x

الأذان العربي.. صراع بين علمانيي تركيا وإسلامييها.. و«رمضان» يحسم الأزمة

الخميس 16-08-2012 12:48 | كتب: سعيد عبد الرازق |
تصوير : other

فصول الصراع بين المعسكرين العلماني والإسلامي في تركيا متعددة في أشكالها وفي ساحات معاركها. في حقب متعاقبة، كان العلمانيون هم الأعلى صوتا والأكثر تأثيرا على القرار واستطاعوا أن ينتصروا على الحكومات الإسلامية المتعاقبة حتى جاءت حكومة «العدالة والتنمية»، برئاسة رجب طيب أردوغان، ليتخذ الصراع التقليدي أشكالا أقل عنفا، وأكثر حرفية سياسية.

كان التركيز لدى العلمانيين في مختلف العصور منصبا على الرموز الإسلامية، ومنها الحجاب، والتضييق على فصول تحفيظ القرآن بالمدارس لتمتد إلى الآذان، الذي كان ساحة لواحدة من هذه المعارك التي حسمت لصالح الإسلاميون في النهاية بإقرار رفعه رسميا باللغة الغربية.

أينما تسير في شوارع تركيا، تسمع المساجد تصدح بالآذان باللغة الغربية في أوقات الصلوات الـ 5، كما هو الآذان في مصر أو السعودية أو أي دولة إسلامية. ويشعر الأتراك على اختلاف انتماءاتهم بالألفة لسماع الآذان بهذه الطريقة. ويقول «مصطفي بالجي»، خريج حديث من جامعة اسطنبول، وبدأ رحلة البحث عن عمل، إنه سافر ذات مرة إلى ألمانيا، وشعر هناك بغربة شديدة وأحس بأن شيئا ما ينقصه، وهو الإحساس الذي لم يشعر به عندما سافر إلى السعودية لأنه كان يسمع الأذان فيشعر بالراحة والهدوء، على حد قوله.

أما «معمر يالتشين كايا»، ويعمل سائق تاكسي في أنقرة، فقال لـ«المصري اليوم» إن «الآذان جزء من حياتنا كمسلمين. أنا تربيت على سماعه وأحفظه كما هو.. لا أتصور أن أسمعه بطريقة أخرى، لأننا نعرف القرآن والآذان كما هما بالعربية».

ويعلق «محمود فيليز»، مدير برامج بهيئة الإذاعة والتليفزيون، قائلا «لدينا مقولة تتعلق بالقرآن الكريم، وهي أنه نزل في السعودية وطبع في تركيا وقرئ في مصر. نحن نحب أصوات المقرئين المصريين مثل الشيخ عبد الباسط عبد الصمد، ونحب سماع الآذان وتعودناه كما هو، لا نتخيل سماعه بلغة أخرى».

وظل الأذان باللغة العربية، منذ دخول الأتراك الإسلام في في الأناضول وأثناء الدولة العثمانية، إلى أن بزغ التيار القومي التركي فدعا إلى «تتريك الآذان»، ورفعه باللغة التركية. وقوبل ذلك بمعارضة شديدة، لاسيما بعدما عين مصطفى كمال أتاتورك، مؤسس الدولة العلمانية في تركيا، رسميا مؤذنين يرفعون الآذان بالتركية، وسط قواعد قانونية صارمة ألزمت الشرطة بمعاقبة كل مؤذن يخالف الأمر.

واستمر الوضع على هذا النحو إلى أن صدرت فتوى عام 1948 من رئاسة الشؤون الدينية التركية باعتبار الآذان بالعربية «غير مخالف للقانون». وفي أول انتخابات مدنية حرة تشهدها تركيا، تركز الجدل الانتخابي بالأساس علي مطلب جماهيري واحد هو «إلغاء المادة 526 عقوبات»، التي حظرت رفع الآذان باللغة العربية. ونجح أنصار هذا المطلب في الفوز وتشكيل حكومة مدنية كانت أولى إنجازاتها إعادة الآذان بالعربية يوم 16يونيو 1950، والذي وافق الأول من شهر رمضان.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية