x

حراس المحروسة: إبراهيم الدسوقي يعظ المصريين: «كونوا عمالين.. فإن الله يكره البطالة»

الثلاثاء 31-07-2012 19:08 | كتب: لوسي عوض |
تصوير : اخبار

لم يحظ قطب صوفى بمثل ما ناله القطب الصوفى والعالم الزاهد إبراهيم الدسوقى، من اهتمام غربى، انشغل بربطه بين روحانية التصوف وفلسفة الإيمان وحتمية العمل. من الجامعات التى اهتمت به، جامعة ليدن بهولندا، وأكثر من جامعة ألمانية. ومخطوطاته تفخر بها أكبر مكتبات أوروبا.

إنه العارف بالله إبراهيم الدسوقى، هو ابن عبدالعزيز أبوالمجد، الذى ينتهى نسبه إلى الإمام الحسين بن على، رضى الله عنهم جميعا، وسيدنا الحسين هو الجد العشرون له من جهة أبيه، وسيدنا الحسن بن على، رضى الله عنهما، هو الجد العشرون من أمه، فهو حسينى حسنى، حتى إنه قيل عن سبب إطلاق أبى العينين عليه، أن نسبه ينتهى إلى عينى الإمام الحسن والحسين. ولد فى مدينة دسوق، القريبة من طنطا، حيث قطب صوفى آخر: سيدى أحمد البدوى، كانا متعاصرين، ويلتقيان نسباً فى الجد العاشر.

يقول الشيخ سيد عبدالباقى على، المدير العام بالمعاش بوزارة الأوقاف، الذى أمضى أكثر من 30 عاما إماما وخطيبا لمسجده الشهير بمدينة دسوق: إن القطب الصوفى ولد فى 29 شعبان 653هـ، وكان والده تلميذا لسيدى محمد بن هارون. وولد سيدى إبراهيم الدسوقى فى نفس المكان الذى دفن فيه، وبه الآن ضريحه فى مدينة دسوق بكفر الشيخ.

كانت المنطقة وقت ميلاده تموج بالاضطرابات وحروب الفرنجة (الأوروبيين) والتتار، والفتن. حفظ القرآن الكريم فى سن مبكرة، وأخذ يقرأ الفقه والتاريخ والتفسير والحديث الشريف واللغة العربية، ودخل الخلوة، وحين توفى والده وهو فى سن العشرين، أراد العودة للخلوة ليواصل تعبده، فرجاه تلاميذ والده أن يدرس لهم ويعلم ويتعلم.

كان «الدسوقى» فقيها، يترجم العلم إلى عمل، ويحث المتصوفة على امتهان مهنة لكسب قوتهم، وعمل هو بصناعة الحصير والفخار والزراعة.

مارس «الدسوقى» ـ فى غياب الدولة، بسبب الحروب والفتن ـ دورا اجتماعيا، إذ كان يجمع الزكاة من الأغنياء لينفق على الفقراء، وحين وشى به البعض لدى السلطان الأشرف، خليل بن قلاوون، بأنه يقيم لنفسه ولاية، أرسل يستفسر منه، وتبادل معه مساجلات ومكاتبات، انتهت بحضورالأشرف خليل إلى دسوق، ليأخذ العهد عن الدسوقى، ويصالحه بعد أن عرف قدره.

وينسب له فى حث مريديه على العمل: «يا أبنائى كونوا عمالين فإن الله يكره البطالة». ويشدد عليهم: «من لم يكن متشرعا، متحققا، نظيفا، شريفا، عفيفا، فليس من أولادى، وإن كان ابنى لصلبى». سأله أحد المريدين: (ماذا تريد منا يا شيخنا؟ قال: أريد منكم ما أراده الله منكم تحقيقا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم «اتبعوا ولاتبتدعوا فقد كفيتم(.

كان «الدسوقى» يؤمن بأنه: «لن تقوم الساعة، حتى تعم المشرقين طريقتى». ومسجده الحالى، أعيد بناؤه مكان مسجد قديم يعود إلى القرن التاسع عشر، مساحته تربو على 20 ألف متر مربع، وفى وسطه صحن مكشوف، تحيط به الأروقه، على نمط عمارة مسجد الرسول. كان فى الأصل مقبرة صغيرة دفن فيها سيدى إبراهيم، ثم أقيم عليها ضريح، وفوقه قبة، ثم بنى مسجدا بجوار الضريح. وظل المسجد القديم حتى أعيد بناؤه فى أيام الأسرة العلوية، ثم أعيد بناؤه بصورة أوسع وأحدث قبل سنوات.

لعب مسجده دورا تنويرا، فقد درست فيه شخصيات، صارت فيما بعد فاعلة، منهم: الزعيم سعد زغلول، والإمام محمد عبده، والشيخ محمد أبوزيد، وشيخ الأزهر الأسبق المرحوم محمد عبدالرحمن بيصار، والدكتور محمد عبدالمنعم النمر، والدكتور زكريا البرى وزيرا الأوقاف السابقان.

توفى رضى الله عنه عام 696هجرية، ولم يتجاوز عمره الـ 43 عاما، بعد أن ملأ الدنيا بالعبادة والزهد والعمل.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية