها قام مدير الشركة بإصدار بيان قال فيه إن «سيرفر» جاما جروب تعرض للاقتحام وسرقة عدة نسخ من البرنامج.