تبنى الاتحاد الأوروبي، الاثنين، مجموعة جديدة من العقوبات ضد سوريا، فيما هاجمت الصين وروسيا المواقف الغربية من نظام الرئيس بشار الأسد، ما يرسّخ الانقسام الدولي بشأن الاحتجاجات المندلعة في سوريا منذ 11 شهرًا، والتي تحولت ثورة مسلحة بعد أن أسفر قمع السلطات وتسلح المعارضة عن مقتل أكثر من 7500 شخص على الأقل بحسب تقديرات الأمم المتحدة.
وتستهدف العقوبات الأوروبية الجديدة، البنك المركزي السوري وقطاع الشحن الجوي. وأعلن الاتحاد الأوروبي في بيان أنه «تم التصديق على التدابير التقييدية» في اجتماع لوزراء الخارجية في بروكسل.
هذا بينما اعتبرت روسيا أن مؤتمر «أصدقاء سوريا» الذي أدانت فيه أكثر من 60 دولة القمع الذي يمارسه النظام السوري اتسم بطابع «احادي». وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، الذي قاطعت بلاده مؤتمر «أصدقاء سوريا» إن «الاجتماع الذي انعقد في تونس كان له بوضوح طابع أحادي».
وأضاف «من الواضح بالنسبة لنا أن هذا الاجتماع لم يساعد في خلق شروط تحفز جميع الأطراف على البحث عن حل سياسي» للنزاع.
وكانت روسيا رفضت المشاركة في مؤتمر تونس معتبرة أن هدفه «تشكيل تحالف دولي لدعم طرف في نزاع داخلي ضد آخر».
وقالت الخارجية الروسية حينذاك إن «مجموعات معارضة دعيت إلى تونس بينما لم تتم دعوة ممثلين للحكومة السورية».
وروسيا إحدى الحلفاء القلائل الذين تبقوا للأسد، إذ ترتبط البلدان بعلاقات تاريخية منذ الاتحاد السوفييتي، ويعتمد الجيش السوري على السلاح الروسي بشكل رئيسي.
من جانبها، قالت الصين أنه «لا يمكنها أن تقبل» تصريحات وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، التي دعت الأسرة الدولية إلى دفع الصين وروسيا إلى «تغيير موقفهما» من سوريا، معتبرة أنهما «تعترضان طريق تطلعات الشعب» السوري.
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية هونج لي «لا يمكننا أن نقبل بذلك (...) وعلى العالم الخارجي الامتناع عن فرض» خطته لحل الأزمة على الشعب السوري.
ودعت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، الجمعة في تونس، المجتمع الدولي للضغط على الصين وروسيا بهدف «تغيير موقفهما» المعارض لأي إجراء يرمي إلى وقف القمع الذي يمارسه النظام السوري.
وقالت كلينتون عقب مؤتمر «أصدقاء سوريا» في تونس إن على موسكو وبكين «أن تفهما أنهما لا تقفان بوجه تطلعات الشعب السوري فقط ولكن بوجه الربيع العربي».
وتابعت «من المؤسف جدا أن تستخدم دولتان دائمتا العضوية في مجلس الأمن حق النقض (الفيتو) عندما يتعرض الناس للقتل من نساء وأطفال وشبان شجعان.. إنه أمر مشين وأتساءل إلى جانب من يقفان؟ من الواضح أنهما لا يقفان إلى جانب الشعب السوري».