قال خبراء حكوميون ومستقلون إن الرئيس محمد مرسي والحكومة سيواجهان تحديا بالغ الحرج الفترة المقبلة، لضرورة تدبير نحو 14 مليار جنيه لتغطية فاتورة الارتفاعات المتوقعة في أسعار السلع الأساسية، التي تدعمها الحكومة اعتبارا من العام المالي الحالي.
أخبار متعلقة
وأضافوا أن مصر كجزء من السوق العالمية مقبلة على طفرة كبيرة في أسعار السلع الأساسية والاستراتيجية تشبه إلى حد بعيد ما حدث في طفرة عام 2008.
وطلب الدكتور هشام قنديل، رئيس الوزراء، من الحكومة الإسراع في إعداد تقارير تفصيلية عن مؤشرات الأسعار، والمقارنة لبيان اتجاه تحركات تلك الأسعار، وموقف المخزونات من السلع الاستراتيجية والأساسية التي تهم المواطنين، مع اقتراح سيناريوهات لمواجهة الأزمة.
جاء ذلك خلال اجتماع اللجنة الحكومية لرصد حركة الأسعار وتداول السلع والمخزونان، الأربعاء، والتي سبق تشكيلها بقرار من الدكتور كمال الجنزوري، رئيس الحكومة السابق، والتي تضم في عضويتها وزارات وهيئات اقتصادية معنية.
وقال مصدر مسؤول في اللجنة لـ«المصري اليوم»، إن التقارير التي تم استعراضها خلال اجتماع اللجنة، أشارت إلى الارتفاعات الاخيرة في أسعار القمح والذرة والتي بلغت نسبتها 25% خلال الربع الثالث من العام.
وأضاف المصدر أن زيادات أسعار القمح والذرة، سيكون لها تأثيرات علي العديد من أسعار السلع الأخرى، أبرزها زيت الطعام واللحوم الحمراء والدواجن والألبان ومنتجاتهم.
من جهته، حذر الدكتور نادر نور الدين، خبير البورصات السلعية العالمية ومستشار وزير التموين السابق، من تعرض حكومة الدكتور محمد مرسى لازمة طاحنة، بسبب ارتفاع أسعار معظم المحاصيل الزراعية .
وقال نور الدين إن الحكومة عليها توفير نحو 14 مليار جنيه إضافية، لدعم السلع التموينية فى الموازنة الحالية لتغطية فروقات زيادة الأسعار العالمية فى القمح والذرة والصويا والسكر.
وأشار إلى أن موجة الجفاف الشديدة التى أصابت الدول المنتجة للمحاصيل، مثل روسيا والولايات المتحدة ادت لتصاعد الاسعار فى البورصات العالمية بشكل حاد ومتسارع، ولن تستطيع الحكومة امتصاص تأثيراتها.
ونوه بأن زيادة سعر القمح فى البورصات العالمية خلال الشهر الماضي بنسبة 50%، مؤكدا احتمالية استمرار الزيادة بسبب موجات الجفاف لدي كبار المنتجين.
وفيما يتعلق بالذرة، أعلنت الولايات المتحدة أن 50 مليون طن من المحصول تم تدميرها من إجمالي 97 مليون طن، بسبب الحرائق والجفاف، مما رفع أسعار الذرة فى عالميا 47% لتتخطى سعر القمح لأول مرة.
ولفت إلى أن موجة الجفاف الامريكي تسببت في تدمير 37% من محصول فول الصويا، المكون الرئيسي لمصنعات اللحوم والأعلاف، حيث ارتفع سعر الأعلاف 30% ومصنعات اللحوم 40%.
وأوضح نور الدين أن المشكلة امتدت للسكر، مما أدي لارتفاع أسعاره العالمية الأسبوع الماضي 12%.
وقدر نور الدين فارق الأسعار الذي ستتحمله الحكومة في استيراد القمح بنحو 1,5 مليار دولار، فيما سيصل في الذرة إلى 650 مليون دولار، والسكر 100 مليون دولار والصويا إلى 100 مليون دولار.
