يعيش أهالى شارع مرسى خليل، فى منطقة روض الفرج، مأساة إنسانية، يواجهون الموت كل لحظة، تحاصرهم مياه الصرف الصحى من كل مكان، جدران المنازل تآكلت، وتكاد تسقط فوق رؤوس سكانها.
بدأت الكارثة عندما استخدم السكان المياه بكمية كبيرة، مما أدى إلى «طفح» مياه الصرف الصحى داخل المنازل، وأسفل جدرانها، وبمجرد دخولك الشارع تشاهد بيوتاً آيلة للسقوط، وسكاناً يعيشون فى ذعر ورعب بشكل دائم، فربما تسقط البيوت فوق رؤوسهم فى أى لحظة، خاصة أن هبوطاً أرضياً تسبب فى غرق الشارع بمياه الصرف الصحى.
قالت داليا عبدالله، أحد سكان المنطقة: «أعيش فى منزل آيل للسقوط، فى وضع غريب، تتساقط منازلنا، ولا أحد يسأل عنا، والحكومة جاءت للشارع لكى تخلى البيوت التى أوشكت على السقوط، لكننا لن نترك بيوتنا، إلا إذا وفرت لنا الحكومة مكاناً مناسباً للحياة كى أعيش فيه وباقى أفراد أسرتى».
أضافت: «تتكون أسرتى من 9 أفراد، ولا يوجد لدينا مكان آخر نعيش فيه، ذهبنا إلى رئيس الحى حتى يجد حلا لمشكلتنا، فكان رده علينا: «هى الدنيا كلها على دماغى أنا هاعمل إيه ولا إيه»، وعجز عن حل هذه المشكلة، فإلى من نذهب؟.
وقال محمد صلاح، أحد السكان: «لا نعرف أين سنذهب عندما يتم إخلاء منازلنا، منذ أسبوع جاءت الشرطة وطلبت منا إخلاء المنازل التى نسكن فيها، وكل منزل به ما يقرب من 30 شخصاً».
وأضاف أن أصحاب هذه المنازل، التى نستأجر بها شققاً، وقعوا على إقرارات الإخلاء، ولم يقوموا بالإخلاء حتى الآن، وبعد يومين جاء أحد موظفى الحى وعاتبنا، وقال لنا كيف توقعون على الإقرارات دون أن نقوم بالمعاينة، بالرغم من أن هناك الكثير من الموظفين الذين قاموا بمعاينة المنازل، وكل من جاء لم يعد إلينا مرة أخرى، وسمعنا أن المهندسين فى الحى يختلفون حول هدم البيوت من عدمه. وتابع: «هم من جاءوا بماكينة منذ شهر، وهى التى تسببت فى الهبوط وأدت إلى أن الأرض التى نقف عليها الآن تعوم على المياه، ومنذ 10 أيام جاء عمال الحى ووضعوا بعض الرمال والبلاط على المياه، لكن أى اهتزاز سيؤدى لغرق المنطقة بالكامل فى المياه، فتحت هذه الأرض بحر من المياه». وقال فخرى عزت، أحد السكان: «نعيش فى مياه الصرف الصحى منذ شهر، وعندما جاء موظفو الحى قالوا إن المواسير مسدودة، وأن هناك بيوتاً لابد أن تهدم، وأن هناك بطئاً شديداً فى اتخاذ القرارات رغم أنه يمكن أن تقع على رؤوس المواطنين، فى أى وقت، لكن قبل أن يقوم الحى بهدم البيوت لابد أن يوفروا لسكانها مكاناً يعيشون فيه، حيث إن جميع سكانها فقراء للغاية، ولا يملكون إلا قوت يومهم.
ونفى رمضان خليل، أحد السكان، التهم التى يوجهها السكان للحى قائلا: «رئيس الحى جاء منذ أسبوعين ومعه مدير تخطيط ومستشار المحافظ وأمروا بإخلاء البيوت التى تقع فى منطقة الهبوط، ووعد بأن يبدأ العمل بعد إجازة عيد الفطر المبارك». أما أحلام إسماعيل من السكان، فقالت: «الحياة ليلا أبشع مما تراه فى الصباح، فمياه الصرف الصحفى ترتفع أكثر فى المساء، وتمنعنا من الصلاة، ومباشرة حياتنا بشكل طبيعى، وذهبنا إلى رئيس الحى، وقال لنا كلاماً طيباً، ووعدنا بحل المشكلة، لكننا حتى الآن ننتظر حضوره، والمشكلة الأكبر أن الكهرباء لدينا أرضية، وعندما ترتفع المياه عند حد معين تتصل المياه بالكهرباء وأطفالنا ممكن يموتوا، وباب البيت الحديدى تصل إليه الكهرباء بفعل المياه».. وتابعت: «نعيش فى الشارع منذ 5 أيام، والبالوعات مسدودة، وذهبنا لجميع المسؤولين ولم يفعل أحد لنا أى شىء».