قال محللون وخبراء في الشأن السعودي، السبت، إن النفوذ الكبير الذي تتمتع به السعودية في محيطها الإقليمي، يعتمد على مركزها الديني في العالم الإسلامي، وعلى إمكانياتها المالية حيث لا يقف المال كعقبة أمامها لتحقيق مصالحها بسبب عائدات النفط التي توفر مستوى معيشيًّا مرتفعًا لمواطنيها، وتقدم منها الدعم الكريم لحلفائها في الخارج، في تحقيق مصالحها داخل وخارج حدود المنطقة العربية، وأنها تلعب ورقة مزدوجة إزاء الربيع العربي، حيث تحافظ على دعم حلفائها من الأنظمة المستبدة حفاظًا على استقرارها، وأنها حولت سوريا إلى ساحة حرب بينها وبين إيران.
وأكد الخبير الألماني، جيدو شتاينبرج، المتخصص في الشأن السعودي بمعهد السياسة والأمن في برلين، لـDW أن «السعودية تكتسب تأثيرها من خلال المال أو التعهد بدفع المال، وهذا واضح مع النموذج المصري، إذ إن السعودية تدعم بالملايين المجلس العسكري الذي يمثل نظام الرئيس السابق حسني مبارك، والذي كان حليفًا مهمًّا للسعودية في الشرق الأوسط، كما استثمرت السعودية المليارات في مصر، ومثلت على المستوى الاجتماعي عنصر جذب للعمالة المصرية، في حين مثلت مصر عامل جذب سياحي للسعوديين»، بحسب الخبير.
وأضاف «شتاينبرج» أنه «بالرغم من أن القوى الحاكمة في مصر تغيرت بعد ثورة يناير2011، إلا أن السعودية لا ترغب في التخلي بهذه البساطة عن تأثيرها في أكبر الدول العربية من حيث عدد السكان».
ووفقا لـ«شتاينبرج» فإن «السعودية تحاول دعم استقرار الأنظمة المستبدة، من أجل تحقيق الهدف المشترك وهو الحفاظ على السلطة، وثمة خوف دائم لديهم من فقدان النفوذ، وهذا هو سبب خوف السعوديين من الأقلية الشيعية في شرق البلاد».
وأشار محللون إلى أنه «انطلاقًا من الرغبة في زيادة نفوذها، تعتمد السعودية على ثقلها الروحي والديني للمسلمين في العالم، وتسعى لنشر الفكر الوهابي الذي ساهم بشكل غير مباشر في تقوية حضور التيارات الدينية المتطرفة، في جنوب ووسط آسيا، وغرب أفريقيا وبلدان المغرب العربي، وأيضًا في أفغانستان ومنطقة شبه الجزيرة العربية».
وحول سوريا، رأي المحللون أن «النفوذ السعودي في سوريا محدود للغاية، لاسيما وأن الأقلية العلوية هي التي تتحكم في سياسة هذا البلد، الذي يعد أيضًا حليفًا مهمًّا لإيران، لذلك فليس من الغريب ألا تقوم السعودية في هذه الحالة بدعم النظام المستبد ولكن بدعم المتمردين عليه».
ووفقًا لتقارير إخبارية غير مؤكدة فإن السعودية تقوم مع قطر بنقل السلاح للمعارضة في سوريا، الأمر الذي ساهم في زيادة حدة الصراع في سوريا مع تراجع فرص التوصل لحل سياسي، وبهذا يرى الخبراء أن «سوريا تحولت لساحة صراع بين السعودية وإيران وتحديدًا بين السُّنة تحت قيادة الرياض، والشيعة تحت قيادة طهران، كما تحول الصراع بين الطرفين إلى حرب إعلامية بين وسائل الإعلام التي تمثل الطرفين».