x

«المصري اليوم» تخترق معقل «الحوثيين» في اليمن

الأربعاء 29-02-2012 15:09 | كتب: فتحية الدخاخني |
تصوير : اخبار

«دويلة داخل دولة».. مدينة بدائية لم تصلها الحضارة بعد، طرقها غير مرصوفة، ومبانيها من الطين، يحمل رجالها السلاح، وترتدى نساؤها النقاب، إنها مدينة صعدة، التى تقع على بعد 242 كيلو شمال غرب العاصمة اليمنية صنعاء، وتسيطر عليها جماعة «المتمردين الحوثيين».

والحوثيون جماعة وحركة دينية شيعية تنتشر فى المحافظات الواقعة شمال اليمن ومن بينها محافظات صعدة وحجه وعمران والجوف، ونشأت الحركة عام ١٩٩٠ وكان نشاطها فكريا وثقافيا، ثم تحولت إلى حركة عسكرية منذ عام ٢٠٠٤ بسبب الحرب التى خاضتها القوات الحكومية ضدها، وينتسب الحوثيون للطائفة الزيدية، وكانت الجماعة تطلق على نفسها اسم «الشباب المؤمن» فى بداية تكوينها، ثم أطلقت على نفسها «أنصار الله»، بينما تعرف إعلاميا باسم جماعة المتمردين الحوثيين نسبة إلى قائدها السابق حسين بدرالدين الحوثى، ووفقا للإحصاءات الرسمية اليمنية فإن نسبة الحوثيين فى صعدة لا تتجاوز 20%، إضافة إلى 10% من المتعاطفين مع فكرها.

وبينما يؤكد الحوثيون أن تمردهم هو للدفاع عن مجتمعهم ضد التمييز والاضطهاد الذى تمارسه الحكومة اليمنية تجاههم، تتهمهم أجهزة الدولة بأنهم مجموعة تريد الإطاحة بنظام الحكم، وإقامة دولة زيدية تقوم على الإمامة، كما كانت سابقا فى حكم الإمام يحيى وابنه الإمام أحمد قبل الثورة، كما تتهمهم بزعزعة استقرار الحكومة تحت مبرر المشاعر المعادية لأمريكا، وأن يعملون بدعم من إيران.

وتولى قيادة الحركة خلال الحرب الأولى مع القوات اليمنية فى 2004 حسين بدر الدين الحوثى الذى كان نائبا فى البرلمان اليمنى عقب انتخابات 1993 و1997، وقتل فى نفس العام على يد القوات اليمنية، فتولى والده الشيخ بدر الدين الحوثى قيادة الحركة، ثم تولى القيادة عبدالملك الحوثى الابن الأصغر لبدر الدين بينما طلب الشقيق الآخر يحيى الحوثى اللجوء السياسى فى ألمانيا، وخاضت الجماعة ست حروب ضد القوات اليمنية منذ عام 2004 كان آخرها عام 2010، وهى تسيطر الآن تماما على محافظة صعدة.

«المصرى اليوم» اخترقت الحواجز الأمنية وتوجهت إلى «أرض الحوثيين» لاستكشاف طبيعة المدينة، وطريقة حكمها، وأسباب الحروب والنزاعات الـ6 التى جرت بينها وبين القوات اليمنية الرسمية.

وتصنف بعض المصادر الحركة بأنها شيعية اثنى عشرية، وهو ما ينفيه الحوثيون الذين يؤكدون أنهم لم ينقلبوا على المذهب الزيدى رغم إقرارهم بالالتقاء مع الاثنى عشرية فى بعض المسائل كالاحتفال بعيد الغدير وذكرى عاشوراء، ولكنهم فى نفس الوقت يدعون للابتعاد عن المذهبية، ويقولون إنهم جماعة قرآنية.

قبل الرحلة إلى صعدة تلقيت تحذيرات كثيرة من اليمنيين، وقالوا لى إن الذهاب إلى صعدة ليس أمرا سهلا، خاصة لصحفية مصرية، وأنه من الممكن أن تعترضنى اللجان الأمنية والأمن السياسى اليمنى وتمنعنى من الوصول، أو أتعرض للخطف على يد المتمردين، لكن هذه التحذيرات لم تمنعنى من مواصلة الرحلة، وقبل الذهاب إلى هناك، كان لابد من التنسيق مع الجماعة التى تسيطر على المحافظة، وعندما اتصلت بهم رحبوا بالزيارة لكنهم طلبوا منى ارتداء النقاب حتى لا تعترضنى اللجان الأمنية على الطريق، وأرسلوا لى سيارة حرص سائقها على إحضار أخته وأولادها الصغار معه حتى تبدو الرحلة وكأنها عائلية.

ارتديت النقاب، وهو الزى اليمنى التقليدى، وانطلقت بى السيارة فى الرابعة فجرا، فى رحلة استغرقت أربع ساعات ونصف الساعة، لوعورة الطريق بين الجبال، عبرنا خلالها 10 نقاط أمنية بعضها للجيش وبعضها للقبائل وبعضها مشترك بين الاثنين، ولأننى أرتدى النقاب لم يتحدث أحد معى أو يسأل عن هويتى أو هوية من فى السيارة، فلا يمكن لقوات الأمن اليمنية أن تطلب هوية امرأة.

طوال الرحلة حرصت «أم هاشم»، وهى زوجة أحد أعضاء جماعة الحوثيين، أو المجاهدين كما تطلق عليهم، على أن تسمعنى خطب رئيس الجماعة عبدالملك الحوثى، أو كما يسميه أتباعه «السيد»، وتطلعنى على آثار الدمار الذى حل بمدن المحافظة جراء «العدوان» اليمنى عليها، وتسمعنى الأغانى الجهادية والأشعار الخاصة بالجماعة التى تحتفظ بها على هاتفها المحمول، حتى إنها طلبت منى أن أشترى ذاكرة إلكترونية عليها خطب وأغانى الجماعة.

انتماء «أم هاشم» للجماعة أثار انتهابى خاصة وهى تتحدث عن صعدة باعتبارها دولة أخرى، وتقول «عندما تخرجين من بلاد عبدالله الأحمر، وتقصدين العاصمة اليمنية، وتصلين إلى بلادنا ستشعرين بالأمان، وعدم الخوف»، وطوال الطريق كانت «أم هاشم» تدعو للمجاهدين، وتسألنى حول ما إذا كنت سألتقى «السيد»، رئيس الجماعة، وترينى صوره منذ صغره وحتى شبابه.

واصلنا الرحلة بين الجبال، فى طرق بعضها ممهد وبعضها غير ممهد، وبعد ساعتين تقريبا وصلنا إلى مدينة «حوث»، وهناك نزل السائق ليحضر سلاحا من أحد البيوت، يكمل به الطريق، وعندما سألته قال لى: «أنت الآن فى عهدتنا»، واصلنا السير وبدأ السائق «جميل» يتحدث عن المدن التى نمر عليها، ومنها منطقة «غيدا» التى كان يقطنها اليهود، ومدينة «حوث» وهى معقل الحوثيين الأساسى، وبعد حوالى الساعة وصلنا إلى أول نقطة أمنية للحوثيين، وعندها شعرت أننى عبرت الحدود إلى دولة أخرى، فعلى مدخل المدينة تجد شعارات الحوثيين وهى: «الله أكبر.. اللعنة على اليهود وإسرائيل.. اللعنة على الأمريكان.. النصر للإسلام»، وبجانبها لافتة أخرى تقول «الترتيبات الأمنية لكم لا عليكم».

وبعد فترة قصيرة وصلنا إلى مدينة هدمت مبانيها، وقال السائق هذه مدينة «حرف سفيان» التى قصفها الجيش اليمنى خلال «الحرب السادسة»، وأشار جميل إلى آثار القصف الواضحة على المبانى الطينية، وسط الصحراء، واصلنا طريقنا إلى مدينة صعدة، وفيها وجدت بيوتا من الطين من دور واحد، ومحال ريفية قديمة وفقيرة، وسيارات نصف نقل وميكروباصات قديمة، ورجالاً يحملون البنادق فى الطريق، منظر المدينة جعلنى أشعر بأننى عدت عقودا للوراء.

فى صعدة التقيت الشخص الذى سيوصلنى إلى قيادات الحوثيين، لكن قبل أن نذهب إلى هناك كان على أن أنفذ وصية «أم هاشم»، وأشترى ذاكرة إلكترونية حفظت عليها الحروب الـ«6» للجماعة، وهو أمر لم يكن صعبا، ففى وسط المدينة كان هناك محل إلكترونيات لا يبيع سوى وثائق الحروب الإلكترونية، وما يوثق فكر الجماعة، تجولنا فى المدينة التى تعلو جدرانها شعارت معادية لإسرائيل وأمريكا ودعوات لمقاطعة الانتخابات الرئاسية المبكرة فى اليمن، كما تظهر آثار الدمار على بعض المبانى، خاصة مدينة صعدة القديمة، وهى مدينة كل مبانيها من الطوب، وشوارعها رملية غير مرصوفة، وأثناء تجوالى فى الشارع الرئيسى بمدينة صعدة شاهدت بناء مهدماً، يبدو أنه كان من الأسمنت المسلح، وعندما سألت عنه قال لى مرافقى «أسامة سارى»، وهو صحفى ينتمى للحوثيين، إن البناء كان لأكبر فندق فى المدينة، وهدمه الحوثيون لأنه ينشر الفساد، حيث كان به «مرقص»، على حد تعبيره.

انطلقنا لمقابلة أعضاء المكتب السياسى للجماعة، وعندما سألت عن إمكانية لقاء «السيد» عبدالملك الحوثى، قالوا لى إنه لا يتحدث كثيرا للإعلام، ولا يخرج إلا عندما تكون هناك رسالة يود توجيهها للناس، كما أن الترتيبات الأمنية الخاصة به معقدة، لكنهم أكدوا لى أننى سألتقى المتحدث الرسمى باسم «السيد».

توجهت للمكتب السياسى للجماعة، وحضر عدد من أعضائها، وكانت البداية محاولة فهم الفكر الثقافى للجماعة وأهدافها من خلال الحديث مع الباحث فى الفكر القرآنى للسيد حسين بدر الدين الحوثى، يحيى قاسم أبوعواضة، الذى اعترض على مسمى الحوثيين، الذى تطلقه عليهم وسائل الإعلام، وقال لى «نفضل اسم جماعة أنصار الله، وتابع: لدينا مشروع قرآنى، لأن هذه المرحلة هى مرحلة القرآن»، مشيراً إلى أن الإمام حسين بدر الدين الحوثى بعد قراءته وتحليله الخلل الموجود داخل الأمة العربية، وجد أن الخلل الثقافى جعل الأمة العربية ضعيفة وعلى هامش الأمم رغم مواردها البشرية والطبيعية وموقعها الاستراتيجى.

وأضاف أن «السيد» وجد أن الأمة العربية ضحية لثقافة مغلوطة، ولن تنصلح إلا بالعودة الحقيقية لكتاب الله، والاعتصام به، وتجاوز الخلافات المذهبية، «زيدية وشافعية وغيرهما»، وتابع: «أنا زيدى لكننا فى مشروعنا القرآنى نلتقى حول كتاب الله ونعمل به».

وأشار إلى أن القرآن نزل كمشروع عملى، موضحا أن أدبيات المشروع الثقافى للحوثيين فى متناول الناس، وهو مشروع شامل لبناء أمة قوية مقتدرة، مشروع سياسى واقتصادى وثقافى وعسكرى، رافضاً تشبيه مشروع الحوثيين بالدعاوى الإسلامية الأخرى مثل الإخوان والسلفيين والقرآنيين، وقال: «هذه الجماعات تعطف القرآن على ما لديها من ثقافات، وتدعى الاعتصام بكتاب الله، لكننا لا نعمل بآراء ومذاهب الآخرين ونتعامل مع القرآن كعرب كما حدث فى زمن النبى، عليه الصلاة والسلام».

وقال إن «مشروع الحوثيين يتجاوز حدود اليمن، ويقدم حلولا للعالم، والأمة العربية الممزقة التى باتت تعيش مثل الدول الغربية، ولا تلتزم بتعاليم القرآن، وتمزقت إلى دويلات وطوائف».

وتحدث أبوعواضة عن المشروع الذى يتجاوز الحدود، مما جعلنى أتساءل عن الطريقة التى ستعمل الجماعة من خلالها على نشر مشروعها، لكن سؤالى أربك أبوعواضة، ورغم تكرارى السؤال أكثر من مرة لم أحصل على إجابة واضحة بخلاف أن المشروع سينتشر فى العالم، كما انتشر الإسلام فى البداية، وقال أبوعواضة: «مشروعنا يضع حلولا للعالم بعدما فشل الإخوان فى مصر والسلفيون والزيديون».

وأضاف أن الرسول عليه الصلاة والسلام بدأ بدائرة صغيرة حوله، أخذت تتسع حتى شملت الجزيرة العربية، وكذلك فعل «السيد» حسين، الذى بدأ بنشر المشروع من خلال عمل تثقيفى وتوجيهى، وكشعار للمقاطعة الاقتصادية، مشيرا إلى أن المشروع عندما ينتشر ويطبق تعاليمه فى مكان ما، مثل صعدة حاليا، ويرى الناس نجاحه، سيجذب الآخرين لتنفيذه.

وشدد على نجاح الحوثيين فى إدارة صعدة، وتقديم نموذج لمدينة تدار بمشروع قرآنى، لتصبح أفضل مما كانت عليه فى ظل الدولة الرسمية.

ورفض «أبوعواضة» اعتبار الحركة «ميليشيا مسلحة أو جماعة إرهابية» رغم أنها فرضت سيطرتها على صعدة عبر السلاح والحرب، وقال: «نحن لدينا مشروع ثقافى، ولم نحمل السلاح إلا دفاعا عن أنفسنا، بعد أن تمت محاصرتنا ومحاولة القضاء علينا».

وأضاف: «مشروعنا مختلف عن مشروع القوى الإسلامية الأخرى مثل الإخوان المسلمين، الذين يمكن أن يرهبهم ويسكتهم أى شخص، فمشروعنا يحميه السلاح، ولن نسمح لأحد بأن يسكتنا أو يرهبنا.

وشدد «أبوعواضة» على أن صمود المشروع أمام جميع الحروب والمواجهات والمؤامرات دليل على عظمته، مشيرا إلى أن «الحوثيين هم أكبر طائفة لها وجود على الساحة السياسية اليمنية»، وقال: «الفساد الموجود حاليا يمنعنا من المشاركة السياسية، ولذلك نشارك فى الساحات، مثلما عمل الشعب المصرى، للإطاحة بالأنظمة».

وأضاف أن العمل السياسى حد من نجاح الثورة فى مصر، وعندما انخرط «الإخوان المسلمين» فى السياسة قضوا على الثورة، لأن قرارهم لم يعد بيدهم، بل أصبح استجابة لإملاءات أمريكية، مشيرا إلى أن «الحوثيين لن يكتفوا بالساحات، بل يعملون على التواصل مع بقية الأطياف السياسية فى اليمن لبلورة مشروع سياسى، والاستفادة من أخطاء الثورة فى مصر.

وقال عضو المكتب السياسى لـ«جماعة أنصار الله»، المعروفة إعلاميا باسم الحوثيين ضيف الله الشامى، إن مشروع الجماعة متكامل ونظرته بعيدة بنظرة القرآن، وله عدة أجنحة لخدمته سياسيا واقتصاديا وعسكريا، لأنه يستفيد من تجارب الدول العربية والإسلامية المجاورة التى فشلت لارتهانها بقوى خارجية.

وأكد أن الجماعة لا تسعى للوصول إلى الحكم، لكنها تريد أن يكون هناك حاكم عادل، وحول كيفية إيصال المشروع إذا لم يكن فى يد الجماعة جزء من السلطة، قال الشامى إنه من الممكن التحالف مع الحاكم العادل، مشيرا إلى أن لبنان يحكمه رئيس مسيحى، ويقوم حزب الله بمحاربة إسرائيل، ولا تعارض فى ذلك، وأضاف: «لو وصلنا إلى هذا المستوى فهذا جيد».

وأشار الشامى إلى الحرب التى تشنها السعودية على الجماعة لإخماد الثورة، من خلال استخدام ورقة «السلفيين» أو كما يطلق عليهم هو «الوهابيون» الذين تزودهم السعودية بالسلاح والمال لمحاربة جماعة أنصار الله، رغبة فى إفشال المشروع الثورى فى اليمن، وقال إن «السعودية تستأجر جنودا مرتزقة من الصومال وإريتريا لمحاربتنا».

وأكد أن مشروع الجماعة يركز على معارضة الولايات المتحدة، وقال: «نحن لسنا ميليشيات مسلحة، وحملنا للسلاح لا يتعارض مع مشروعنا الثقافى، فالمشكلة ليست فى السلاح بل فى ثقافة من يحمله»، مشيرا إلى أن «الشعب اليمنى كله مسلح، وهناك مثل يقول إن البيت بلا سلاح ليس يمنياً».

وفى محاولة لفهم الفكر السياسى للجماعة ومطالبها وأهدافها التقيت والمتحدث الرسمى باسم رئيس الجماعة محمد عبدالسلام، ولكن قبل اللقاء تم التأكيد على عدم تصويره أو تسجيل صوته، لاعتبارات أمنية، وقال «عبدالسلام» إن المبادرة الخليجية هى محاولة لإعادة إنقاذ النظام وعودة الوضع إلى ما كان عليه قبل الثورة، فلم تتضمن نقاطا يستفيد منها الشعب أو إسقاطا للنظام كما حدث فى مصر وتونس وليبيا.

ووصف عبدالسلام الانتخابات الرئاسية المبكرة فى اليمن بأنها إجراء شكلى، للحفاظ على مصالح الدول الخارجية، مشددا على أن مقاطعتها من قبل الجماعة والحراك الجنوبى، تنتقص من شرعية الرئيس التوافقى لليمن، وتجعلها مهترئة، وأكد أن الجماعة ليس لديها أى مواقف شخصية تجاه هادى، وأنها مستعدة للتواصل مع الجميع، ولا تعارض أى طرح مقبول من أجل الحوار وإيجاد حل لقضيتها.

وقال إن الحوثيين ليسوا جماعة مسلحة، وحملوا السلاح للدفاع عن أنفسهم فقط، وإنه لا مانع لديها من الدخول فى العمل السياسى، وتشكيل حزب أو الانتماء لحزب موجود، مشيرا إلى أن الجماعة سبق أن انضمت لحزب سياسى فى التسعينيات وهو حزب الحق، لكن تم إقصاؤها وتعرضت لحملة اغتيالات، مما اضطرها للخروج من الحزب.

وحول اقتراح تحويل اليمن إلى جمهورية فيدرالية، قال عبدالسلام إن الفيدرالية حل جيد للقضية الجنوبية، خاصة بعدما عانوه من إقصاء وتهميش منذ عام 94 تحت دعاوى تكفيرية وحرب شاملة.

وحول إمكانية تخليهم عن السلاح قال عبدالسلام إن الجماعة لم تحمل السلاح إلا فى عام 2004 للدفاع عن نفسها، والشعب اليمنى كله مسلح، حتى الأحزاب السياسية لديها ميليشيات مسلحة، فنحن لسنا مجموعة مسلحة فى بلد غير مسلح، كانت بيننا وبين النظام حروب ولدينا قضية وطنية، ولن نعارض أى حل يتساوى فيه الجميع فى دولة تحمى الناس وتحمى حقوقهم، فنحن لسنا أنصار مذهبية أو طائفية أو قبلية، واجهنا حروبا من مجاميع مدعومة من الخارج والداخل من مرتزقة مدعومين من السعودية التى توظف مشايخ لمهاجمتنا وترسل لهم الإسعاف والمال لأن السعودية لا تريد الاستقرار لليمن، وتهاجمنا لأننا لا ندين بالولاء لها ووجودنا يؤثر عليها لأنها مملكة فى مرحلة شيخوخة وتفقد توازنها فى المنطقة.

وقال عضو المكتب السياسى يوسف الفاشى أبومالك إن الجماعة شكلت مع قوى أخرى الآن الملتقى الثورى العام الذى يضم أكثر من 20 تكتلاً و7 أحزاب، بينها «الحراك الجنوبى» والمستقيلون من حزب المؤتمر الشعبى العام، وقيادات أحزاب اللقاء المشترك، وحزب البعث السورى فى اليمن، وهو مشروع سياسى لإسقاط الأنظمة، ولدينا خطة لتحقيق أهداف الثورة وإسقاط النظام ومحاكمة المجرمين، ومن بينهم الرئيس السابق على عبدالله صالح كما يحاكم مبارك وأبناؤه، لكنه رفض الإفصاح عن تفاصيل الخطة.

تسليح الجماعة وتمويلها هو إحدى نقاط الاستفهام التى تثار حولها، باعتبارها جماعة شيعية يؤكد المحيطون بها أن تمويلها يأتى من إيران، وهو ما تنفيه الجماعة بقوة، ويقول عضو المكتب الإعلامى فى الجماعة أبوهاشم: «لا نتلقى تمويلا من إيران، هذه اتهامات ليست لها أدلة، هدفها تبرير الحرب ضدنا وضرب علاقتنا بالسعودية».

اصطحبنى قيادات الجماعة فى جولة بالمدينة لتصوير آثار الدمار الذى خلفته الحروب مع النظام، وتصوير مقابر الشهداء، لكن جميع لقاءاتى ظلت مع مسؤولى الجماعة، ولم ألتق سكان المدينة نفسها، التى يؤكد الحوثيون ولاءهم الكامل لهم، نظرا للخدمات التى وفروها لهم، فالكهرباء تم توصيلها فى المدينة عبر مولدات استولى عليها الحوثيون من مستودعات الجيش، وكذلك المياه والصرف الصحى

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية