تغيير اسم شارع البحر الأعظم إلى شارع «25 يناير» لن يكون الرابط الوحيد بين الشارع والثورة، ففى الشارع نفسه يقع أحد مقار متحف ثورة 25 يناير الذى يستعد المجلس القومى لرعاية أسر الشهداء ومصابى الثورة لإنشائه.
التغير «الثورى» الثانى الذى سيطرأ على هذا الشارع بفضل المتحف، هو إزالة لافتة تحمل اسم «مكتبة سوزان مبارك»، ووضع أخرى مكتوباً عليها «متحف ثورة 25 يناير». هذا ما أكده حسنى صابر، رئيس المجلس القومى لرعاية أسر الشهداء ومصابى الثورة وصاحب فكرة المتحف.
«صابر» أدرك أنه على مدار نصف عام كان يتعامل مع جزء كبير من ذاكرة الثورة، وأن دور المصابين لا يقف عند مشاركتهم فى الثورة وتوابعها، وإنما يمتد للمشاركة فى تأريخها، لذا قرر أن يستغل ذكرياتهم فى تأريخ الثورة يقول صابر: «المجلس هو الجهة الوحيدة التى تملك معلومات عن أبطال الثورة، لذا تقدمت بطلب لرئاسة الوزراء بأن يتولى المجلس مهمة إنشاء متحف لتوثيق الثورة، فى البداية رفض رئاسة الوزراء بحجة أننا جهة اجتماعية، فاعترضت وأوضحت حجم المعلومات التى يملكها المجلس، وأخيرا صدرت لنا موافقة بإنشاء المجلس».
شهادات المصابين ليست مصدراً كافياً لجمع معلومات عن الثورة وتوثيقها، لذا لجأ المجلس لكل من لديه مادة تسجيلية عن الثورة، وكانت المفاجأة أنه تلقى عرضاً بالمشاركة فى توثيق أحداث الثورة من شركة تملك 2.5 مليون ساعة من مشاهد تتعلق بالثورة مجمعة من البرامج والقنوات المختلفة أثناء وبعد الثورة.
الإصابات التى رآها «صابر» منذ توليه رئاسة المجلس كانت تجعله يتساءل دائما عن الأسباب الحقيقية لهذه الإصابات، وأحيانا كان يجد الإجابة عند المصابين أنفسهم، يقول صابر: «سنحاول أن نكشف الغموض عن الأحداث التى مرت دون أن يعرف المواطنون مَن وراءها، وهناك معلومات لدى المصابين تكفى لذلك».
ويضيف: «هناك مصاب بشلل رباعى عندما سألته عن سبب إصابته قال لى بعفوية شديدة إنه صعد إلى سطح مبنى وقذفه قناص من فوقه فأصيب بشلل، هذه قصة تدل على أن المصابين لديهم شهادات فى غاية الخطورة ربما لا يدركون أهميتها».
يؤكد «صابر» أن هناك مقرين آخرين للمتحف يجرى إعدادهما فى أماكن مرتبطة بالثورة أيضاً، أولهما مبنى منظمة الصحة العالمية بميدان القائد إبراهيم، والثانى فى مبنى الحزب الوطنى «سابقا» بميدان الأربعين بالسويس.