x

جدل حول حديث مرسى عن الثورة السورية و«عبدالناصر»

الخميس 30-08-2012 23:26 | كتب: سحر المليجي, رشا الطهطاوي |
تصوير : other

أثار خطاب الرئيس محمد مرسى، أمام القمة السادسة عشرة لحركة عدم الانحياز المنعقدة فى العاصمة الإيرانية طهران، حول الوضع سوريا، وحديثه عن الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، جدلاً بين عدد من السياسيين، ففى الوقت الذى رأى فيه البعض أنه دليل على تغيير السياسات الخارجية لمصر، رأى آخرون أنه خطاب حماسى، الهدف منه إرضاء الجميع.

واعتبر الدكتور مصطفى اللباد، رئيس مركز دراسات الشرق للدراسات الإقليمية والاستراتيجية، أن هناك مناورة سياسية دارت بين مرسى ونجاد، فى كلمتيهما بالمؤتمر، قائلاً: «كلمة مرسى كانت ذكية وحافلة بالمناورة، على عكس توقعات الإيرانيين، خاصة عندما ذكر الرئيس عبدالناصر، على الرغم من انتقاده فترة الستينيات فى خطابه الأول بميدان التحرير».

ولفت «اللباد» إلى أن تعمد الدكتور محمد مرسى ذكر أسماء الصحابة فى بداية حديثه كان نوعاً من تعيين الحدود المذهبية، بهدف إبراز طابع مصر السنى، بالإضافة إلى أن حديثه ركز على أن الثورات العربية قامت من أجل الحرية، فى حين أن إيران تعتبر الثورات فى العالم العربى ثورات ربيع إسلامى، أى أنه لم يشاطر الإسلاميين وجهة نظرهم، على حد قوله.

وقال «اللباد» إن الرسائل التى أرسلها مرسى خلال المؤتمر أثارت جدلاً كبيرًا، ولكنها أطفأت غضب المعارضين للزيارة، لأنه لم يتخل عن شىء، بل صب الماء على «نار الشوق الإيرانى» على حد تعبيره.

وعلى عكس ما ذهب إليه اللباد، رأى الدكتور وحيد عبدالمجيد، مدير مركز الاهرام للترجمة والنشر، أن خطاب الرئيس محمد مرسى عن الثورة السورية «عاطفى وجيد» لكنه بعيد تماماً عن الواقع، مبرراً ذلك بأن الرئيس «مرسى» هاجم النظام السورى على الرغم من أنه لم يفعل شيئاً له على مدى شهرين، ولم يسحب السفير المصرى من سوريا كإجراء رمزى. وقال عبدالمجيد: «استطاع مرسى الموازنة بين إيران وسوريا، فى خطابه، ويرد على من يتحفظون على زيارته لإيران، بأنها لا تعنى انحيازه لها ولحليفها، عندما هاجم نظام الأسد»، لافتاً إلى أن الخطاب جاء كوسيلة لإرضاء جميع الأطراف، لكنه لا قيمة له فى الواقع، ولا يؤخذ بمأخذ الجد، خاصة أن القوى السياسية العالمية، اعتادت على مثل هذه الخطابات، التى لا تهدف سوى لإرضاء الجميع، ولا تعنى تغييراً فى السياسة الخارجية.

أما الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، فوصف حديث مرسى حول الرئيس جمال عبدالناصر بـ«مفاجأة سارة» خاصة أنه رجل ينتمى إلى جماعة الإخوان المسلمين، المعروف عنها عداوتها لعبدالناصر، وهو ما اعتبره «نافعة» دليلاً على أن مرسى «رجل دولة» يتحدث كلاماً مناسباً فى المكان المناسب. وأضاف: «كان حضور مرسى لطهران أمرا مطلوبا، خاصة أننا نعلم أن الولايات المتحدة حاولت إثناءه عن المشاركة، لكنه أصر على الذهاب وانتقاد النظام السورى من فوق منصة دولة حليفة لها»، مشيراً إلى أن ذلك يعد دليلاً على أن السياسة الخارجية لمصر فى طريقها للتغيير.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية