جبل الحلال.. جعلته الظروف و«الجغرافيا» المنطقة الأخطر فى مصر، ففى باطنه وتحت سفحه يعيش مواطنون منسيون، تحولوا إلى إرهابيين ومجرمين هاربين من أحكام قضائية، ويشكلون خطراً على الأمن القومى، وذلك إما «اختيارياً» عن سبق إصرار أو «إجبارياً» عن سبق تلفيق أمنى. أما على الصعيد الجغرافى فشاءت الأقدار أن تكمن خطورة هذا الجبل فى كونه قريباً من المنطقة الحدودية الفاصلة بين مصر وإسرائيل، وهو ما جعل التعامل معه من المنظورين الأمنى والإعلامى مختلفاً، لدرجة حولته عن «عمد أمنى» و«خيال إعلامى» إلى «تورا بورا» مصرية، أشبه بتلك الجبال التى طالما آوت قيادات تنظيم القاعدة فى أفغانستان. «المصرى اليوم» رصدت على أرض الواقع الحياة تحت سفح جبل الحلال، من خلال مغامرتين صحفيتين منفصلتين، انتهتا إلى شهادات ومشاهدات واحدة، أهمها ما قاله سكان المنطقة إنه «لا وجود لإرهابيين هنا، فهذه كذبة من وحى خيال النظام السابق، ومازال النظام الجديد يستغلها لهدف ما».
عشش بلا سقف.. مغارات للاحتماء من الأمطار.. عواصف تخطف الأطفال.. ولا كهرباء ولا ماء بخطوات قدميه العاريتين على سفح الجبل وصخوره النارية، كان الحاج «موسى» يقودنا نحو المغارة التى حفرها هو وأبناؤه فى قلب الجبل، ضحك ساخراً عندما قلنا له إن تلك المغارات هى التى يستخدمها المسلحون والإرهابيون للاختباء من قوات الجيش، وقال: «لم يصل الجيش إلى هنا لكى نختبئ منه فى المغارة، ولا وجود لأسطورة الإرهابيين فى جبل الحلال»...المزيد..
سكان «الخرايزة»: الطائرات الإسرائيلية تخترق الأجواء المصرية.. والحل إلغاء «كامب ديفيد» المواطن السيناوى إبراهيم عواد كان مفتاح السر لاتجاهنا هذه المرة إلى سيناء، خبر مبهم صغير لا يتعدى الكلمتين عن انفجار لغم أرضى فى «عواد» حول جسده إلى أشلاء، فى منطقة القصيمة بوسط سيناء القريبة من الحدود مع إسرائيل، دفعنا دفعاً إلى استقلال سيارتنا لندخل إلى أرض الألغام ونرصد تفاصيل وشهادات وحقائق عن الحادث...المزيد..
«المطاريد»: «جعلونا مجرمين»
الوضع أقرب إلى القصص والسيناريوهات التى تروى عن «مطاريد الجبل»، ففى جبل الحلال، مئات من الشباب دون الأربعين عاماً، حددت القبضة الأمنية للنظام السابق إقامتهم فى الجبل وصحرائه القاسية، يطالبون النظام الجديد بعد الثورة والرئيس محمد مرسى، باعادة النظر فى أحوالهم والتهم المنسوبة إليهم ظلماً، على حسب قولهم...المزيد..
أسير فى سجن «الشارون» الإسرائيلى لـ«مرسى»: عاوز أشوف ابنى كنا نسير بعربات الدفع الرباعى «كروز» وسط سلسلة الجبال الغنية بالموارد والصخور، وفجأة دق هاتف الدليل الذى كان يصحبنا، كان اتصالا من «صالح» أحد سكان منطقة وادى العمرو الواقعة فى قلب جبل الحلال، وأحد الأسرى المصريين فى سجون الاحتلال الإسرائيلى، سمح لى الدليل بالتحدث إليه، سألته عن التهمة التى وجهت إليه فأجاب: «إن السلطات الإسرائيلية ألقت القبض على واتهمتنى بتجاوز الحدود المصرية وحيازة مواد مخدرة، وقضيت قرابة الـ3 أعوام من عقوبة بالسجن 10 أعوام، رغم أننى وقتها كنت أسير باحثاً عن الإبل التى أرعاها بالقرب من المنزل...المزيد..
«جيرمى» أسطورة «الحلال» لـ«» : العملية«نسر» كلام إعلام.. وسكان الجبل ليسوا إرهابيين «الحلال» لدى البدو يعنى «الغنم»، ولأن هذا الجبل كان أحد أشهر الأماكن التى يرعى فيها البدو غنمهم سمى «جبل الحلال»، ولأنه يضم مجموعات كبيرة من الهاربين من أحكام فى عهد الرئيس السابق حسنى مبارك، كان أسهل النقاط التى يمكن أن يشار إليها بأصابع الاتهام فى أى حادث يقع على أرض الفيروز، وآخرها حادث مقتل الجنود المصريين بأحد الكمائن والذى ذهب ضحيته حوالى 16 جندياً وضابطاً...المزيد..