الحوار مع خالد مشعل، رئيس المكتب السياسى لحركة المقاومة الإسلامية «حماس» ينطوى على بعدين، الأول موضوعى نظراً لأن حماس ليست فقط رقماً صعباً فى المعادلة الفلسطينية، بل يصنفها البعض ضمن محور الممانعة الإقليمى الذى يضم سوريا وحزب الله وإيران، والبعد الثانى شخصى، لأنه خير من يكشف المستور فى قضايا كثيرة تتعلق بالمصالحة الفلسطينية، واستئناف المفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، بالإضافة إلى ملفات مهمة مثل العلاقة بين حماس والقاهرة، ملف الجندى الإسرائيلى الأسير جلعاد شاليط، وما يقال عن الخلاف بين حماس الداخل والخارج، والحديث عن اتصالات بين حماس وإسرائيل.
ورغم حجم المسؤوليات الجسام على أبوالوليد (خالد مشعل) ورغم قوائم الانتظار من الفضائيات العربية والدولية وغيرها من الصحف العربية إلا أنه أعطى «المصرىاليوم» الكثير من وقته، وجاء هذا الحوار الذى دار فى مكتبه بالعاصمة السورية دمشق:
■ كيف تنظرون لقرارات لجنة المبادرة العربية التى عقدت اجتماعها مؤخرا بالقاهرة، وما موقفكم من توجه السلطة الفلسطينية لعقد مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل، وما حقيقة الضمانات التى أعطتها الإدارة الأمريكية للسلطة الفلسطينية؟
- من يراقب الموقف العربى أو الفلسطينى الرسمى فى إدارتهم للمفاوضات مع العدو الصهيونى يلحظ للأسف اضطراباً وارتباكاً ومراوحة فى ذات المربع، بل تراجعاً عن مواقف سابقة، فلجنة المبادرة ذاتها قبل شهر وتحديداً قبل القمة العربية ربطت بين العودة للمفاوضات وتجميد الاستيطان، وقمة سرت أكدت ذلك بقرار عربى، واليوم لجنة المبادرة العربية فى اجتماعها الأخير فى القاهرة تتراجع عن ذلك، وبالتالى تتراجع عن شرط تجميد الاستيطان، وهذا يضعف الموقف العربى والفلسطينى ويغرى إسرائيل بالمزيد من التشدد والإمعان فىالاستيطان، وتجاهل المطالب الفلسطينية والعربية. أما بالنسبة لموضوع الضمانات فلا ضمانات أمريكية، ولا وجود لضمانات مكتوبة، والحديث عن ضمانات شفوية إن وُجدت لا قيمة لها خاصة إذا كانت هذه الضمانات معطاة لأى طرف عربى أو فلسطينى، فالضمانات الأمريكية للإسرائيليين دائماً تُحترم، لكن عندما تُعطى للعرب وللفلسطينيين فلا احترام لها مطلقاً، ونتنياهو يقرأ فى هذا السلوك الفلسطينى والعربى أنه معبر عن ضعف، وبالتالى هذا يغريه بالتشدد، ونتنياهو يشعر عملياً أنه أتى بالموقف العربى والفلسطينى إلى مربعه، هذا من حيث الشكل، وبالطبع هو شكل مهزوز، أما من حيث المضمون فأعتقد أن الحديث عن مفاوضات تقريبية أو مباشرة أو غير مباشرة فى ظل اختلال موازين القوى وفى ظل افتقار المفاوض الفلسطينى لأوراق قوة حقيقية يضغط بها على الطرف الإسرائيلى يجعل هذه المفاوضات تتحول إلى عملية عبثية، وإلى استنزاف للموقف الفلسطينى، وإلى عملية استجداء وتتحول مع الزمن إلى غطاء يستفيد منه الطرف الإسرائيلى لتحسين صورته أمام المجتمع الدولى، وفك أزمته الدولية. لذلك نحن ضد العودة للمفاوضات مع الصهاينة ونعتقد أن قرار لجنة المبادرة العربية قرار خاطئ وسوف يدفع الإسرائيليين لمزيد من التشدد، وهذا المسار من المفاوضات مصيره الفشل وسيصل لطريق مسدود، والأفضل من إضاعة الجهد فى هذه الخطوات التكتيكية المعبرة عن العجز هو أن نبحث عن أوراق قوة حقيقية بأيدينا كفلسطينيين وعرب، لنواجه بها الموقف الإسرائيلى والسلوك العدوانى الإسرائيلى سواء كان عدواناً على الأرض أو بالاستيطان أو بتهويد القدس أو بغيرها من الممارسات الإسرائيلية.
■ ما أوراق الضغط التى من الممكن أن يضغط بها المفاوض الفلسطينى على إسرائيل، وعلى الإدارة الأمريكية وعلى المجتمع الدولى، وما أوراق الضغط التى يمتلكها العرب؟
- القانون الإنسانى والتاريخى، إن كل من أراد أن يخوض حرباً عليه أن يوفر من عوامل القوة والحشد والإعداد ما يلزمه، كذلك على من أراد أن يخوض عملية سلام أو عملية تفاوض عليه أيضاً أن يعد أوراق القوة التى يستطيع أن يضغط بها، وهناك مثال واضح فى التجربة المصرية، وهى أن مصر ما كانت تستطيع خوض عملية تفاوضية تستعيد بها سيناء بعد هزيمة 1967، ولكنها استطاعت ذلك بعد معركة 1973 لأن هذه المعركة أوجدت مناخاً مختلفاً، وأعطت مصر أوراق قوة تستطيع أن توظفها فى أى حراك سياسى، لكن الموقف العربى أو الفلسطينى الآن بلا أى أوراق قوة، خاصة الموقف الفلسطينى الرسمى، نعم هناك أوراق نستطيع بها كفلسطينيين أن نضغط على إسرائيل، أولها توحيد الصف الفلسطينى وإنجاز المصالحة، والاتفاق على برنامج سياسى وطنى يؤكد الحقوق والثوابت الوطنية، وتفعيل المقاومة ضد الاحتلال خاصة فى الضفة الغربية، وحشد جهود الشعب الفلسطينى فى الداخل والخارج لمواجهة الاحتلال ولإنجاز المشروع الوطنى وحق تقرير المصير، ناهيك عن أوراق القوة العربية الأخرى التى تستطيع الأمة حشدها لتعطى رسالة قوية للمجتمع الدولى أنه بدون الاستجابة للمطالب الفلسطينية والعربية فلن يكون هناك سلام، ولن يكون هناك استقرار فى المنطقة، لكن الوضع الراهن يجعل موقفنا منكشفاً بلا أى غطاء، وباختصار نتنياهو اليوم لا يشعر أنه مجبر أو مضطر أن يتصالح أو أن يقدم لنا تنازلات على طاولة المفاوضات لأنه يعلم أن المفاوض الفلسطينى منكشف وبلا أوراق قوة، لذلك فالخيار المنطقى لنا هو أن نستعيد أوراق القوة هذه، أما الواقع الموجود الآن للأسف فهو أن المفاوض الفلسطينى فى الضفة الغربية يدمر أوراق قوته بنفسه، فهو يُنسق أمنياً مع العدو الصهيونى تنسيقاً مجانياً، ويلاحق المقاومة، ويقول صراحة لا مقاومة ولا انتفاضة جديدة فى فلسطين، ويمنع أهل الضفة الغربية من التحرك لمواجهة ما يحدث من تهويد للقدس أو لغيرها من القضايا، لذلك فالمفاوض الفلسطينى يُضعف نفسه ويوفر واقعاً على الأرض لصالح المفاوض الإسرائيلى، فكيف نتوقع بعد كل هذا أن تنجح المفاوضات فى إنجاز ما نريد؟!
■ حماس حملت مصر مسؤولية مقتل أربعة فلسطينيين وإصابة آخرين بالغاز السام على حدود قطاع غزة، فهل هذا دليل على توتر جديد يحدث بين القاهرة وحماس؟
- فيما يتعلق بحادثة النفق فهى بصراحة حادثة مؤلمة جداً ومؤسفة جداً، خاصة ما يتعلق باستخدام مثل هذه الغازات السامة بشهادة الأطباء وتسفر عن مقتل أربعة وإصابة ثمانية، والصور كانت واضحة وأظهرت آثار الخنق التى أصابت الضحايا، وهذا شىء مؤسف جداً، وما كنا نتمنى أن يحدث هذا من الشقيقة الكبرى، خاصة من دولة بوزن مصر، لأن هذه الأنفاق تمثل للفلسطينيين شرياناً للحياة فى ظل إغلاق المعابر والحصار الظالم المستمر منذ أربع سنوات على قطاع غزة، فحتى هذه الأنفاق التى اضطررنا إليها اضطراراً فى ظل هذا الحصار أصبحت بهذه الأعمال شريان موت للشعب الفلسطينى بدلاً من أن تكون شريان حياة، وهذا أمر لا يجوز ولا يصح.
■ هناك من يرى أن العلاقة بين مصر وحماس أصبحت الآن فى أسوأ حالاتها، فهل تتفق مع هذا التوصيف، خاصة مع وجود تصعيد إعلامى بين مصر وحماس هذه الأيام؟
- أنا لا أقول هذا الوصف، ولكن أقول إن العلاقة مع الشقيقة الكبرى مصر ليست فىالحالة الطبيعية، فمصر تمثل لفلسطين ولغزة بشكل خاص الشقيقة الكبرى وكذلك هى الجار، وبالتالى الأصل أن تكون العلاقة على غير الواقع الراهن.
■ تحدث البعض عن اتصالات بين قيادات حماس ومسؤولين مصريين، فأين وصلت هذه الاتصالات، وهل هناك من جديد فى هذه الاتصالات؟
- بالمعنى السياسى فللأسف ليس هناك اتصال حقيقى وهذا وضع غير طبيعى، وحماس أعلنت ولا تزال عن حرصها على علاقات قوية مع عمقنا العربى والإسلامى، خاصة مع الشقيقة الكبرى مصر، وهذا هو الوضع الطبيعى أن تكون العلاقة قوية ومتميزة، لأنه فى النهاية الصراع مع إسرائيل ليس صراعاً فلسطينياً فحسب، بل هو صراع عربى فىالمقام الأول والجميع معنى به والخطر الصهيونى يستهدفنا جميعاً، وبالتالى إضافة لمتطلبات العلاقة الأخوية باعتبارنا أمة واحدة فإن الصراع يقتضىأن تكون العلاقة العربية العربية، والعربية - الفلسطينية فىأفضل حالاتها.
■ هل هناك حلحلة فيما يتعلق بالمصالحة الفلسطينية، خاصة أن القمة العربية والتى عول عليها الكثيرون انتهت دون تحقيق المصالحة؟
- لا يوجد جديد فىالوقت الحاضر، صحيح أنه كانت هناك جهود بذلت من بعض الأطراف العربية قبيل قمة سرت بما فيها الإخوة فى ليبيا، ولكن للأسف انتهت القمة دون أن يكون هناك أى تطور إيجابى فيما يتعلق بالمصالحة الفلسطينية، ولكن واضح أن العلة التى تعطل هذه المصالحة هى العلة السياسية، وذلك لأن الإدارة الأمريكية تضع شروطاً على المصالحة، بل تضع عليها فيتو وترهن المصالحة بخضوع حماس لشروط الرباعية وعلى رأسها الاعتراف بإسرائيل، ولدينا معلومات مؤكدة تثبت ذلك، وأصبح الأمر واضحاً للجميع.
■ هناك من يقترح بروتوكول إضافى للورقة المصرية تضمن ملاحظات حماس للخروج من هذا النفق المظلم، فهل توافقون على هذا المقترح إذا ما عرضته القاهرة بصفة رسمية؟
- جزء من التحرك العربى والذى سبق قمة سرت كان مستنداً إلى هذه الفكرة، وهى أن توضع ملاحظاتنا وتعديلاتنا على الورقة، خاصة أننا ركزنا على التعديلات الأساسية والجوهرية بحيث ترفق هذه التعديلات بورقة المصالحة الأساسية وتصبح جزءاً لا يتجزأ منها، ومن ثم يجرى التوقيع على الورقة من قبل جميع الأطراف الفلسطينية المعنية، فى ظل الراعى المصرى وحضور الأطراف العربية التى تحركت فى هذه الفكرة.
■ هل من الممكن معرفة من هذه الأطراف العربية التى كان لها حراك وجهد لتحقيق هذه المصالحة ولتقريب وجهات النظر؟
- كان هناك تحرك من قطر وسوريا وعُمان ومن الإخوة فى ليبيا باعتبارهم الدولة المستضيفة للقمة الأخيرة، وكذلك من الإخوة فىالسعودية ناهيك عن التحرك التركى مع الشقيقة مصر فى نفس الاتجاه.
■ هل كان للجولات العربية التى قمتم بها فرصة لمناقشة هذه الملاحظات فيما يتعلق بالورقة المصرية؟
- فى جولاتنا العربية حرصنا أن نعرض على الزعماء والسادة المسؤولين العرب حقيقة الإشكالية فىالمصالحة الفلسطينية ووجدنا تفهماً لذلك، ومن ثم نشأت مثل هذه الأفكار لمحاولة ردم الهوة و إيجاد مخرج مناسب للجميع للوصول لمصالحة حقيقية برعاية مصرية وبهذا التشجيع العربى.
■ البعض يقول إن العمر الافتراضى للورقة المصرية انتهى، فهل تبحثون عن إطار جديد للمصالحة بعيدا عن هذه الورقة؟
- نحن لا نبحث عن راع جديد للمصالحة ولا عن أوراق أخرى للمصالحة، وما نبحث عنه هو إجراء التعديلات اللازمة على ورقة المصالحة لتنسجم وتتطابق مع الأوراق التفصيلية التى توافقنا عليها طوال جولات الحوار فىالقاهرة، وهذا مطلب عادل ومنطقى سبق أن أوضحناه مراراً، وهذا ما نسعى إليه، نحن نريد مصالحة تعبر بدقة عن حقيقة تفاهماتنا طوال عام 2009 التى شهدت فيها جولات الحوار فىالقاهرة.
■ أين وصلت المبادرة القطرية للمصالحة الفلسطينية وهل كانت بديلا للمبادرة المصرية والتى حكم عليها بالفشل كما يعتقد البعض؟
- المبادرة القطرية هى جزء من هذا الحراك العربى وكانت تستند إلى فكرة أن نضع تعديلاتنا ومقترحاتنا ثم تُلحق بورقة المصالحة ويجرى التوقيع عليها معاً من جميع الأطراف الفلسطينية، ولكن للأسف وصلت أيضاً لطريق مسدود، لأنها اصطدمت بالعقبة السياسية وهى وجود فيتو أمريكى يضع شروطاً سياسية لتحقيق المصالحة الفلسطينية.
■ هناك من يعتقد أن ما دفعكم للتراجع عن المصالحة الفلسطينية بعد زيارتكم للقاهرة فى سبتمبر الماضى هو ضغوط سورية - إيرانية، وبالتالى يرى البعض أن التقارب المصرى - السورى قد يكون له انعكاس إيجابى على المصالحة الفلسطينية، فهل هناك ما يؤكد هذا الاعتقاد على أرض الواقع بالنسبة لحماس؟
- باختصار أقول إنه من العيب أن نقيم خطواتنا ومواقفنا بهذه الطريقة، وكأن المواقف السياسية هكذا تُرهن لصالح طرف هنا أو هناك، ومن تعامل مع حماس طوال السنوات الماضية يدرك أن قرارها بيد قيادتها وليس بيد أحد على الإطلاق، وإلا أين كان التأثير الإقليمى حينما وقعنا اتفاق القاهرة 2005، وأين كان هذا التأثير حينما وقعنا اتفاق مكة 2007، ويوم أن وقعنا وثيقة الوفاق الوطنى 2006، وأين كان هذا التأثير حينما عقدنا أكثر من اتفاق فىالقاهرة لوقف إطلاق النار والتهدئة مع العدو الصهيونى وآخرها كان بعد الحرب الظالمة على غزة، هذا منطق مردود عليه ولا يستحق أن نتوقف عنده، أنا حينما زرت القاهرة فى سبتمبر الماضى بادرت وإخوانى فى الوفد إلى عقد مؤتمر صحفى فى الثامن والعشرين من ذلك الشهر، وبشرنا فيه شعبنا والأمة بأن المصالحة ستنعقد فى شهر أكتوبر فى القاهرة، وهذا سلوك لا يفعله من كان قراره بيد غيره!! ولكن للأسف التغيير المفاجئ فىالورقة والاشتراطات السياسية الأمريكية هو الذى عطل المصالحة حتى هذه اللحظة. ولذلك فالحديث عن تقارب مصرى - سورى هو أمر نتمناه ونتطلع أن تكون العلاقة السورية - المصرية فى أحسن حالاتها وكذلك العلاقات العربية، لأن هذا أمر يدعم القضية الفلسطينية، ولكن موقف حماس من المصالحة ليس مرتبطاً بتحسن العلاقات العربية أو عدم تحسنها، فقرارنا ذاتى، وهو أننا نريد المصالحة، وللعلم فالإخوة فى سوريا من أحرص الدول العربية على تحقيق هذه المصالحة خلافا لما يتهمها البعض به، وهو اتهام مناقض للحقيقة، ولكن البعض يستسهل إلقاء التهم على سوريا وإيران، بينما اللوم الحقيقى هو على الفيتو الأمريكى، وعلى ما حدده ميتشل للأطراف العربية المعنية، وهو إذا تحققت المصالحة دون أن تقبل حماس شروط «الرباعية»، فإن الإدارة الأمريكية ستقطع مساعداتها المالية عن السلطة الفلسطينية، وهذه هىالحقيقة. واليوم بات واضحاً أن الأولوية عند الأمريكان، وعند أطراف أخرى ليست المصالحة الفلسطينية، ولكن الأولوية هى استئناف المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية بأى صورة وبأى ثمن، لأنهم يعتقدون أن المصالحة الفلسطينية عبء على المفاوضات، فالمفاوض الفلسطينى فى ظل الانقسام ضعيف، ويسهل الضغط عليه خاصة فى ظل تشدد نتنياهو، وبالتالى محدودية الهامش، الذى تتحرك به إدارة أوباما فى إطلاق عملية التسوية.
■ ما حقيقة الحديث عن صفقة شاملة للمصالحة الفلسطينية وعن فتح المعابر، وصفقة شاليط، واستئناف المفاوضات للخروج من هذه الأزمة الراهنة هل حماس تقبل بهذه الرزمة الكاملة؟
- لم أسمع بهذه الأطروحات.
■ هذا هو الطرح العربى؟
- نحن باختصار نريد معالجة كل الملفات دون أن يخلط بعضها ببعض، بمعنى أننا نريد فك الحصار عن غزة، ونريد إتمام صفقة تبادل الأسرى، ونريد إنجاز المصالحة.
■ وهناك أيضا استئناف المفاوضات لابد أن تقبلوا بالرزمة كاملة؟
- تحدثنا منذ قليل عن المفاوضات، وهى كما قلت لك عبثية، ولن تصل لنتيجة، لأن المفاوضات الفلسطينية كما نصت وثيقة الوفاق الوطنى 2006 ينبغى أن تستند للبرنامج السياسى، الذى اتفقنا عليه والذى يؤكد التمسك بالثوابت الوطنية والحقوق الفلسطينية، والتمسك ببرنامج المقاومة، فهو أداة الضغط الحقيقية على العدو الصهيونى، لإجباره على الانسحاب والتسليم بحقوقنا. ولكن أن تضع كل هذا وراء ظهرك وتذهب إلى المفاوضات بغير أوراق قوة، وتفاوض عدوك وأنت مكشوف، والصف الفلسطينى منقسم، وأنت تلاحق المقاومة وتنسق أمنياً ضدها، إذن فهذه المفاوضات خطيرة على المصلحة الفلسطينية، ولن تحقق شيئاً من الأهداف والمطالب الفلسطينية.