.دائما هادئ وجدير بالثقة وغالبا ما يكون معتزاً بشخصيته الغامضة، إنه أسطورة حراسة المرمى الإيطالي «دينو زوف»، الذي يبلغ عامه السبعين الثلاثاء المقبل
عاش دينو زوف الحارس والمدرب السابق، آخر تجاربه الكروية على مقاعد البدلاء في عام 2005، عبر توليه تدريب نادي فيورنتينا الإيطالي في منتصف الموسم، ونجح في إنقاذه من شبح الهبوط، لكن منذ ذلك الحين التزم المدرب القدير بأبرز صفاته الشخصية، المتمثلة في عدم الظهور الإعلامى، وعلى مضض عاود الظهور مؤخرا حيث يعتزم المشجعون الاحتفال بعيد ميلاد واحد من أبطالهم الأكثر تبجيلاً.
ولم يفز أي لاعب آخر في إيطاليا بلقب كأس الأمم الأوروبية، ثم فاز بلقب كأس العالم وهو في الأربعين من عمره، وربما لن ينجح أي لاعب آخر في تحقيق ما أنجزه زوف.
وقال «زوف» لمجلة «جي كيو» الإيطالية في نوفمبر الماضي عندما نجح جيانلويجي بوفون، حارس يوفنتوس، في معادلة رقمه الشخصي المتمثل في المشاركة مع المنتخب الإيطالي في 112 مباراة دولية: «ليس لدي أي مشاريع لأنني في مرحلة سنية معينة».
وأضاف الحارس الإيطالي الأشهر: «أعيش على متابعة كرة القدم فهي حياتي، أتابع جميع الفرق بداية من هذه الفرق التي كنت ألعب لها مثل نابولي ويوفنتوس ولاتسيو»، مشيراً إلى أنه لن يعود لعالم التدريب من جديد.
وأوضح قائلاً: «كيف يمكنني تدريب فريق مع تسجيل كل هدف تجد أربعة أو خمسة لاعبين يحتفلون رقصاً أمام حارس المرمى؟». وأكد: «لا يمكنني تقبل ذلك، أيضا لأن ذلك ليس علامات عفوية على الفرح، لكن مجرد رياء، رقصات تم تعلمها من أجل التليفزيون».
ًوشارك «زوف» في 570 مباراة، وبشكل عملي فاز بكل الألقاب على مستوى الأندية، باستثناء كأس أندية أوروبا أبطال الدوري (دوري أبطال أوروبا حاليا).
وألمح قائلاً: «مع كل هذا الصخب الذي تسمعه الآن، طلبوا مني أن أعمل كمعلق، لكني دائما ما رفضت، لقد ارتكبت بالفعل العديد من الأخطاء، لماذا انصب نفسي حاكما على الأخطاء التي يرتكبها الآخرون؟».
وفاز «زوف» بستة ألقاب للدوري الإيطالي ولقبين للكأس ولقب لكأس الاتحاد الأوروبي مع يوفنتوس، بجانب أدائه المبهر في حراسة مرمى منتخب الأزوري، وخلال مسيرته كمدرب قاد زوف فريق يوفنتوس للفوز بلقب الدوري وكأس الاتحاد الأوروبي، كما تناوب على تدريب لاتسيو وفيورنتينا والمنتخب الإيطالي بين عامي 1998 و2000.
وفي أعقاب فوز المنتخب الإيطالي بلقب كأس الأمم الأوروبية في 1968، قاد بلاده للفوز بلقب كأس العالم في 1982، ليصبح أكبر لاعب في العالم يحمل الكأس العالمي.
وجاء الرحيل المفاجئ لـ«زوف» عن تدريب المنتخب الإيطالي في عام 2000 عقب خسارته المباراة النهائية لكأس الأمم الأوروبية أمام فرنسا، ليصبح أكثر الخطوات المثيرة للجدل في تاريخه، رغم أن ذلك يتماشى مع شخصية رجل لا تتزعزع مبادئه أبداً.
ورحل «زوف» بعد هجوم لفظي قاسٍ من قبل سيلفيو برلسكوني، مالك نادي ميلان، حيث اتهمه بفرض رقابة غير فعالة على النجم الفرنسي آنذاك «زين الدين زيدان».
ولم تؤثر ملاحظات «برلسكوني» في الكثيرين، لكن على العكس شعرت الأغلبية بأن زوف يستحق البقاء بعد أن قاد فريقه للمباراة النهائية بكأس الأمم الأوروبية قبل أن يخسر 1/2 بالهدف الذهبي.
وأوضح «زوف»: «ربما لم يكن هناك ما يمكن القيام به، لكن اليوم يمكنني أن أخبر برلسكوني بأنه في النهاية فاز زوف».