قال الدكتور كمال حبيب، الرئيس السابق لحزب السلامة والتنمية، إن الأماني التي يطلقها البعض بعودة زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري للبلاد غير واقعية، لأن رجوعه سيترتب عليه تبعات دولية، بسبب موقع «الظواهري» الهارب منذ نحو ربع قرن من مصر، والمختبئ في مكان ما على الحدود الباكستانية الأفغانية، مضيفاً أن «تنظيم القاعدة لم يكن له وليس له مستقبل في مصر، رغم وجود أنصار التنظيم بسيناء ممن يعلنون استهدافهم للحدود الإسرائيلية».
وأشار «حبيب»، في حديثه لصحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية، الأحد، إلى أن كلام محمد الظواهري عن أمله في قرب عودة شقيقه «ربما لا يزيد عن كونه جزءا من كلام إعلامي يدخل في سياق الأمنيات، وهذا يبدو شيئا افتراضيا وليس واقعيا»، حسب تعبيره.
ولفت «حبيب» إلى أن أغلب من خرجوا بعفو رئاسي من المحسوبين على الجماعة الإسلامية وتنظيم الجهاد «خرجوا هذه المرة وليست لديهم ميول سياسية أو لديهم مشروع سياسي، لكن لدى بعضهم رغبة في الاعتكاف على أنفسهم والانكفاء عليها وبحث تجاربهم وتأملها»، خاصة بالنسبة لمن كان محكوماً عليه بالإعدام، ومن كان محكوماً عليه بأحكام كبيرة.
وأضاف «حبيب» أن «مَن ظل فترة طويلة في السجن يحتاج إلى فترة كبيرة جداً، لكي تتم تهيئته للاندماج في المجتمع والتعرف عليه، وبالتالي لا تنتظر من هؤلاء أن يتوجه كل منهم لكي ينخرط في السياسة الآن، أو أن ينفتحوا على مجتمعهم بالمعني المعروف، فهؤلاء يحتاجون إلى نقاهة أو براء من آلام السجن ومشاكله وأوضاعه».
وعن سؤاله حول وجود أي صلة محتملة بين جهاديي القاهرة وسيناء التي ينشط فيها جيل يبدو جديداً من المسلحين قرب الحدود مع إسرائيل وغزة، بحسب الصحيفة، أشار «حبيب» إلى أنه لا توجد علاقة بين القيادات بالمعنى التنظيمي، لكنه لفت لوجود أناس في سيناء «يحملون فكرة الجهاد باستخدام القوة، وفكرة المقاومة ضد الوضع الدولي العام، وعلى رأسه إسرائيل طبعا»، على حد قوله.
وعما إذا كان يعتقد أن العمليات المسلحة التي تجري أحيانا في سيناء يمكن أن تطال مستقبلا قناة السويس، قال «حبيب» إن موضوع تعرض أهداف أو سفن في قناة السويس لهجوم «يمكن أن تكون له صلة بتنظيم القاعدة الدولي، ويمكن أن يكون مطروحاً لدى تنظيم القاعدة تنفيذ مثل هذه العمليات»، لكنه أضاف أن «هذا الأمر ربما لن يرتبط بالعامل السيناوي المحلي البدوي»، الذي يركز عمله على حدود إسرائيل كما ظهر في عدد من مقاطع الفيديو أخيراً.
وبشأن تزايد وتيرة تهريب السلاح من ليبيا إلى سيناء مرورا بمصر، وعما إذا كان ذلك يتم بشكل منظم من جهات على علاقة بتنظيمات مدربة، أوضح «حبيب» بقوله: «أعتقد أن عمليات تهريب السلاح يقوم بها تجار، ويمكن أن يكون جزء منه يذهب إلى غزة أو أبعد من غزة أيضا، ولا أعتقد أن كل هذه الكميات من السلاح يمكن أن تهرب لبيعها في مصر فقط خاصة الأسلحة الكبيرة، كالصواريخ وغيرها».
وفي ما يتعلق بتأخر حصول حزب «السلامة والتنمية» على الترخيص للعمل في البلاد، قال «حبيب» الذي ترك رئاسة الحزب بعد خلافات مع بعض الجهاديين: «وجدت نفسي أعمل مع أناس محملين بأعباء السجن وأوزاره، ولديهم تشوش في الإدراك والواقع وغيره، ولديهم محاولة لاستعادة الفكر القديم و(قصص وحواديت)، وهذا لم يعد يتناسب معي».