x

«جارديان»: سيناء تعج بالتعذيب والتفجيرات.. وتعاني تجاهل السلطات المصرية

الأربعاء 15-02-2012 12:55 | كتب: ملكة بدر |
تصوير : other

ألقت صحيفة «جارديان» البريطانية الضوء على الجزء المنسي من مصر، شبه جزيرة سيناء، في تقرير أعدته حارييت شيروود، مراسلة الصحيفة في إسرائيل، وبثته من مدينة نويبع المصرية.

وقالت الصحيفة، إن سيناء أصبحت «تنفجر بالعنف، وأهلها من البدو متهمين بسرقة المنتجعات، وتفجير خطوط الغاز وخطف الأجانب»، مستغلين الانفلات الأمني الذي يحدث في مصر منذ تنحي مبارك. فبالإضافة إلى نقص عدد السائحين بسبب الاضطرابات السياسية التي تشهدها مصر، يواجه العاملون في المنتجعات السياحية خطر السطو المسلح مع تجاهل الأمن لهم وعدم التدخل حتى أثناء التعرض للسرقة.

وأضافت أن المسألة في شمال سيناء تتضمن السطو على المنتجعات وسرقتها، أما في جنوب سيناء فتصل إلى حد اختطاف السائحين والتهريب سواء المخدرات أو السلاح، والتفجير المتكرر لخط أنابيب الغاز، بالإضافة إلى صعود الميليشيات الإسلامية.

وأوضحت أن ما يربط بين كل ذلك هو الإصرار الجديد الذي أصبح يشعر به بدو المنطقة بعد عقود من معاناتهم من التهميش والتجاهل والتمييز ضدهم، فضلًا عن الفجوة الأمنية والانفلات المتزايد في مصر بعد مبارك.

وأكدت أن إسرائيل المتاخمة حدودها لسيناء بطول 150 ميلًا، تشعر بالقلق منذ عام مضى بسبب تلك الهجمات، كما اتخذت إجراءات احترازية لمنع الانهيار الكامل للحالة الأمنية في شبه جزيرة سيناء وحولها، ومنع قيام «دويلة بدوية مسلحة» في المنطقة، على حد قول المحلل الإسرائيلي إيهود ياري، في تحليله بمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، بعد أن وصف سيناء بأنها «بقعة ساخنة لها بنية تحتية إرهابية متوسعة وجبهة حدودية متوحشة»

وذكرت أن «العصابات المسلحة تقوم بتهريب عدد ضخم من اللاجئين الفارين من الاضطهاد أو الحرب أو الفقر من كل أنحاء أفريقيا، وتفرض تلك العصابات آلاف الدولارات لتهريب اللاجئين من سيناء إلى إسرائيل، وتنتشر قصص مرعبة تدور حول تعرض بعض اللاجئين للاغتصاب والتعذيب والبؤس والابتزاز» في المعسكرات الموجودة على الحدود، بعد أن تحول التهريب إلى تجارة. وأشارت مراسلة «جارديان» إلى إن المخابرات الإسرائيلية تزعم أن حركة «حماس» والحركات الإسلامية الأخرى تعمل مع «الميليشيات» بين البدو لشن هجمات ضد إسرائيل.

«قبضة مبارك الحديدية لم تطل سيناء»

وأوضحت أنه بينما يقول معظم المحللين إن الفوضى وانعدام القانون سادا في سيناء، وخصوصًا الجزء الشمالي منها بعد سقوط مبارك، إلا أن الواقع قبل ذلك كان انفصال سيناء تقريبا عن بقية مصر، وبالتالي لم تكن «القبضة الحديدية لأمن مبارك» تطولها.

ولفتت إلي أن المنطقة عانت لسنوات من قلة استثمار الدولة في التعليم والصحة والمواصلات، فأصبح أهلها الأفقر في مصر، والأكثر عزلة، فيما ينتمي قسم كبير من القبائل في شمال سيناء إلى الفلسطينيين، ولديهم علاقات سياسية واقتصادية وعائلية وثيقة مع سكان غزة.

أما في الجنوب، فقد زادت خطة الدولة التي بدأت في التسعينيات لتحويل شرم الشيخ وأمثالها إلى «ريفييرا على البحر الأحمر»، من عزلة البدو أصحاب المنطقة، التي تحولت ملاذًا لأغنياء المصريين، وسائحي أوروبا والخليج، بينما «ترفض إسرائيل تقديم وظائف للبدو وتفضل استيراد العمالة المصرية من القاهرة ومدن مصر الأخرى».

من ناحية أخرى، قالت إحدى مراسلات «جارديان»، التي حاورت أحد اللاجئين الإريتريين الذين مروا عن طريق سيناء إلى تل أبيب في إسرائيل، إن «السلطات المصرية تتجاهل خطف البدو للاجئين على حدود سيناء»، مشيرة إلى أن المهربين يحتجزون مئات اللاجئين في معسكرات في سيناء ويرفضون الإفراج عنهم إلا بعد دفع 40 ألف دولار.

وأضاف اللاجئ السوداني، الذي رفض الكشف عن اسمه الحقيقي للصحيفة، أن معظم اللاجئين من إريتريا والسودان يتعرضون للتعذيب، وبعضهم يتعرض للاغتصاب والاعتداء على حد قول حقوقيين إسرائيليين، موضحين أن خاطفيهم لا يمنعوهم من التحدث في الهاتف طالما سيؤدي ذلك إلى جمع المال اللازم لتحريرهم من الحبس ودخولهم إسرائيل. كما أكد الحقوقيون الإسرائيليون أن السلطات الإسرائيلية تحاول منع تسلل اللاجئين إلى أراضيها، في الوقت الذي تدير فيه مصر ظهرها للأمر برمته.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية