كشف عضو اللجنة المركزية لحركة التحرير الفلسطينية «فتح»، رئيس وفدها للحوار الوطنى بالقاهرة، عزام الأحمد، عن أن الرئيس الفلسطينى محمود عباس ينتظر رداً من رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو على خطاب أرسله إليه بوقف كل الاتصالات السياسية مع إسرائيل، ووقف الجولات الاستكشافية بين المفاوضين الفلسطينيين والإسرائيليين، وتساءل فى الخطاب عن طبيعة وضع السلطة الفلسطينية، وهل مازالت قائمة كسلطة أم لا بعد سلسلة الخروقات الإسرائيلية لاتفاقية السلام. وأضاف الأحمد فى حواره مع «المصرى اليوم» أنه تم التوقيع على اتفاقية المصالحة بالقاهرة مرتين، بعد أن اكتشف الجانب المصرى أن حركة «فتح» وحركة المقاومة الإسلامية «حماس» وقعتا على الاتفاقية القديمة التى كانت تحمل بين طياتها شكراً خاصاً وعميقاً للرئيس السابق حسنى مبارك، وإلى نص الحوار:
■ ما أبرز الملفات التى ستكون على جدول أعمالكم فى الاجتماع المقرر عقده فى القاهرة اليوم؟
- الاجتماع تعقده لجنة تفعيل وتطوير منظمة التحرير، وهى اللجنة المختصة بمتابعة إعادة تشكيل المجلس الوطنى الفلسطينى، وحل كل المشكلات المتعلقة بهذا الموضوع، ولكونها تضم قيادات العمل الوطنى الفلسطينى فقد جرت العادة على مناقشة جميع الأمور، وبما أن آخر التطورات هو انسداد عملية السلام، فإن أبومازن سيطلعهم على القرار الذى اتخذته اللجنة التنفيذية فيما يتعلق بعملية السلام، وسيخبرهم بملامح الرد المقترح على هذا التعنت الإسرائيلى، والذى يتمثل فى رسالة من أبومازن إلى نتنياهو تتضمن وقف كل الاتصالات ذات الطبيعة السياسية مع إسرائيل، ووقف الجولات الاستكشافية بين المفاوضين الفلسطينيين والإسرائيليين مثلما حدث فى الأردن فى يناير الماضى.
■ وهل أرسلت هذه الرسالة إلى نتنياهو، وما جوهرها؟
- سترسل خلال لحظات، ويمكن أن تكون قد وصلت بالفعل، ونحن ننتظر الرد من الجانب الإسرائيلى، وقد أعطته الرسالة مهلة للرد، وجوهر الرسالة أنه لا مفاوضات مع استمرار الاستيطان وعدم التزام إسرائيل بمرجعية عملية السلام، وشرح أبومازن فيها ماذا قدمنا نحن من أجل السلام، وماذا فعلت إسرائيل به، وتضمنت الرسالة سؤالا موجها من أبومازن إلى نتنياهو حول دور السلطة، وهل ستبقى كما هى أم لا، وهنا لابد أن أوضح أن وضع السلطة الآن سيئ للغاية، وأعتقد أن وضعها منذ 10 سنوات كان أفضل بكثير من الن، فمثلا الاتفاقية تتضمن تقسيم المناطق إلى «أ، ب، ج»، المنطقة «أ» فى الاتفاقية ممنوع على القوات الإسرائيلية أن تدخلها، لكن فعليا ومنذ اجتياح الضفة الغربية عام 2003 انتهى هذا التقسيم، وأصبحت إسرائيل تصول وتجول فى الأراضى الفلسطينية كما تشاء وتعتقل الشباب ليلا ونهارا، وفى هذا الوضع لا وجود للسلطة، وكذلك استمرار عمليات الاستيطان، ولذلك سأله أبومازن فى الخطاب هل هى سلطة أم لا، لأننا لا نقبل أن تستمر كسلطة وهمية.
■ وما الذى سيعرضه أبومازن على اجتماع لجنة تفعيل وتطوير منظمة التحرير؟
- الإجراءات الأخرى أقرت فى لجنة المتابعة العربية وأعلنت، وهى اقتراحات فلسطينية تتمثل فى العمل على توفير الحماية للشعب الفلسطينى، والتوجه إلى كل مؤسسات هيئة الأمم المتحدة للحصول على عضويتها، مثلما حدث فى «اليونسكو»، وطبعا نحن نعرف أن هذه الإجراءات قد تتسبب فى مواجهة سياسية قوية، والتءكيد على أننا بدأنا خطوات تفعيل المقاومة الشعبية وتطويرها وتوسيعها ومشاركة الجميع فيها، يعنى مثلا حماس كانت لا تشارك، لكنها تشارك الآن بعد توقيع اتفاق القاهرة، هذه ملامح عامة عن الإجراءات التى ننوى اتخاذها والتى نفكر فيها، وأنا فى تقديرى إذا حدثت القطيعة بيننا وبين إسرائيل فإن هذا سيفتح الأبواب لعودة العنف بأشكال لن يعرف أحد حدودها، وإسرائيل ستتحمل مسؤولية ذلك، وإذا استمر التعنت الإسرائيلى فإن الأمور فى تقديرى ستتفاقم أكثر وأكثر، وستكون الولايات المتحدة الأمريكية أولا وإسرائيل ثانيا مسؤولتين عن انسداد عملية السلام، وطبعا لا نعرف مدى انعكاس ذلك على المحيط العربى، خاصة مصر، وهنا يجب أن نذكر جيدا أحداث السفارة الإسرائيلية بالقاهرة.
■ هل تراهنون على مواقف الدول العربية الآن خاصة بعد الثورات؟
- لا نراهن على المواقف الرسمية للحكومات، لكننا بالتأكيد نراهن على المواقف الشعبية، فالحراك الشعبى الأردنى مثلاً يتميز عن غيره، فمن البداية يرفعون شعارات تطالب بإغلاق السفارة، ورفض التطبيع.
■ لكن ألا تقلقكم شعارات من هذه النوعية، خاصة أنها تصب فى مصلحة المشروع الإسلامى المرتبط بحركة حماس؟
- أنا شخصياً لدى قناعة بأن برنامج حركة فتح هو البرنامج المقاوم الحقيقى، وهناك فرق بين البرنامج المقاوم، والإعلام المقاوم، وحتى الآن معظم الأسرى والشهداء والمصابين من حركة فتح.
■ وهل تعتقد أن حركة فتح ستعود لاستخدام المقاومة المسلحة إذا جاء الرد الإسرائيلى مخيباً للآمال؟
- الآن كل الفصائل الفلسطينية وليست فتح وحدها موافقة على التهدئة مع إسرائيل، والسلطة الفلسطينية تنفذ ذلك فى الضفة بقوة القانون، وحماس تنفذه فى غزة بما تملك من قوة، فما الفرق بيننا وبينهم إذن؟!، وعندما نتفق على المقاومة الشعبية سنجد أنها إحدى طرق الحروب الشعبية طويلة الأمد.
■ إذا جاء رد نتنياهو مخيبا للآمال - وهذا الاقرب للحدوث - وقررت الفصائل اللجوء للمقاومة المسلحة، فما موقفكم؟
- سبق أن أشرت إلى انتفاضة الأقصى التى بدأت بمظاهرات سلمية وانتهت باجتياح إسرائيلى للضفة بالسلاح، الذى بدأت إسرائيل استخدامه وأسقط 84 فلسطينيا، قبل أن يطلق الفلسطينيون رصاصة واحدة، وموضوعيا إذا استمرت أمريكا وإسرائيل فى تجاهل الوضع، فإن الباب سيفتح على مصراعيه لإعادة دائرة العنف، وستكون إسرائيل هى السبب، وهى من قررت، ونحن من حقنا الدفاع عن أنفسنا.
■ وماذا عن اتفاق المصالحة ومدى اطلاع باقى الفصائل عليه خلال اجتماع القاهرة؟
- أبومازن ورئيس المكتب السياسى لحركة حماس، خالد مشعل، سيعقدان اجتماعا قبل اجتماع لجنة المتابعة، لمتابعة تنفيذ اتفاق المصالحة، خاصة تشكيل الحكومة، وأنا أرى أن الحكومة تواجه عقبتين، الأولى الأزمة الداخلية فى حركة حماس، وهذه لن نستطيع التدخل فيها، ولن نستطيع أن نشكل حكومة، قبل أن يأتى خالد مشعل ويقول نحن جاهزون، وهو لن يفعل ذلك، قبل أن تحل حماس مشاكلها، والثانية هى أن حماس تمنع لجنة الانتخابات من العمل فى غزة حتى الآن، صحيح أن الحركة فتحت المكاتب، لكن إسماعيل هنية طلب من رئيس اللجنة، الدكتور حنا ناصف، التريث فى بدء العمل، وحتى يبدأ العمل هو فى حاجة إلى 250 مركزا، لتسجيل الأسماء، ولم يحصل على هذه المراكز، وهذا معناه تأخير الانتخابات، وحسب معلوماتى فإن حماس غير متحمسة لإجراء الانتخابات، وتحاول أن تكسب أطول وقت ممكن لتأجيلها، وسبق أن عرضت ذلك علينا من قبل، حتى إن بعض الدول عرضت علينا نفس الأمر.
■ من هذه الدول؟
- دول لها علاقة بحماس، وحتى الآن يحاولون تأجيل الانتخابات، وفى غزة لا توجد رغبة أو إرادة لإنهاء الانقسام الذى خلق طبقة طفيلية مستفيدة منه، مثل تجار الأنفاق وغيرهم، وهناك أيضا طبقة سياسية أصبحت جائعة سلطة وتريد أن تستمر، حتى داخل حماس نفسها، فالمعارضة كلها منصبة داخل غزة فقط، ولا توجد أى اعتراضات سواء فى الضفة أو فى الخارج.
■ هل يختلف إعلان الدوحة عن اتفاق القاهرة؟
- لا، واتفاق القاهرة الذى وقعناه هو نفسه الذى كان متفقا عليه من قبل، والورقة المصرية التى تم التوقيع عليها هى نفس الورقة المصرية التى كانوا يرفضونها من قبل، فحماس وقعت فى 27 أبريل 2011، أما فتح فوقعت فى أكتوبر 2009، والغريب أنها نفس الورقة، حتى الجملة التى كانت تتضمن توجيه الشكر للرئيس السابق حسنى مبارك كانت موجودة فى الورقة القديمة التى وقعت عليها حماس، وهذا ما تنبه له الجانب المصرى، وطلب منا أن نعود للتوقيع بعد 3 أيام مرة أخرى على نسخة جديدة ليس بها اسم مبارك.