x

المعارك تتجدد فى سوريا.. والجامعة العربية تقبل استقالة «الدابى»

الأحد 12-02-2012 17:30 | كتب: عنتر فرحات |
تصوير : محمد هشام

تواصل حمام الدم فى سوريا الأحد مع استمرار قصف الجيش النظامى وقوات الأمن النظامية مدن حماة ودرعا وحمص وريف دمشق بعد أسبوع دموى أسفر عن سقوط نحو 700 قتيل ومئات الجرحى وهدم عشرات المنازل على رؤوس سكانها بينما بحثت الجامعة العربية، الأحد، مقترحا بإرسال بعثة تقصى حقائق جديدة بالاشتراك مع الأمم المتحدة، ونفت الرياض ما تردد عن تقديمها مشروع قرار جديدا حول الأزمة السورية فى الأمم المتحدة.

وخلال اجتماع وزراء الخارجية العرب، الأحد، قبل الأمين العام للجامعة العربية، نبيل العربى، استقالة رئيس بعثة المراقبين العرب إلى سوريا محمد الدابى، الذى قدم الاستقالة بعد تجميد نشاطها بسبب الانتقادات الموجهة إليها، لفشلها فى وقف العنف، واقترح «العربى» تعيين وزير الخارجية الأردنى الأسبق عبدالإله الخطيب ليرأس البعثة الجديدة المقترحة، التى يتوقع أن تشمل 3 آلاف مراقب من دول عربية وإسلامية ودول أجنبية بمعدات أكثر تطوراً للمساعدة فى حفظ الأمن فى سوريا، وأوضحت مصادر بالجامعة أن الخطيب قَبِل المهمة. وأكد «العربى» أن مهمة البعثة الجديدة لابد أن تكون مختلفة تماماً عن البعثة السابقة وأن تتزامن مع المسار السياسى، بينما بحث وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجى بالقاهرة الاعتراف بالمجلس الوطنى السورى، بهدف تشديد الضغوط على نظام الأسد.

وبينما أعلن العميد المنشق عن الجيش النظامى مصطفى الشيخ، رسمياً، تشكيل المجلس العسكرى الثورى الأعلى لتحرير سوريا وقيادة الثورة المسلحة ضد الأسد، أكد العقيد رياض الأسد، قائد الجيش الحر، أن قوام الجيش الحر تجاوز 50 ألف جندى منشق، فى حين يبلغ قوام الحرس الجمهورى والفرقة الرابعة من الجيش التى يقودها ماهر الأسد قرابة الـ100 ألف، بينما ذكرت مجلة الـ«تايم» الأمريكية أن سوريا انزلقت بالفعل إلى الحرب الأهلية.

وتعرضت حمص عاصمة الثورة السورية لقصف عنيف بالدبابات والمدفعية وبخاصة فى أحياء بابا عمرو والإنشاءات والخالدية والتى تتمركز فيها قوات الجيش الحر، وباتت المدينة تعانى واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية وظروفا معيشية صعبة وسط دمار واسع فى شوارعها ونقص حاد فى الأدوية وانقطاع التيار الكهربائى وشح المواد الغذائية والوقود.

واندلعت اشتباكات متفرقة فى حمص وإن كانت بدرجة أقل حدة الأحد بين القوات النظامية والمنشقين وأعلنت الهيئة العامة للثورة السورية، عن سقوط 67 قتيلا برصاص الأمن السورى، وفى حى الإنشاءات فى حمص، قال شهود عيان إن «قوات أمنية وعسكرية اقتحمت الحى معززة بعدد من الشاحنات الصغيرة وأطلقت النار تمهيدا لدخول المنازل ونهب محتوياتها».

وتجددت الاشتباكات الشرسة بين الجانين فى ريف دمشق ودرعا، وذلك بعد ساعات من إعلان المعارض السورى فى المنفى كمال اللبوانى أنه تم عقد اتفاق بين قوات الأسد والمنشقين لدخول القوات الحكومية مدينة الزبدانى المحاصرة بريف دمشق بعد معارك وقصف أسفر عن سقوط 100 قتيل على الأقل خلال الأسبوع الماضى، ويقضى الاتفاق بأن يعيد المتمردون أسلحة ومدرعة استولوا عليها من القوات السورية مع عدم ملاحقتهم.

ولا يزال التوتر يخيم على مدينة حلب بعد انفجارين انتحاريين منذ 4 أيام أسفرا عن سقوط عشرات القتلى ومئات الجرحى، وترددت أنباء عن أن عناصر استخبارات منشقة عن نظام الأسد هى من نفذت التفجيرات، وتحاصر عشرات الدبابات والمدفعية المدينة التى لحقت بركب الثورة مؤخرا والتى تمثل رئة النظام الاقتصادية.

واغتال مسلحون العميد الطبيب عيسى الخولى مدير مستشفى عسكرى بدمشق، وقتل 10 جنود حكوميين بانفجار استهدف آليات عسكرية فى ريف إدلب، وكثفت القوات الحكومية تواجدها حول المدن الساخنة وأهمها حمص وإدلب وحماة التى تعرضت أحياؤها الأحد لقصف عنيف من قوات الأسد. وحشدت المعارضة السورية وتنسيقيات الثورة عشرات الآلاف فى شوارع المدن الكبرى وحددت خطة جديدة لإسقاط نظام الأسد، تشمل إغلاق جميع الطرق وتعطيل السكة الحديد وتعطيل صهاريج النفط التى تزود الدبابات بالوقود ومعاقبة الشبيحة بكل الوسائل وتحويل العملة السورية «الليرة» إلى عملة صعبة.

وفى تطور يهدد بتحول الصراع فى سوريا إلى حرب أهلية شاملة، حث زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهرى السوريين على عدم الاعتماد على الحكومات الغربية أو العربية فى انتفاضتهم، وخاطبهم قائلا: «إلى الأمام يا أسود الشام» وأضاف: «ما زالت سوريا الجريحة تنزف يوما بعد يوم والجزار بن الجزار بشار بن حافظ لا يرتدع».

بدوره، أكد المسؤول فى وزارة الداخلية العراقية، عدنان الأسدى، أن «جهاديين عراقيين» توجهوا من العراق إلى سوريا، وأضاف أن «عملية تهريب السلاح مستمرة» من العراق إلى سوريا، وأكد «جهاديون» سنة عبر مواقع منتديات حوارية على الإنترنت أن «مجاهدين» عربا طالبوا بالذهاب لسوريا لمواجهة قوات الأسد، وأصبحوا يقاتلون بالفعل فى مناطق مختلفة بسوريا، وفى المقابل، كشفت وثيقة سورية سرية نشرتها صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية أن طهران خصصت مليار دولار لاستيراد سلع سورية لمساعدة نظام الأسد على التغلب على العقوبات.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية