أنهى عمال هيئة النقل العام في جراجي إمبابة وأثر النبي، الأربعاء، إضرابهم عن العمل، ليعود العمل في الجراجين، وذلك بعد مفاوضات بين عدد من قياداتهم وفريق من رئاسة الجمهورية، أسفرت عن الاتفاق على عقد اجتماع بين ممثلين عن العمال ووزير النقل، بعد العيد، لعرض وتنفيذ مطالب العمال.
وقضى الاتفاق، حسب عصام عز الدين، المستشار في رئاسة الجمهورية، بأن يلتقي وفد من العمال بوزير النقل والمواصلات بعد العيد مباشرة، لبحث نقل تبعية الهيئة لوزارة النقل بدلاً من تبعيتها الحالية لمحافظة القاهرة، بالإضافة إلى اعتماد زيادة الحوافز، واعتماد الإجازة المرضية مدفوعة الأجر بالكامل، فضلاً عن وعد رئاسي بالبحث في مطالب الوجبة الغذائية اليومية للعاملين بالهيئة وتحسين نوعية الرعاية الصحية لهم.
كان الإضراب الجزئي للعاملين بهيئة النقل العام، بدأ الثلاثاء بجراجي إمبابة وأثر النبي، مهددين باتساع رقعة الإضراب في كل جراجات العاصمة في العيد، في حال عدم الاستجابة لمطالبهم.
وقال المستشار عز الدين إن الرئاسة أوفدته بصحبة كل من المستشار عادل عرابي، وأحمد ابراهيم، لمحاولة احتواء أزمة عمال النقل العام، بعد إضراب ما يقرب من 250 سيارة من جراجي إمبابة وأثر النبي، موضحًا أن المفاوضات أسفرت عن احتواء الأزمة ومساعدة كل الاطراف للوصول لحلول تجنب البلاد أي اهتزاز أو ارتباك، لأن قطاع النقل العام «قطاع حيوي واستقرار الأمور به أمر يهم الملايين».
وأشار مندوب الرئاسة لـ«المصري اليوم»، إلى أن الفريق الرئاسي أرسل توجيهات لرئيسة الهيئة المهندسة منى مصطفى، بضرورة الاستجابة الفورية للمطالب العمالية، وإرسال فاكسات رسمية للعمال بالقرارت التي اتخذتها رئاسة الهيئة، وبالفعل تم إرسال فاكس للعمال، ينص على رفع حوافز القيادة المميزة من 7 إلى 10 جنيهات، ومن 3 الى 5 جنيهات، وفي انتظار وصول باقي الفاكسات.
وعلي الجانب الآخر، قال طارق البحيري، القيادي العمالي، عضو الوفد المفاوض للعاملين بالنقل العام، إنه تقرر بحث ملف نقل تبعية الهيئة لوزارة النقل مع وزير النقل والمواصلات بالوزارة بعد عيد الفطر مباشرة، بحضور مندوبين عن الرئاسة، لافتاً إلى أن «أحدًا لن يتحمل تكلفة الإضراب الشامل لعمال النقل العام»، مهددًا بإصابة القاهرة «بالشلل».
ولفت البحيري، إلى أن النقابة المستقلة للعاملين بالهيئة لديها تصور متكامل لنقل تبعية الهيئة وتذليل كل المعوقات الإدارية والفنية، وأضاف «سنرسلها في ملف شامل مع الفريق الرئاسي للرئيس محمد مرسي والذي تتيح صلاحياته إصدار قرار يقضي بنقل تبعية الهيئة لوزارة النقل».
يذكر أن ما يقرب من 150 عامل من عمال الهيئة، كانوا اعتصموا لمدة أربعة أيام، قبل عدة أسابيع، في الإدارة المركزية للهيئة بمدينة نصر، للمطالبة بنقل تبعتيهم للهيئة، وزيادة حوافز القيادة المميزة وتعديل مكافأة نهاية الخدمة، لتكون شهرين عن كل عام عمل، بدون حد أقصى، إلا أنهم علقوا اعتصامهم بعد زيارة المستشار عادل عرابي، مندوب الرئاسة، مهددين بالإضراب في حال تعثر تنفيذ مطالبهم.
من جهة أخرى، قال جبالي محمد جبالي، رئيس النقابة العامة للعاملين بالنقل البري، إن النقابة ترفض الدعوة للإضراب، متهما النقابة المستقلة للعاملين بالنقل العام، بالسعي إلى «الشو الإعلامي»، دون النظر لمصلحة العمال بتحريضها على الإضراب.
وأضاف الجبالي لـ«المصري اليوم»، أن «الدعوة للإضراب كانت في جراج إمبابة فقط، ولم يستجب لها إلا عدد محدود، والحديث عن الإضراب من أجل نقل التبعية أمر غير صائب، في كل دول الدنيا هيئة النقل هيئة خدمية لا تتبع الوزارات ولكنها تتبع الجهات الخدمية كالمحافظات والمحليات، والدولة تدعم الهيئة بنحو مليار و600 الف جنية سنويا».