x

مؤلف «عمر»: وافقت على كتابة المسلسل قبل الرجوع للعلماء (حوار)

الجمعة 03-08-2012 01:19 | كتب: محسن محمود |
تصوير : other

«الفاروق عمر» هو العمل الأول الذى يجيز فيه العلماء تجسيد الصحابة على الشاشة، وبذلك يفتح المسلسل الأبواب المغلقة أمام تجسيد بعض الصحابة الآخرين، وقد حقق المسلسل منذ الإعلان عن تصويره ردود أفعال واسعة تباينت بين فريق مؤيد وآخر معارض، وزادت حملات الهجوم ضد العمل مع اقتراب عرضه وذهبت أدراج الرياح بعد نجاح المسلسل فى جذب الانتباه واحتلاله المرتبة الأولى فى نسب المشاهدة عربيا خلال النصف الأول من الشهر الكريم.

حاورت «المصري اليوم» وليد سيف، مؤلف المسلسل، حيث أكد أنه لم يتردد لحظة فى الموافقة على كتابة المسلسل الذى استغرق إعداده ما يقرب من العامين، ونفى ما تردد حول وجود أى أخطاء فى تاريخ نزول الآيات القرآنية.

فى البداية حدثنا كيف جاءت فكرة تجسيد شخصية «الفاروق عمر» فى مسلسل تليفزيونى؟

- حتى أكون صادقاً المبادرة لم تكن منى، لكنها من الجهة المنتجة للعمل، وبصراحة شديدة لم أتردد لحظة فى الموافقة على كتابة المسلسل، ولم يخالطنى أى شعور بالحرمانية، وكنت مقتنعا بفائدة المسلسل للمشاهد العربى والتعريف بالإسلام فى أفضل صورة.

أفهم من كلامك أنك لم ترجع لرأى الدين قبل الموافقة؟

- نعم وافقت قبل رأى العلماء لأننا نتعقل ديننا، ولم يكن فى نفسى أى حرج بالعودة إلى العلماء.

هل هناك خطوط حمراء وضعتها شركة الإنتاج أو وضعتها لنفسك قبل بداية الكتابة؟

- هذا لم يحدث، وبطبيعة الحال العمل الدرامى مبنى على حقائق، وقد بذلت مجهوداً كبيراً جداً فى التحضير أكثر من كتابة النص التليفزيونى، لأننا نقدم عملا دراميا مبنياً على الحقائق ونخاطب المشاهد المعاصر وليس عملا لسرد الوقائع، بل نحلل الشخصيات ونطرح أسئلة ونخاطب إنسان هذا العصر ونأخذ ذلك بعين الاعتبار.

لكنك ابتعدت تماماً عن الحياة الشخصية للفاروق عمر فى الحلقات العشر الأولى؟

- بالفعل لم أظهر كثيراً الحياة الشخصية لعمر وعلاقته بزوجاته، لأن هذه المنطقة حساسة جداً ولا يصلح أن نجتهد فيها من أنفسنا، بينما هناك مساحة فى التصرف فى الأدوار الثانوية لكن الأدوار الرئيسية لا تصلح، خاصة لان المادة المتوفرة لا تسمح بذلك، وقد حصرنا واستوفينا كل الأخبار التى وردت عنه، ولو راجعت المصادر ستجدها كما بيناها من قبل الإسلام، وموقفه من الدعوة ثم دخوله الإسلام مرورا بفترة خلافته وتجليات زهده وشدته فى الحق ودوره فى بناء الدولة الإسلامية، وصولا إلى الفتوحات الإسلامية، هذا بخلاف سيرته قبل الدعوة.

ولماذا ركزت على السيرة النبوية ولم تركز على عمر رغم أن المسلسل باسمه؟

- نعم، أولاً سيرته لا يمكن فصلها عن السيرة النبوية، وكما سبق أن ذكرت لا توجد أخبار كثيرة عن هذه المرحلة فى حياته وتعمدت أن أقدم مجموعة من النماذج الإنسانية ومجموعة من القيم السائدة.

واجهت انتقادا بأن عمر لم يكن أصلع لكنك قدمته عكس ذلك؟

- لقد ظهر أصلع فى حجته الأخيرة، وأنا غير مسؤول عن اجتهاد الغير وهم الفنيون، فقد جعلوه أصلع جزئياً، كما أن عمر فى شبابه لم يكن أصلع ولم يولد دون شعر بكل تأكيد وما يعرض الآن هو مرحلة شبابه.

واجهت اتهاما آخر بأن بعض الآيات التى وردت فى الحلقات الأولى بها أخطاء فى توقيت نزولها وان بعضها آيات مدنية؟

- نعم، الآيات التى وردت فى الحلقات كلها لم أقترحها من عندى ولم أتبرع بها ولم أقيم ذلك على الظن، لكنها مدونة فى مصادر تاريخية بما فيها ما قرأه عمر فى بيت أخته ولحظة إسلامه كلها مكية ولم نأت بآية مدنية، ومن وجهوا هذه الاتهامات لابد أن يراجعوا المصادر كلها، كما أن سيناريو المسلسل تمت مراجعتة من قبل لجنة علمية من كبار علماء المسلمين وبالتأكيد لن يقعوا فى مثل هذه الأخطاء.

وما حقيقة استغراق المسلسل عامين من الكتابة؟

- المسلسل استغرق أقل من عامين وهذا وقت كاف لعملية البحث التاريخى التى أعتبرها غير سهلة، خاصة لأن الروايات أحيانا تتضارب.

وهل تستبعد ما هو متضارب؟

- لا، بل أخضعه للنقد العلمى، بعد تحليل الروايات والترجيح على معايير مختلفة ومنها انسجام الواقعة مع الشخصية وانسجامها مع المنظومة الثقافية، إضافة إلى المعيار الدرامى وإذا تساوتا اختار الأكثر تأثيراً.

وما هو رد فعلكم بعد الجملة الشرسة التى تعرض لها المسلسل قبل وأثناء عرضه؟

- من الصعب أن أدخل فى صدور الناس لأتعرف على مفاهيمهم، البعض منهم انطلق من اجتهاد حقيقى وغيرة على الدين- وأقل ما يقال أن نطالب بالدليل، لكن أصل الأشياء هو الإباحة إلا ما نص الشارع عليه بنص قطعى، وبما أن الأمرين فيهما اختلاف وإذا وقع الاختلاف ليس له الحق أن يدين الآخرين ويتهمهم فى دينهم، والبعض الآخر بنى اعتراضه على الظن بأن التجسيد ينتقص من شخصية عمر لكن بعد أن شاهدوا المسلسل ذهب اعتراضهم وظهرت القيم الإسلامية.

أفهم من كلامك أن الحملة ضد المسلسل تراجعت كثيراً بعد عرضه؟

- بالتأكيد، والحمد لله ردود الأفعال كلها تثنى على العمل ويكفينى أنهم يختمون كلامهم معى بالدعاء لى، وهذا أحسن ما أهدى إلى وجعل الحالة المعنوية مرتفعة خاصة لأن المسلسل يقدم فترة تمثل المرجعية التأسيسية للإسلام، وهناك غياب للذاكرة لدى الكثيرين، فقد تلقيت اتصالات من بعض المثقفين أكدوا لى أنهم استفادوا من العمل وتعرفوا على تفاصيل كثيرة وهذا يؤكد أننا لابد أن ننقل تاريخ الإسلام. وأعتقد أن عرض سيرة عمر فى الوقت الحاضر مفيدة جداً خاصة دستور الحكم الرشيد وعلاقته بالراهن العربى الإسلامى.

وهل نجاح الفاروق عمر سيفتح شهيتك لتقديم شخصيات أخرى من الصحابة؟

- هذا السؤال سوف يعيدنى لسؤالك عن اختلاط سيرة سيدنا عمر بالمرحلة الأولى من الدعوة نفسها، فبالتأكيد إذا تناولنا سيرة أى صحابى آخر فبالتأكيد سوف نمر بنفس المراحل الأولى وسنقع فى فخ التكرار، لذلك الأمر سيحتاج إلى دراسة، وبصراحة لا توجد لدى أى خطط مستقبلية فى الوقت الحاضر.

ولماذا لم تتدخل فى اختيار الممثلين المشاركين؟

- هذه هى مهمة المخرج ولا شك أننا نتناقش ونتبادل الرأى، لكن فى النهاية لابد أن نحترم التخصص، وفى تقديرى الاختيارات كانت جيدة وتعرفت على ممثلين لأول مرة أشاهدهم أبهرونى بأدائهم.

هل شخصية عمر تعرضت للظلم والتهميش؟

- أقولها بكل تجرد، ليس من منطلق دينى، عمر من أعظم الشخصيات التاريخية والإسلامية، وصاحب كتاب «العظماء مائة» الذى عرض لأهم الشخصيات المؤثرة فى التاريخ لم يختر إلا الرسول ثم عمر، لأن دوره معروف فى بناء الدولة الإسلامية، وعندما تقرأ عنه ستجده أعظم من الصورة الذهنية المعروفة عنه وهناك ما يسمى بسوابق عمر يأتى بالرأى ثم يأتى الوحى ليؤكد رأيه.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية