أنهت القوى السياسية الداعية لمظاهرات «إسقاط الإخوان المسلمين»، استعداداتها الأخيرة للمظاهرات التى تنطلق الجمعة ، من عدة ميادين رئيسية من بينها التحرير والعباسية وروكسى والجيزة ورابعة العدوية، إضافة إلى ميادين ومساجد المحافظات، لإعلان رفض هيمنة الإخوان المسلمين على مقاليد السلطة، فيما رفعت وزارة الصحة والمستشفيات درجة الاستعداد إلى القصوى، لمواجهة احتمالية اندلاع اشتباكات، ووجه عدد من الحركات تحذيرات للإخوان بعدم استخدام العنف وقمع المتظاهرين، بينما وصف عصام العريان المشاركين فى المظاهرات بـ«الشرذمة».
أعلن اتحاد 24 أغسطس أن دعوة المتظاهرين للنزول إلى ميدان المنصة لا يتعارض مع الدعوات الأخرى للتظاهر أمام قصر الاتحادية وميدان التحرير والميادين المختلفة، فيما أعلنت حركات قبطية المشاركة، وعقدت مجموعة الثورة الثانية 24 أغسطس لحل جماعة الإخوان المسلمين ولاستعادة الثورة، اجتماعا مع عدد من القوى السياسية المشاركة فى المظاهرات للتنسيق وإعلان خطة المسيرات النهائية عقب صلاة الجمعة، وأشارت المجموعة فى نشرتها على صفحتها الرئيسية على موقع «فيس بوك» إلى ضرورة تأمين المظاهرات وحمايتها من بلطجية الإخوان الذين تم إخراجهم من السجون لهذا الغرض.
ووجه اتحاد شباب الثورة رسالة تحذيرية لجماعة الإخوان المسلمين وحزبها السياسى «الحرية والعدالة» من انتهاج سياسة ترهيب وتخوين وقمع المعارضة من القوى السياسية والثورية والشخصيات الوطنية مثل الدكتور عبدالحليم قنديل، أحد مؤسسى حركة كفاية، وأحد الذين وقفوا ضد «مبارك»، والذى كان له دور كبير فى الثورة المصرية.
وحذر بيان للاتحاد، الدكتور محمد أبوحامد الداعى إلى مظاهرات 24 أغسطس من الحشد على أساس طائفى وعدم دغدغة مشاعر الأقباط وإثارتهم ضد جماعة الإخوان المسلمين وإدخال البلاد فى أمور لا يمكن السيطرة عليها.
فيما حمّل حزب الكرامة الدكتور محمد مرسى، رئيس الجمهورية، ووزير الداخلية، مسؤولية حماية المتظاهرين خلال المظاهرات، وطالب المتظاهرين بالالتزام بالسلمية وعدم الانجرار وراء أعمال العنف، محذرا من استخدام أسلوب نظام مبارك فى قمع المظاهرات.
وأكد النائب محمد أنور السادات، رئيس حزب الإصلاح والتنمية، أن حزبه سيشكل فرقاً تطوعية لحماية المنشآت العامة والأماكن الحيوية والتصدى لمحاولات الانحراف بالتظاهرات عن شكلها السلمى.
فيما ينضم عدد من أصحاب المطالب الفئوية بالمحافظات للتظاهرات، على رأسهم أهالى المنوفية بعد تسمم المئات فى قرية صنصفط بسبب تلوث المياه، للمطالبة بحقهم المشروع فى الحصول على مياه صالحة للشرب.
وحدد الداعون للاحتجاجات مطالب المليونية والتى تتمثل فى حل جماعة الإخوان المسلمين لعدم شرعيتها، وحل الجمعية التأسيسية للدستور، وإجراء تعديل لقانون انتخابات مجلسى الشعب والشورى بالنظام الفردى وليس القائمة، وحرية الإعلام والإعلاميين فى إثارة مختلف القضايا وعدم الحجر على حرية الصحف، واستنكار إحالة الإعلامى توفيق عكاشة والصحفى إسلام عفيفى إلى محكمة الجنايات، لمجرد مخالفتهم آراء الإخوان، والمطالبة بحق شهداء الجيش والشرطة ومساواتهم بشهداء يناير، وعدم المساس بالأزهر الشريف وعدم الزج به فى السياسة، وتشكيل مجلس تشريع مؤقت من القوى المدنية حتى لا يتحكم الرئيس فى السلطتين التشريعية والتنفيذية بما يخالف مبدأ الفصل بين السلطات.
من جانبه، أكد مصطفى الغندور، المنسق العام لمعتصمى المنصة، أنهم سيجهزون منصة بها مكبرات صوت بشارع النصر، وسيكون التحرك الساعة الثالثة تجاه القصر الجمهورى. وأكد الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية، أن التظاهر السلمى «جائز شرعاً» من حيث الأصل، ويعد حقاً مكفولاً لكل مواطن، لافتا إلى أن التظاهر لطلب الحاجات من الحاكم مشروع.
وأكد مفتى الجمهورية أن حماية المظاهرات السلمية جزء من واجبات أجهزة الدولة جميعها، وأهاب بالمتظاهرين من أصحاب الرأى والرأى الآخر احترام الملكيات العامة والخاصة ومؤسسات الدولة.
ورفعت وزارة الصحة إلى جانب المستشفيات درجة الاستعداد إلى «القصوى»، لاستقبال المليونية، واستدعت المستشفيات عدداً كبيراً من الأطباء من إخصائيين بمختلف التخصصات خاصة الخطيرة منها، كالجراحة والقلب وكوادر الاستقبال، وأبلغت عدداً احتياطياً آخر بحيث يكونون مستعدين للنزول فى حالة تزايد حالات الطوارئ.
فيما استدعى عدد من المستشفيات عدداً أكبر من أفراد الأمن الداخلى للتأمين بالتعاون مع أفراد الشرطة العسكرية.
وأعلنت جمعية أطباء التحرير استعدادها لاستقبال المليونية بثلاث فرق طبية جاهزة للتحرك والانتشار السريع فى المواقع التى قد تشهد اشتباكات.
من جانبه، أكد اللواء محسن الشهاوى، مدير أمن التليفزيون، أنه لا توجد تعزيزات أمنية خاصة لمبنى اتحاد الإذاعة والتليفزيون بسبب المليونية، ولا توجد خطة أمنية محددة لها، وقال فى تصريحات خاصة لـ«المصرى اليوم»: «لا توجد دعوات على مواقع التواصل الاجتماعى (فيس بوك) و(تويتر) بالذهاب إلى مبنى التليفزيون ووزارة الإعلام بالمظاهرات، وذلك جعلنا مطمئنين على حالة المبنى».
وأعلنت حركات أقباط بلا قيود، واتحاد شباب ماسبيرو، وائتلاف أقباط مصر، والإخوان المسيحيين، والإنذار الطائفى المبكر، المشاركة رفضاً لهيمنة التيار الإسلامى، فى إطار التظاهر السلمى.
من جانبه، أكد الدكتور عصام العريان، القائم بأعمال رئيس حزب الحرية والعدالة، فى تصريخ خاص لـ«المصرى اليوم»، أنه يتوقع مشاركة أعداد قليلة فى مليونية الجمعة ، قائلا: «هؤلاء مجرد شرذمة قليلة تحاول الخروج على الشرعية سواء السياسية أو شرعية صندوق الانتخاب الذى يطالبون بالاحتكام له دائما».
وتكثف أجهزة الأمن قواتها لتأمين المظاهرات، والحيلولة دون وقوع إصابات أو أعمال تخريب، وحدد المتظاهرون أماكن التجمعات الخاصة بالمليونية فى المحافظات المشاركة، لتنطلق جميعها بعد صلاة الجمعة من المساجد إلى الميادين التى اشتهرت إبان ثورة 25 يناير.
ففى القاهرة، أعلن المتظاهرون الخروج بمسيرات من دوران شبرا إلى ميدان التحرير الساعة العاشرة صباحاً، ومسيرة من مسجد الفتح فى العاشرة صباحاً، ومسيرتين متوجهتين من ماسبيرو فى العاشرة صباحاً، ومن ميدان طلعت حرب فى الثالثة عصراً إلى ميدان التحرير.
وأعلنت جبهة مصر المدنية، التجمع فى «مظاهرات القصر»، بعد صلاة الجمعة أمام الباب الرئيسى لنادى هليوبوليس أمام الباب الجانبى للقصر الرئاسى، بينما أعلن متظاهرو المنصة التجمع هناك بدءاً من العاشرة صباحاً.