x

تقرير حكومى بتاريخ 4 يونيو يؤكد عدم صلاحية مياه الشرب في «صنصفط» بالمنوفية

الأربعاء 22-08-2012 20:37 | كتب: آيات الحبال, هند إبراهيم |
تصوير : اخبار

حصلت «المصرى اليوم» على صورة من تحليل عينة من مياه الشرب فى قرية «صنصفط» بتاريخ 4 يونيو الماضى، أثبت فيها المعمل الإقليمى التابع لمديرية الشؤون الصحية بالمنوفية عدم صلاحية مياه الشرب للاستهلاك، نظرا لاحتوائها على بكتيريا وفطريات وزيادة فى نسب المنجنيز والحديد، فيما استمرت معاناة أهالى القرية فى الحصول على مياه شرب صالحة للاستهلاك الآدمى بعد نفاد فنطاس مياه سعة 4 آلاف لتر أرسله محافظ المنوفية مساء الثلاثاء .

وقال شعبان مصطفى، أحد أهالى القرية، إن الإسعاف نقلت بعض المصابين إلى مستشفى حميات شبين الكوم نظرا لتزايد أعداد المصابين فى مستشفى حميات منوف، وأشار إلى أن القوافل الطبية لاتزال موجودة بالقرية، وأن محافظ المنوفية أرسل فنطاس مياه شرب نظيفة من مركز شبين الكوم سعة 4 آلاف لتر إلى القرية مساء الثلاثاء ، وسط تدافع شديد من الأهالى خوفاً من العودة لاستخدام مياه الحنفية العادية.

داخل مستشفى حميات منوف تراكمت حالات المصابين، حيث تشارك فى بعض الأحيان مريضان أو ثلاثة السرير الواحد بسبب عدم وجود آسرة كافية، ونقص تجهيزات الطوارئ داخل المستشفى لاستقبال عشرات المصابين فى وقت واحد، وفى أحد الممرات بين المرضى، قال أحد الأطباء، الذى رفض ذكر اسمه: «الحالات التى وصلت المستشفى تجاوزت 400 حالة حتى ثالث أيام العيد، أغلبها تحمل أعراضاً متشابهة بين ارتفاع فى درجات الحرارة والقىء والإسهال والمغص الشديد».

«قىء وإسهال وارتفاع فى درجات الحرارة وهبوط حاد»، هذه الأعراض التى أصيب بها معظم أهالى صنصفط، فطبقا لتقديرات الأطباء المتطوعين والأهالى داخل القرية، فإن عدد المصابين تجاوز ألفى حالة، تم نقل المئات إلى مستشفى حميات منوف وحجز 56 فردا حالتهم تستدعى البقاء تحت المتابعة الطبية وتلقى العلاج. وطبقا لتصريحات الدكتور سعيد الجزار، مدير مستشفى حميات منوف لـ«المصرى اليوم»، فإن الإصابة يمكن تشخيصها على أنها اشتباه فى التسمم، مؤكدا أن جميع الحالات مستقرة ولا تحتاج إلى نقل خارج المحافظة.

من جانبهم، أجمع أهالى قرية صنصفط على أن سبب ما حدث هو اضطرار الأهالى إلى استخدام مياه محطة الشرب العادية بدلا من استخدام مياه محطة التحلية الخاصة التى أنشأها عبدالله الطحان بالمجهود الذاتى ودون أى مقابل للمواطنين.

يروى شعبان مصطفى الحامولى، أحد مواطنى القرية، تاريخ القرية مع أزمة المياه قائلا: «تحصل القرية على مياه الشرب من المحطة الرئيسية التابعة للشركة القابضة، والتى صدر بحقها عدد من التقارير الطبية أكدت عدم صلاحيتها منذ 2009، وبالتالى قدمنا شكاوى كثيرة إلى الجهات الحكومية وطالبناهم بتوفير محطات تنقية، لكن دون جدوى، وحاولنا بالجهود الذاتية جمع الأموال ومساعدات الجهات المعنية لإنجاز هذه المحطة إلا أنها توقفت بدون سبب معلن فى ظل تلوث شديد لمياه الشرب فى المنطقة».

وأضاف: «ونظرا لهذه التوقفات، قرر أحد الأهالى ويدعى الحاج عبدالله الطحان إنشاء محطة تحلية المياه ويقوم بتعبئتها للمواطنين وتوزيعها عليهم بالمجان من خلال تطوع عدد من الشباب بموتوسيكلات لتوصيل الجراكن إلى المواطنين أو إلى نقاط ارتكاز ويأتى المواطنون لحملها، وطوال عام كامل من استخدام مياه محطة الحاج عبدالله لم يصب أحد بأذى».

وأشار «الحامولى» إلى أنهم توقفوا عن استخدام مياه الشرب التى تصل القرية من شركة المياه منذ عام كامل والاعتماد عليها فقط فى الغسيل والطهى، وبالنسبة للشرب يكتفون بمياه محطة الحاج عبدالله، ونظرا للإقبال الكبير عليها، قرر الحاج عبدالله الطحان إنشاء محطة أخرى لخدمة المواطنين، لكن فى آخر أيام شهر رمضان فوجئنا بتوقف المحطة الخيرية للمرة الأولى منذ عام، بسبب إجازة الموظف المسؤول عن عمليات التحلية وقضائه الإجازة خارج القرية، ولم يتم إبلاغنا بتوقف المحطة أيام العيد، وبالتالى لجأنا مباشرة إلى مياه الشرب العادية وحدث ما حدث.

وعن طرق حصول الأهالى على المياه، قال شوقى إبراهيم، أحد الأهالى: «لدينا خمس طرق للحصول على المياه أولاها محطة تحلية مياه الشرب التابعة للشركة القابضة، والمياه فيها ملوثة وغير صالحة للاستخدام، وثانيتها طلمبات المياه الجوفية، وثالثتها خط مياه من قرية بهواش المجاورة، وتم تركيب مواسير مياه من صنصفط إلى بهواش بطول 5 كيلومترات، لكنهم رفضوا استمرار ضخ المياه حتى لا تنقطع هناك، ورابعتها محطة التحلية الجديدة التى لم ينته العمل فيها، والطريقة الخامسة هى محطة الحاج عبدالله الطحان الخيرية».

على مداخل قرية صنصفط، بدأ الأهالى فى التحايل على أزمة تلوث المياه عبر دق 5 طلمبات مياه جوفية، يأتى الأهالى إليها بالجراكن تحملها الدواب لنقل المياه إلى المنازل. أمام إحدى هذه الطلمبات وقفت «هناء» وابنتها تنتظر الدور فى ملء الجراكن، قالت لـ «المصرى اليوم»: «بدأنا نستخدم الطلمبات مرة أخرى بعد حدوث الأزمة.. وأحيانا مية الطلمبات مش بتكفى احتياجات أهل القرية فنضطر لـ«سلف» المياه من القرى اللى حوالينا».

داخل القرية تسود حالة من الاستياء الشديد، يعبر عنها عبدالحكيم زنون، أحد المواطنين، قائلا: «حالات التسمم فى ارتفاع، وتحديدا بين الأطفال والنساء، لأنه لا يوجد بديل سهل للحصول على المياه غير مياه شركة الشرب الحكومية».

وأكد «زنون»: «قيل إن محطة المياه الخيرية هى السبب وهذا غير صحيح بالمرة»، مشيرا إلى أن عبدالله زكى الطحان، صاحب المشروع الخيرى تبرع بهذه المحطة مجانا على نفقته الخاصة لتخليص أهالى القرية من معاناتهم مع المياه».

وأكد «زنون» أنه فى حالة تعرض عبدالله الطحان لأى مكروه فإن أهالى القرية لن يتركوه يواجه مصيره، مؤكدا أن المسؤولين يريدون إبعاد التهمة عن محطة المياه التابعة للحكومة والمتسببة فى الكارثة ويريدون تحميل الخطأ لـ«طبيب الصحة وعبدالله الطحان».

وأكد عدد من الأهالى أن ما أشيع فى بعض وسائل الإعلام عن أن السبب فى حالات التسمم هو مياه الشرب التى استخدمها الأهالى من محطة الحاج عبدالله الطحان الخيرية غير صحيح وعكس الحقيقة.

ونفى السيد سعيد، أحد موطنى القرية، ما تردد عن احتجاز المحافظ بمستشفى القرية، مؤكدا أنه زار مستشفى الحميات بمنوف ومستشفى منوف العام ولم يزر القرية أى مسؤول كبير، عدا تنظيم أربع قوافل طبية، إلا أنها جاءت متأخرة لأن عدد الإصابات كبير.

وفى الوحدة الصحية للقرية تسود حالة من الهرج، ويتجمهر حولها عدد كبير من الأهالى، وبداخلها أيضا عدد كبير من المصابين. وأشار الدكتور عادل عبدالماجد، طبيب بالوحدة الصحية، إلى أنهم استقبلوا 300 حالة ثالث أيام العيد، كلها تعانى من ارتفاع فى درجات الحرارة وقىء وإسهال، فى ظل نقص كبير فى الإمكانيات والأدوية.

وقال محمد السيد، مواطن يزور أحد أقاربه فى الوحدة الصحية: «إحنا مهمشين، فالقرية تعانى من عدم توافر الخدمات الصحية وتلوث مياه الشرب بالرغم من أن معظم سكان القرية من المتعلمين ولديهم القدرة على عمل مبادرات خيرية والتعاون مع الجهات الحكومية لإصلاح الأحوال إلا أننا نعانى من التراجع الشديد فى الخدمات».

وقالت عفاف إبراهيم، والدة أحد الأطفال المصابين: «فى الساعات الأولى وبعد صلاة العيد تحديدا أصيب ابنى بارتفاع فى درجة الحرارة وقىء وإسهال، فذهبت به إلى الوحدة الصحية وتفاجأت بأن طفلى لم يكن الوحيد الذى ظهرت عليه هذه الأعراض». وتضيف: «وجدت أمام الوحدة زحاما شديدا وعشرات المصابين يعانون من نفس حالة ابنى، وبعد دفع رسوم الكشف التى تصل إلى 15 جنيها، وصف الطبيب علاجا بمبلغ كبير وقال اشتروه من الصيدليات بره الوحدة مفيش حد يصرف دوا فى الوحدة، وبالرغم من الزحام الرهيب فى أول أيام العيد على الوحدة الصحية ونفاد كميات الدواء الخاص بعلاج النزلات المعوية إلا أنه لم يصل الأمر لمديرية الصحة، ولم ينتقل مرزوق إلى مستشفى منوف إلا بعد يومين من الإعياء الشديد».

فى محطة الحاج عبدالله الطحان الخيرية يقف عدد من الحراس والخفراء على المحطة لحراستها، فهى تحتوى على ماكينات تحلية المياه، تنتابهم حالة من القلق الشديد، حيث قال أحدهم: «يعنى أهل الخير تكون دى أخرتهم، الحاج عبدالله الطحان عمل المحطة دى من سنة لما أزمة المية زادت، وبيصرف 5 آلاف جنية شهريا إصلاحات للمحطة، وبالرغم من كدة راح النيابة ومتهمينه فى اللى حصل، ومن الصبح والأهالى بييجوا المحطة لحمايتها وللتأكيد على أن هذه المحطة ليست السبب فيما حدث لأهل القرية».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية