نجحت قيادات مديرية أمن الجيزة وكبار العائلات فى قرية دهشور بالبدرشين فى إعادة 16 أسرة قبطية إلى منازلهم، ومازال الباقون يتوافدون، حتى مثول الجريدة للطبع، وذلك بعد زيارة اللواء أحمد جمال الدين، وزير الداخلية للقرية، مساء الثلاثاء ، واستمع لـ73 أسرة مسلمة، وتم تأمين القرية والدفع بمجندين أمن مركزى ونشرهم فى الشوارع، خاصة أمام منازل الأقباط الذين غادروا القرية على خلفية الاشتباكات التى وقعت بين مسلمين وأقباط، وأدت إلى وفاة شاب.
انتقلت «المصرى اليوم» إلى القرية ولاحظت الهدوء وعودة الحياة الطبيعية إليها، كما رصدت سيارات الأجرة وهى تعيد الأقباط إلى منازلهم، كما التقت أقباطاً داخل منازلهم فى حضور مسلمين، قال باهى فريد جرجس، موظف بالمعاش، والابتسامة تعلو وجهه: «الحمد لله رجعنا بيوتنا، ويارب الأيام دى لا ترجع تانى، أنا من 40 سنة كنت باشتغل مدير بنك فى المنطقة وعمر ما حصل أى مشكلة زى اللى حصلت دى، هى مشاجرة عادية والشيطان نفخ فيها، وإحنا كلنا هنا ــ ويشير بيده على الدكتور سيد عياد، والحاج إسلام هندى من مسلمى القرية ــ أشقاء ونشترك مع بعض فى الزراعة والتجارة والخدمات العامة، وأنا كنت قاعد عند إخواتى خلال الأيام اللى فاتت، وكنت حاسس إنى غريب».
وتجولنا فى الشوارع، وطرقنا باب العقار رقم 5، الذى يسكن به عدلى جرجس موظف، و3 من أفراد أسرته، والذى فتح باب المنزل على مصراعيه، ورحب بنا، وقال: «اتفضلوا.. نورتوا البيت».. وطلب من بعض رجال المباحث الدخول، وداخل غرفة الجلوس جلس الجميع، و5 من أهالى القرية يتذكرون الماضى، مؤكدين أن القرية لم تشهد أى أحداث أو اختلافات بين مسلمين وأقباط، وقال عدلى: «أنا بيتى مفيش حاجة ناقصة فيه، ولم يقترب منه أحد، وأشكر جيرانى الذين حموا المنزل من البلطجية واللصوص، اللى هم أغراب عن القرية أصلاً، ثم خرج من منزله واحتضن جاره المسلم طارق أحمد طنطاوى» ورد الأخير عليه: «وحشتنى يا مقدس، كنا زعلانين لما إنت وإخواتنا الأقباط تركتوا بيوتكم»، وأضاف «طارق»: «من يوم ما اتولدت وعم المقدس عدلى وأبونا تكلا، كاهن فى إحدى الكنائس، وعم وديع وأيمن وأبومينا، جيرانا وأقاربنا، وحرمة الجيرة تحكم علينا حمايتهم من أى اعتداء».
وقال اللواء طارق الجزار، نائب مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، إن القيادات الأمنية بالتنسيق مع أهالى القرية نجحت فى رفع حالة الاحتقان، وتمت إعادة 16 أسرة إلى القرية، مضيفاً أن الحياة هادئة فى القرية، ولا توجد أى ردود أفعال، وتم نشر قوات من رجال المباحث تضم العميد خالد عميش، مفتش المباحث، والمقدم سعيد عابد، والنقباء هانى إسماعيل، وهشام فتحى، وإيهاب الصاوى، معاونى المباحث، لرصد الحالة الأمنية ومنع أى أحداث شغب أو تجددها. وأشار إلى أن جلسة، مساء الاربعاء ، بحضور الوزير تم الاتفاق فيها على أن تتم محاكمة عادلة للمتهمين بقتل الشاب الضحية معاذ والمتهمين بإحراق وسرقة منازل الأقباط، وأن الوزير أكد أمام الجميع أن القانون سوف يأخذ مجراه مع أى طرف ولن يميز بين مسلم وقبطى.
وقال مصدر أمنى إن الطرف المسلم رحب بعودة جميع الأقباط إلا أفراد أسرة المكوجى ووالده المحبوسين احتياطياً بتهمة القتل العمد وحيازة مفرقعات. وأضاف أن حالة الاستنفار الأمنى التى شهدتها القرية سوف تستمر عدة أيام متتالية حتى يتم التأكد من عدم تجدد الاشتباكات مرة أخرى، وأكد أنه سوف يتم تغيير كاهن كنيسة مارى جرجس، حيث سيتم تعيين قمص الكنيسة من القرية ويدعى فيدراك معوض عوض الله.
وحصلت «المصرى اليوم» على أسماء 7 أسر من الأقباط الذين عادوا إلى القرية، وهم: سمير سعد، وقمص فيدراك معوض، ورضا حبيب، وعاطف سليمان، وسيد نسيم، وعبد النور دانيال، وأمير داوود، وهانى جرجس.