لم ينه قرار مجلس الشعب، أمس، رفض إحالة النائب مصطفى بكرى إلى هيئة المكتب المعركة التى تفجرت بين النائب وعدد من النواب، بسبب ما جاء على لسان الأول فى حق الدكتور محمد البرادعى، المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية. كان «بكرى» قد قال إن «البرادعى» يحرض من سماهم عملاء الأمريكان على الفوضى، ما اعتبره نحو 30 نائباً سباً فى حق البرادعى، وقدموا طلباً بإحالته إلى هيئة المكتب لكن الأغلبية رفضته.
وشهدت الجلسة، أمس، مواجهة بين بكرى والنائب محمد أبوحامد الذى تحدث نيابة عن أصحاب الطلب خلال الجلسة. وعقب الجلسة أجرت «المصرى اليوم» مواجهة بين النائبين، حيث اتهم «أبوحامد» مجلس الشعب بأنه خذل الناس، وتوعد باللجوء للقضاء للحصول على حق «البرادعى» من النائب الذى سبه وحرض على قتله، كما قال إن الإخوان والسلفيين حصلوا من الثورة على ما يريدون، والآن يضعون الثوار بأنهم بلطجية. فيما وصف «بكرى» قرار المجلس بـ«الطبيعى»، لأن طلب النواب يفتقد الدقة والموضوعية حيث ضمن ألفاظاً لم ترد على لسانه، مؤكداً أنه قدم الوثائق والمستندات والفيديوهات التى تثبت ما قاله عن «البرادعى»، الذى سبق أن اعترف بصداقته مع جورج سورس، صاحب منظمة المجتمع المفتوح ونظرية تفكيك المجتمع من الداخل.
«بكرى»: قرار «البرلمان» طبيعى.. وأمتلك الوثائق والفيديوهات التى تثبت كلامى
أعرب النائب مصطفى بكرى، عضو مجلس الشعب، عن أمله فى أن يعود الدكتور محمد البرادعى، المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، إلى سباق الترشح فى انتخابات الرئاسة، مبرراً أمله بقوله: «حتى يعرف البرادعى حجمه»، واتهمه بأنه يحرض من سماهم «عملاء الأمريكان» على الفوضى، وبأنه على علاقة بلجنة «تقسيم السودان».
وقال «بكرى»، فى حواره مع «المصرى اليوم»، إنه يمتلك الوثائق والفيديوهات التى تثبت اتهاماته للبرادعى، وتمنى أن يقاضيه، واصفاً النائب محمد أبوحامد بأنه نائب مستجد لا يعلم أن القانون يعطى الحق فى التعبير عن الرأى تحت القبة، وإلى نص الحوار:
■ ما تعليقك على الطلب الذى قدمه النواب ضدك لإحالتك إلى هيئة مكتب مجلس الشعب بتهمة إهانة البرادعى؟
ـ طلب يفتقد الدقة والموضوعية وتضمن ألفاظا لم أقلها، وطلبت من مقدمى الطلب تحرى الدقة، لأن ما قلته أن البرادعى يحرض عملاء الأمريكان على الفوضى، وكنت أقصد بعض الأفراد والمنظمات التى تعمل فى المجتمع المدنى والمتورطة فى قضية التمويل الخارجى، وقدمت الوثائق والمستندات والفيديوهات التى تثبت ذلك.
■ ومن أين تستمد ثقتك فى صحة اتهاماتك؟
ـ سبق أن اعترف البرادعى بصداقته مع جورج «سورس» صاحب منظمة المجتمع المفتوح، ونظرية تفكيك المجتمع من الداخل، والذى قال «البرادعى» إنه رجل عظيم وقد قدمت ما يثبت أن «سورس» له دور فى بعض الأحداث التى تحدث فى مصر وفى بعض بلدان العالم العربى خاصة من تمويله لبعض المراكز التى تقوم بعمليات التدريب فى صربيا وغيرها.
■ لكن لماذا لم تقدم بلاغا إلى النيابة بهذه الاتهامات؟
ـ ما حدث منى أثير تحت قبة البرلمان، والكلام عن التحريض أو غيره ذكرته فى مجلس الشعب، أما الحديث عن التمويل الخارجى والقضايا الأخرى فهى تخضع بالفعل لجهات التحقيق.
■ المجلس صوت بالأغلبية ضد إحالتك لهيئة المكتب.. ما معنى ذلك؟
ـ لأن هذا هو الطبيعى فأنا لم أتجاوز اللائحة، ونواب الشعب أكثر دراية ومعرفة بما هو صحيح وما هو خطأ.
■ البعض يحاول أن يربط بين سب المشير وسب البرادعى.. ما قولك؟
ـ ليس لى علاقة بذلك الأمر وتحدثت عما رأيته ولم يعجبنى وأعلنت رفضى له، ولذلك طلبت الإحالة للتحقيق وأنا لم أسب البرادعى ولم أقل عنه غير الصحيح.
■ هل يمكن القول بأنك خسرت تعاطف القوى الليبرالية التى اتهمتك بسب البرادعى؟
ـ لم أخسر القوى الليبرالية، ولم أخسر حتى زملائى، الذين قدموا الطلب، وأشكرهم على إتاحة هذه الفرصة للتعبير عن وجهة نظرى.
■ هل تتوقع أن يعود البرادعى إلى انتخابات رئاسة الجمهورية؟
ـ من حق البرادعى أن يكون له دوره، وأن يسعى له، وكل ما أتمناه أن يتوقف عن التحريض ضد الجيش والشرطة ومؤسسات الدولة، لأن هذا يقود للفوضى، وأتمنى ألا يكون فرداً فاعلاً لبعض هذه المخططات، لأننى أنأى به عن ذلك، وأدعوه للترشح لرئاسة الجمهورية، وساعتها سيقول الشعب كلمته فيما يطرحه من مواقف وأفكار وآراء تحريضية.
■ لم تجب عن السؤال.. هل تتوقع أن يعود البرادعى فى قراره عدم الترشح؟
ـ تعودنا من البرادعى التردد، ويمكن أن يعيد التفكير مرة أخرى، وأتمنى أن يرشح نفسه فى الانتخابات.
■ لماذا؟
ـ لأنه وقتها سيعرف حجمه الطبيعى.
■ هل كان البرادعى يعتقد بإعلان عدم خوضه انتخابات الرئاسة أن يحمله الثوار إلى هذا الموقع؟
ـ البرادعى كان يظن بعدم ترشحه أنه سيشعل نار الغضب ويقود البلاد إلى الفوضى، لكن الشعب رفض دعوات العصيان المدنى وصمم على أهداف الثورة، وبناء مصر، وبناء مؤسسات الدولة من جديد.
■ ولماذا لم توضح هذه المؤامرة أمام البرلمان إذا كنت واثقا منها؟
ـ حاولت توضيح المؤامرة، لكن رئيس المجلس صمم على إنهاء الكلمة، وكانت لدى معلومات فى منتهى الخطورة فيما يتعلق بالبرادعى، وعلاقته بلجنة الأزمات الدولية التى أسسها جورج «سورس».
■ هل يمكن أن يأتى التغيير من الخارج؟
ـ التغيير مرفوض من الخارج، ومن يطالبون به عملاء الخارج الذين تلقوا ملياراً و200 مليون جنيه فى الفترة من فبراير إلى نوفمبر من العام الماضى.
■ ماذا كان شعورك عند حفظ الموضوع فى المجلس؟
ـ أمر طبيعى، ونتيجة متوقعة لأن الكل يعرف تماماً أننى لم أتجاوز، ولم أوجه كلمات إلى أحد دون دليل.
■ محمد أبوحامد قال إنه سيدفع البرادعى لتقديم بلاغ ضدك أمام النيابة؟
ـ أتمنى من البرادعى أن يقيم دعوى قضائية ضدى، وأبوحامد نائب مستجد لأنه لا يعلم أن القانون والدستور يعطياننى الحق فى التعبير عن رأيى بحرية تحت قبة البرلمان.
......................................................................................................
«أبوحامد»: «بكرى» سبَّ «البرادعى »وحرض على قتله.. وسنلجأ للقانون
اتهم النائب محمد أبوحامد، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب المصريين الأحرار، النائب المستقل مصطفى بكرى بالتحريض على قتل الدكتور محمد البرادعى، المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، فضلا عن سبه وقذفه فى جلسة البرلمان، أمس، التى انتهت إلى رفض إحالة «بكرى» لهيئة المكتب.
وأوضح «أبوحامد»، الذى أيد قرار إحالة «بكرى» إلى هيئة المكتب أن مجلس الشعب ليس جهة تحقيق حتى يكيل الاتهامات ويستمع إلى الدفوع سواء فى قضية البرادعى أو غيره من الرموز الوطنية التى يتم تشويه صورتها بين الحين والآخر، مشيرا إلى أن جلسة أمس بمثابة نكسة وتعد اسوأ من جلسة اتهام الثوار بالبلطجية.
وكشف «أبوحامد»، فى حواره مع «المصرى اليوم»، عن اتصاله وبعض النواب الذين أيدوا قرار إحالة بكرى إلى لجنة القيم بالبرادعى ومطالبته بتقديم بلاغ إلى النائب العام ضد بكرى يحمل اتهامات السب والقذف والتحريض على القتل وإلى نص الحوار.
■ كيف تصف قرار الأغلبية برفض إحالة النائب مصطفى بكرى إلى هيئة المكتب؟
- صدمة للثورة والثوار، لأن سب البرادعى الذى يمثل إحدى الشرارات الأولى لثورة يناير واتهامه بالعمالة والتحريض يوسع الفجوة بين شباب ومؤيدى الثورة والشارع المصرى، فضلا عن أن اتهام بكرى للبرادعى بأنه عميل وعدم معاقبة المجلس له على ذلك الاتهام يؤكد لدى البعض - وفى مقدمتهم فلول النظام السابق - أن الثورة المصرية مدبرة وموجهة من الخارج.
■ وما رأيك فى كلمة بكرى ودفاعه عن رأيه السابق فى البرادعى؟
- مجلس الشعب ليس جهة تحقيق أو توجيه اتهام، ومن يمتلك مستندات ضد البرادعى أو ضدى أو ضد أى شخص فعليه أن يتقدم بها إلى جهات التحقيق مباشرة ولا يتسبب فى أى ضرر للآخرين، لأن بكرى بقصد أو بدون قصد حرض على الاعتداء على شخص البرادعى، وأوهم بعض العقول المريضة بأن المناضل السياسى يتلقى تعليماته من الأمريكان.
■ هل توقعت رفض نواب الإخوان والسلفيين إحالة بكرى إلى لجنة القيم؟
- اللحظة التى رفع فيها نواب «الحرية والعدالة» و«النور» وغيرهم من النواب أيديهم لإعلان رفضهم إحالة بكرى إلى هيئة المكتب ومن ثم إلى لجنة القيم لحظة انتكاسة للثورة والثوار، وتصويت الإخوان والسلفيين أسوأ من تصويت الحزب الوطنى بنفس طريقته الديناميكية القديمة.
■ وماذا تقول لهم؟
- أقول لهم: أخذتم من الثورة الذى تريدونه منها، ودخلتم البرلمان وأصبحتم تسيطرون على جهات عديدة داخل الدولة، والآن تتعاملون مع الثورة على أنها عدو، وأن الثوار بلطجية وأن أصحاب الشرارة الأولى لتلك الثورة عملاء وخونة ويتلقون دعما خارجيا.
■ وهل انتهت الأزمة برفض الأغلبية الإحالة؟
- على مستوى المجلس أغلق الحوار بواسطة رئيس المجلس، أما على المستوى القانونى فسنتصل بالدكتور البرادعى لنطالبه بمباشرة حقه القانونى وتقديم بلاغ إلى النائب العام المستشار عبدالمجيد محمود ضد «بكرى» لاتهامه بالسب والقذف والتحريض على قتل البرادعى والتعدى عليه، لأن من بين سلبيات إذاعة الجلسات الفهم الضيق لدى البعض للمناقشات والحوار، واعتقادهم أنه حقيقة، وعليه يتحمس البعض للانتقام من ذلك الشخص الخائن والعميل.
■ وماذا عن الثوار؟
- هم الأمل بعد أن خذل مجلس الشعب الناس ولابد من المد الشعبى والضغط الذى سبق الثورة من خلال الحركات السياسية والاحتجاجية التى تكشف من هم الأعداء الحقيقيون للوطن بعيدا عن المزايدات ولغة الخطابة.