احتفل بـ«سبوع» وحيدته وبعد ساعة توجه لمشاركة أحد أقاربه فرحة زفافه، شاهد شاباً يعاكس الفتيات ويتحرش بهن، نهره وحاول منعه، لم يمهله صاحب السلوك السيئ وسدد له طعنة أعادته جثة إلى منزله، بينما أصيب ابن عمه بطعنات أخرى ترقده بين الحياة والموت فى المستشفى، «المصرى اليوم» انتقلت إلى مسكن ضياء إدريس فى قرية «أبونص» فى «الفرافرة» بالوادى الجديد، والدته وزوجته فى حالة فقدان للوعى ورضيعته لا تتوقف عن الصراخ، والده يطالب بالقصاص لابنه.. التفاصيل فى السطور التالية.
يبلغ ضياء محمد إدريس من العمر 25 عاما، رحيله كشف ترك مأساة تعيشها أسرته، ومستقبلاً غامضاً لطفلته الوحيدة «ريتاج» التى لم يتخط عمرها 10 أيام، زوجته عبير محسن عبدالموجود ووالدته سعاد محمد عمار دخلتا فى غيبوبة، وساءت حالتهما الصحية حزنا عليه.
والده محمد إدريس قال إن ابنه خرج ليشارك فى حفل زفاف أحد أقاربه فى القرية وعاد إليه جثة هامده، تلقى طعنة نافذة فى صدره عندما حاول التصدى لأعمال التحرش والمعاكسة التى قام بها كل من أيمن.ع «20 سنة- طالب» وصفوت.ع «18 سنة –عامل»، وقال والد الضحية: «لا أطلب سوى القصاص لدم ابنى الذى استفزه منظر المعاكسة والتحرش بالفتيات أثناء حفل الزفاف».
ونفى الأب وجود خصومة سابقة بين ابنه والمتهمين اللذين لم يترددا فى قتل فلذة كبده وإصابة ابن عمه إبراهيم- الذى يرقد بين الحياه والموت فى مستشفى الفرافرة المركزى-، وضياء هو الابن الأوسط لأشقائه الأربعة «ولدان وبنتان».
وقال على حافظ - أحد أفراد عائلة الضحية - إن «ضياء» يتميز بحسن الخلق والسمعة الطيبة وإن قتله أشعل النار بين شباب العائلة، الذين أرادوا الانتقام، لكن تمت تهدئتهم لحين القصاص من المتهمين فى محاكمة عادلة؛ وأكد أن ظاهرتى التحرش الجنسى وحمل السلاح من الظواهر الدخيلة على مجتمع الواحات الذى طالما تميز بالسلم الاجتماعى والهدوء؛ موضحاً أن ضياء احتفل بـ«سبوع» طفلته الأولى قبل موته بساعات.
وأشار المهندس داوود سليمان، رئيس مدينة الفرافرة، إلى أن «ضياء» كان يعمل فنى هندسى فى جراج الوحدة المحلية بالمدينة وكان نموذجاً للعامل المثالى فى الالتزام والجد، ولم تصدر عنه أى أفعال خارجة أو سلوك معيب طوال فترة عمله.
وطالب عدد كبير من جيران القتيل فى القرية بسرعة ترحيل عائلة الجناة، بسبب تكرار أفرادها ممارسة أعمال فرض السيطرة واستعراض القوة باستخدام الأسلحة المختلفة، وطالبوا بضرورة تفتيش منازلهم لضبط الأسلحة الموجودة بها.
وعقب انتهاء الطب الشرعى من مناظرة الجثة خرج الآلاف من سكان الفرافرة لتشييع جثمان ضياء «شهيد التحرش» - حسب وصفهم - وتعالت التكبيرات وكثفت الشرطة من وجودها داخل القرية، كإجراء احترازى، خشية تجدد الاشتباكات بين الطرفين.
وعلمت «المصرى اليوم» أن هناك اتجاهاً يتبناه بعض أبناء القرية برعاية اللواء محمد ناصر العنترى مدير الأمن لعقد جلسة عرفية من أجل حقن الدماء، وأن يدفع أهالى الجناة «الدية» لأهل القتيل والاتفاق على خروج عدد من أفراد عائلة المتهمين من القرية، لتحقيق الهدوء والاستقرار.