x

حمزة نمرة: الأغنيات المبتذلة مثل «الأفيون» يختفي تأثيرها بسرعة

الأربعاء 15-02-2012 16:10 | كتب: محسن محمود |
تصوير : other

مع انطلاق شرارة ثورة 25 يناير سطعت نجومية المطرب حمزة نمرة، حيث عبرت أغنياته بصدق عن هموم وقضايا الوطن فى هذه المرحلة الصعبة.

قال حمزة لـ «المصرى اليوم»: إنه يرفض لقب مطرب الثورة، لأن هذا اللقب مرتبط فى أذهان الناس بتلقى الدعم من المؤسسة العسكرية، موضحاً أنه لن يتعاون مع أى فرد بالقائمة السوداء، وإلى نص الحوار:

هل وجدت صعوبة فى إقناع الجمهور والمنتجين بتقديمك أغنيات بعيدة عن الحب وتهتم أكثر بالإنسانية؟

- بالتأكيد وجدت صعوبة كبيرة جداً، خاصة أننى قدمت أسلوباً جديداً ومختلفاً عما هو سائد، واصطدمت فى البداية بالمنتجين الذين استهزأوا بكلامى، وقالوا لى: من الأفضل أن تبحث عن الأغنية التى تعتمد على «الإيفيه» وتقدم جميع أشكال الموسيقى فى الألبوم من مقسوم وغيره من المقامات، لكنى رفضت لأن شخصيتى مختلفة عن ذلك، وقررت أن أبدأ المشوار وكنت بطيئاً جداً فى تحركاتى، لأننى كنت أعمل صباحاً فى إحدى الشركات، وفى المساء أجهز للألبوم، واضطررت لبيع سيارتى، وأنفقت كل ما أملك فى إنشاء استديو صوت صغير ببدروم منزل صديقى، حتى لا أتكلف مبالغ كثيرة بسبب اضطرارى للسفر من الإسكندرية إلى القاهرة لتسجيل الأغانى، وبعد 8 سنوات من المعاناة سجلت أول ألبوماتى عام 2008، وكان بعنوان «احلم معايا»، وأغنيات هذا الألبوم تم غناؤها أثناء الثورة، رغم مرور أكثر من 11 عاماً على كتابتها وتلحينها.

كيف؟

- ألبوم «احلم معايا» كان جاهزاً قبل صدوره بحوالى 8 سنوات، وعندما تحسنت الظروف طرحت الأغنيات نفسها التى اخترتها فى بداياتى، لكن بتوزيعات جديدة، وهذا يدل على أن العمل الصادق يحقق نجاحاً فى أى وقت، وليس النجاح اللحظى فى توقيت طرح الألبوم فقط، وفكرت فى البداية أن أقدم شيئاً مختلفا عما هو سائد يعبر عن شخصيتى ويهتم أكثر بقضايا الوطن والإنسانيات بشكل عام، واتبعت طريقة ورشة العمل، فأحياناً تكون لدى فكرة أخبر بها الشاعر، ومن الممكن أن أتبع أسلوباً آخر فى اختيار تيمة لحنية وبعدها تتم كتابة الكلمات.

هل شعرت بإحباط خلال تلك الفترة؟

- اعتمدت على سياسة النفس الطويل، خاصة أنى تربيت على ألا أحبط بسهولة، وربما تكون المدة الطويلة التى قضيتها فى العمل قبل أن أحقق الشهرة - قد ساعدتنى فى استيعاب حجم النجاح الذى حققته بعد الثورة، فلو حققت نجاحاً كبيراً بعد ظهورى لأول مرة فربما كان لذلك تأثير سلبى على.

وهل ستجد موضوعات كثيرة تناقش القضايا الإنسانية، أم ستلجأ لأغنيات الحب والرومانسية؟

- منذ سنوات طويلة ستجد موضوعات الحب نفسها مكررة ولا يوجد بها أى تجديد بينما «قماشة» الموضوعات الإنسانية عريضة وأفكارها كثيرة جداً، خاصة أننى مازلت أعمل بها بمفردى.

ما حقيقة أن اتجاهك لتقديم هذه النوعية من الأغانى يرجع إلى تدينك؟

- لن أتحدث فى هذا الموضوع حالياً، لكن دعنى أتحدث عن الأغنيات المبتذلة التى انتشرت خلال الفترة الأخيرة، وهى لا تهدف سوى «لأكل العيش والسبوبة» لكنى أعتبرها مثل الأفيون الذى يختفى تأثيره بعد فترة قصيرة، ولا بد من توافر جميع أشكال الغناء حتى لو كان هناك جانب للتسلية، فمن المهم أن يكون لدينا فى المقابل أغنيات ترتقى بوجدان الناس.

هل أثرت الثورة على الذوق العام؟

- بالتأكيد، فهى فتحت عيون الناس على أماكن كانت موجودة فى الغناء لكن عليها تراب، فهناك مشاعر مختلفة كثيرة غير العلاقة بين الرجل والمرأة، وهى مشاعر مهمة وعميقة، وأصبح المناخ العام يشجع على وجود هذا النوعية من الأغانى ويبرز الأفكار الجديدة.

لماذا تعاقدت مع شركة إنتاج بريطانية؟

- هذه الشركة مؤمنة بأفكارى، فى حين أن الشركات المصرية كانت تسخر منى، وقدمت الشركة لى المساعدة والنصائح والإرشادات ولا تتدخل فى اختياراتى وتركت لى الحرية فى تنفيذ ما أؤمن به، وللعلم هى الشركة نفسها التى تنتج ألبومات سامى يوسف.

هل تلقيت عروضا من شركات أخرى بعد نجاحك؟

- عقدى مع الشركة يتضمن 5 ألبومات لم أطرح منها إلا ألبومين حتى الآن، ولا توجد لدىّ أى نية لتركها.

ما سبب رفضك الغناء فى الاحتفال بذكرى ثورة 25 يناير؟

- لأن الثورة لم تكتمل حتى الآن فمازلنا فى مرحلة انتقالية، وثورتنا ستكتمل عندما يوجد رئيس مدنى منتخب ويعود الجيش إلى ثكناته لحماية حدود الوطن، وبعد أن يتم القصاص من قتلة الثوار ومن الذين أفسدوا الحياة فى مصر طوال السنوات الماضية.

ولماذا رفضت لقب مطرب الثورة؟

- لست مقتنعا بهذه الألقاب خاصة لقب مطرب الثورة، لأنه مرتبط دائما بفنان تدعمه مؤسسة عسكرية أو كيان ما لتحسين شكلها والترويج لأفكارها، بينما ثورة يناير ملك لكل الشعب المصرى ولكل الفنانين، ولا يحق لأحد أن يستأثر بأى لقب.

ما رأيك فى قيام بعض الشباب بتوزيع ألبوماتك وألبومات سامى يوسف على سائقى الميكروباص للارتقاء بالذوق العام؟

- لا أستطيع أن أصف شعورى بعد هذه المبادرة، فنحن نحتاج وصول الفن إلى جميع شرائح المجتمع، وإلى تجارب أخرى كثيرة من هذا النوع حتى يُحدث تأثيرا أكبر.

هل مازلت مصمما على عدم التعاون مع أفراد القائمة السوداء؟

- نعم، فهؤلاء الأشخاص كانت لديهم علاقات بالنظام السابق وتربطهم به علاقات قوية واستفادوا منه إلى أقصى درجة، لذلك كانوا يدافعون عنه بقوة، أما الآن فأصبح الشعب صاحب السلطة الحقيقية، ولا بد أن يدفع هؤلاء الثمن.

لماذا أعدت تقديم أغنية «يا إسرائيل»؟

- قدمت هذه الأغنية بعد ضرب أسطول الحرية، ورغم أن الأغنية تم طرحها منذ 37 عاما إلا أن كلماتها تحمل معانى كبيرة وعميقة جدا، كما أننى اعتبرتها نوعاً من التكريم لفريق الحب والسلام - مبدعى هذه الأغنية.

هل توقعت أن يحقق ألبومك «إنسان» النجاح، فى ظل وجود منافسة شرسة مع كبار النجوم؟

- أعترف بأننى لم أتوقع كل هذا النجاح، وأعتبر تحقيق الألبوم للانتشار وإعجاب الكثيرين به فضلاً من عند الله.

ما رأيك فى دعوات تسليم السلطة مبكراً وعدم الانتظار حتى شهر يونيو؟

- أرجو أن تنتقل السلطة بسرعة حتى لا يحدث صدام بين الجيش والشعب، وأعتقد أن هذا سوف يحقن الدماء.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية