فى الوقت الذى يواصل فيه الجيش السورى الحر (المعارض) «حرباً للسيطرة على المطارات العسكرية» فى عدد من المدن السورية، حيث سيطر على مطار «أبوالظهور» العسكرى بمحافظة إدلب (شمالاً)، السبت ، كما هاجم مطارا عسكريا فى مدينة كوريس بمحافظة حلب وتمكنت عناصره من تدمير 3 طائرات، طورت قوات الرئيس السورى بشار الأسد استراتيجيتها القتالية مستخدمة «قدرات تدميرية أكبر»، بحسب ما ذكرته صحيفة «ديلى تليجراف» البريطانية.
وقال «الجيش السورى الحر» إنه سيطر على عدة مناطق فى البوكمال وإدلب، السبت، حيث سيطر على كتيبة المدفعية الموجودة فى مدينة البوكمال فى دير الزور وقتل قائدها وأسر نحو 50 من جنودها، وذلك بعد إعلانه السيطرة فى وقت سابق على كتيبة الدفاع الجوى واستيلاءه على كميات من الأسلحة ومجموعة من الصواريخ والقذائف من نوع «كوبرا» من مركز للدفاع الجوى. وذكر موقع «الجزيرة» الإخبارى أنه حصل على صور تظهر سيطرة كتائب أحرار الشام التابعة للجيش الحر على مواقع فى مطار أبوالظهور العسكرى بمحافظة إدلب.
وقالت مصادر فى «الجيش الحر» إنه تمت محاصرة المطار والاستيلاء على جانب من أسلحته. ونقلت صحيفة «الخليج» الإماراتية عن أنس إبراهيم أبوزيد، قائد محلى للمعارضة السورية فى حلب، أن قوات المعارضة المسلحة مازالت تسيطر على أكثر من نصف مدينة حلب (شمالاً)، بعد شهر من القتال والقصف الجوى، مضيفاً أن طول أمد الصراع سيعطى مقاتلى المعارضة الوقت كى تزداد قوتهم.
يأتى ذلك فى الوقت الذى أفادت فيه لجان التنسيق المحلية بأن دبابات الجيش النظامى أطلقت النيران بكثافة على حيى التضامن والحجر الأسود بدمشق بالتزامن مع هجمات القناصة فى المنطقة، كما دارت اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وجيش النظام فى دوار المحطة بحماة، وشنت المدفعية هجوماً عنيفاً على طيبة الإمام فى المنطقة نفسها، كما أفادت الهيئة العامة للثورة السورية بتواصل عمليات القصف على أحياء حمص المحاصرة، وكذلك فى حلب حيث أدى القصف العنيف إلى اشتعال النيران فى مدرج وورشة للصيانة فى مطار كويرس بحلب. وأسفرت أعمال العنف فى سوريا عن مقتل ما لا يقل عن 140 شخصاً، الجمعه، بحسب المرصد السورى لحقوق الإنسان.
من جانبها، قالت صحيفة «ديلى تليجراف» إن النظام السورى يستخدم أسلحة جديدة فى عمليات القصف على الأحياء والمدن، والتى تهدف لإسقاط أكبر قدر ممكن من القتلى وإلحاق الدمار بالمناطق المستهدفة، ومن هذه الوسائل الجديدة ـ بحسب الصحيفة ـ إلقاء براميل مملوءة بمادة الـ«تى.إن.تى» شديدة الانفجار، بالإضافة إلى قطع معدنية يتم خلطها مع بعضها البعض وإلقاؤها من المروحيات على المناطق المستهدفة. وبينت الصحيفة أن أسلوب القتال الجديد له قدرة تدميرية كبيرة على مساحة أكبر مقارنة بالقنابل الروسية التى تمتلئ مخازن النظام بها. ونقلت الصحيفة على لسان محمد إبراهيم، وهو أحد الثوار السوريين الذين يخضعون للمعالجة بعد مروره بتجربة إلقاء براميل المتفجرات فى المنطقة التى كان يقاتل فيها: «صوت الانفجار الضخم كان شديدا للغاية حيث إننى لم أسمع شيئا بمثل هذا القوة من قبل». وأضاف: «كنت محظوظا لوقوفى خلف إحدى زوايا المبانى، إلا أن شدة الانفجار أطاحت بى بعيدا، وبعد أن أفقت من الصدمة وجدت أن الدماء تسيل من أذنى».
على الصعيد الدبلوماسى، أكد رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوجان أن «الحياة السياسية للأسد انتهت»، مشيراً إلى أن الأسد لا يعمل حاليا كسياسى فى سوريا، وإنما يلعب دورا فعالا فى الحرب الأهلية فى بلاده». وقال «أردوجان» إن الأسد وصل إلى مرحلة لا يسمع فيها ما يقوله، مؤكدا أن الأسد «متوفى سياسيا». فى المقابل، صرح وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف بأنه سيكون «من السذاجة» أن تعتقد الدول العربية والغربية أن الأسد سيوقف إطلاق النار أولا ويسحب قواته من المدن الكبرى. وقال «لافروف»: «عندما يقول شركاؤنا إن الحكومة أولا يجب أن تتوقف (عن القتال) وتسحب كل قواتها وأسلحتها من المدن، وتكتفى بدعوة المعارضة إلى فعل ذلك، فهذه خطة لا يمكن تحقيقها إطلاقا، فإما أن الناس ساذجون أو أنه نوع من الاستفزاز». وأضاف «لافروف» أن دعوة كهذه تعادل طلبا بـ«استسلام» النظام البعثى، موضحا أنه يرى أنه لا الغربيون ولا العرب يحق لهم طرح طلب كهذا. وأكد الوزير الروسى أن ملاحظاته لا تهدف إلى دعم نظام الأسد بل تعكس الواقع اليومى على الأرض، على حد قوله.