أثار الكاتب والشاعر المصري مؤمن المحمدي، في عنوان كتاب له صدر له مؤخرا، جدلا شديدا حيث جاء تحت عنوان «عزيزي المواطن المسلم لماذا أنت متخلف؟»، ما اعتبره البعض تساؤلا مُريبا وشكلا من أشكال النقد الديني المرغوب فيه، فيما وجده البعض الآخر «إساءة للإسلام والمسلمين».
ويتناول الكتاب عدة ظواهر موجودة في الوعي العام المصري الإسلامي، منها مثلا «تصديق المعجزات والاعتقاد أن الله مسؤول عن الظواهر البشرية وليس القوانين الطبيعية»، وبدا الكاتب بحسب محللين «راديكالياً، لأنه يتناول ظواهر في الإسلام بحد ذاته، وليس في فكر الحركات الإسلامية المتطرفة، وربما يكون هذا هو أكثر ما أثار الجدل لدى تناول الكتاب».
ورأى الكاتب الصحفي، حمدي عبد الرحيم أنه «لا توجد مشكلة في الكتاب، ولم أصطدم بما قاله الكاتب، فالاصطدام به يعني التفتيش في نوايا الكاتب، والكاتب كان دقيقا جدا في اختيار ألفاظه، وليس لديّ أي اعتراض على الكتاب، فالأمة الإسلامية الآن هي أمة متخلفة، وليس للدين أي شأن بالتقدم والتخلف، الكاتب هنا ليس ضد الدين، ولكنه ضد التخلف المنسوب للدين».
وأضاف قائلا: «الإسلام في رأي (عبد الرحيم) لم يأت بنظرية لا للتقدم ولا للتخلف، وإنما بشريعة لو تمسكت بها تصبح مسلما ولو لم تتمسك بها لن تصبح مسلما، وفقط، ولكن برغم ذلك فالمسلمون يعتقدون أن الإسلام سيأتي بالتقدم، بينما هم يعيشون في مجتمعات متخلفة».
وعلى الجانب الآخر، رأى الناقد والشاعر شعبان يوسف أن «العنوان تعميمي بعض الشيء، وهناك كتاب لفخري لبيب اسمه (مسلم صالح ومسلم طالح) استطاع انتقاد بعض الظواهر المتعلقة بالفكر الإسلامي دون التورط في التعميم، أما الكاتب هنا فعلى العكس لديه تعميمات كثيرة بخصوص شخصية (المسلم)، فالمسلم الطالح موجود في العالم كله، ولكن هناك أيضا المسلم المعتدل، الكاتب لم يتناول إلا الظواهر الشاذة في تاريخ الإسلام وتعامل معها بخفة ظل حقيقية، ولكنني كنت أتمنى أن يتعامل بعمق أكثر».
وتابع «يوسف» قائلا إن «الكاتب أراد كتابا (خفيفًا)، ولكنني أعتقد أن قضايا مهمة من هذا النوع لا تحتمل التعامل بخفة في عالمنا الذي يشهد صراعا عنصريا محتدما»، لكن امتدح الكاتب من جانب آخر، وقال: «الكاتب ألحق بكتابه فصلا عن تطور اللغة العربية، هذا الفصل جيد وعميق للغاية ومؤمن دارس متعمق لتطورات اللغة العربية».
وحول اتهامه فور نشر غلاف الكتاب على شبكات التواصل الاجتماعي، قال «مؤمن»: «كنت أفكر في مواجهة المد الديني، وهناك مشكلة في بنية التفكير الديني في مصر في هذه الفترة، والجانب الأكثر تخلفا من الدين هو المنتشر، ويزيد انتشاره مثل الفيروس أكثر من الاحتياج للتفكير العقلاني».
ونفى الكاتب أن يكون للكتاب علاقة بصعود «الإخوان المسلمين» إلى السلطة في مصر، وقال إن «صعود الإخوان المسلمين ناتج طبيعي من نتائج الفكر الديني المنتشر، ولكنني كنت أفكر في فكرة الكتاب وعنوانه حتى قبل الثورة»، وأشار إلى أنه يعتقد أن «الكتاب خفيف، وهذا الاعتراض أنا متصالح معه، كي يكون قادرا على الوصول بلغة سهلة إلى عموم القراء، وأنني بالغت في حذري تجاه قضايا تخص تفكير المسلمين، وكنت أريد أن أكون أكثر وضوحا في انتقادي لبنية الفكر الديني الإسلامي».