اعتبرت شبكة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» أن الغارة التي شهدتها سيناء يمكن أن تكون بداية لحقبة «دموية»، بعد أن كانت قبضة الحكومة المصرية على سيناء ضعيفة وهشة لشهور طويلة، موضحة أن غارة الجيش المصرية على منطقة «طومة» بالقرب من قطاع غزة بالصواريخ كانت أشبه بعقوبة جماعية أو انتقام من مقتل الجنود المصريين الأحد.
وقال مارك أربان، محرر الشؤون الدبلوماسية والعسكرية، إن مخاطر السماح بوجود منطقة بلا سيطرة أو حكومة يمكن أن تشن منها الميليشيات هجمات على إسرائيل، يجب أن تكون واضحة للجميع في الإدارة المصرية، مشيرًا إلى أن أحدًا لم يلتفت لخطورة الأمر ويتحرك إلا عندما قتل 16 جنديًا وضابطًا من حرس الحدود المصريين الأحد.
ووصف سكان سيناء، وبعضهم من قبائل بدوية، بأنهم مدججون بالأسلحة، ويبدو أن القادة العسكريين في مصر كانوا مترددين في تحدي هذه القبائل لنفس السبب. واعتبر أن واحدة من المفارقات المريرة للسلطة في الشرق الأوسط أن يكون من نصيب الرئيس الجديد، عضو الإخوان المسلمين السابق، محمد مرسي أن يتغلب على الميليشيات التي تعطي هجماتها شرعية إسلامية.
وأضاف أنه من الممكن اعتبار مرسي الرجل المثالي للتعامل مع هذه القبائل، فهو يملك الشرعية الديمقراطية بالإضافة إلى درجة دعم معينة من المؤسسة الدينية في مصر، إلا أن جزءًا كبيرًا من الشك يحيط بدوافع القبائل الدينية، خاصة أنه يعتقد في تورطهم في أنشطة تهريب مخدرات وأسلحة وأفراد.
وقال إن الرد بغارة صواريخ من مروحيات على المدينة من قبل الجيش المصري سوف يؤدي حتميًا للانتقام أو الأخذ بالثأر من قوات الأمن، وحيث إن الجماعات الموجودة في سيناء تملك كمية كبيرة من الأسلحة والمركبات وقاذفات الصواريخ، فإن لديها قدرة كبيرة على فتح باب المشاكل، مما يؤدي إلى بدء عهد جديد دموي في سيناء.