تظاهر المئات في ميدان «الطرف الأغر» في قلب العاصمة البريطانية لندن، للمشاركة في تظاهرة نظمتها منظمة العفو الدولية، بمناسبة مرور عام على تنحي الرئيس المصري السابق حسني مبارك، ومرور ثلاثين عاما على ذكرى مذبحة حماة.
وحرص المتظاهرون على الحضور رغم البرودة التي وصلت إلى أدنى معدلاتها (٧ درجات تحت الصفر) للمرة الأولى في لندن منذ عقود. وفي الوقت الذي اكتست فيه معظم أجزاء العاصمة البريطانية بالجليد ما أدى إلى تجمد كثير من بحيراتها إلا أن نافورة ميدان الطرف الأغر مازالت تعمل، أثناء هتاف متحميس متظاهرين يطالبون بالحريات في بلادهم العربية.
تأتي هذه التظاهرات كجزء من تظاهرات مماثلة في 21 مدينة حول العالم. وأكدت منظمة العفو أنها ستدعم التظاهرات السلمية من أجل الحرية في جميع دول الشرق الأوسط.
وطالبت منظمة العفو خلال التظاهرة المجلس الأعلى للقوات المسلحة في مصر بالكف عن التصدي للتظاهرات بعنف والسعي لإقرار الحريات في البلاد والإسراع في عملية التحول الديموقراطي.
كما طالبت المنظمة بالنسبة لسوريا بتجميد أرصدة نظام بشار الأسد في سوريا وفرض حظر على تصدير السلاح إلى النظام السوري. وقالت إن روسيا تعتبر مشاركة في عمليات القتل التي تجري في سوريا بسبب الفيتو الذي اشتركت فيه مع الصين لوقف صدور قرار من مجلس الأمن ضد قمع النظام السوري للمتظاهرين السلميين.
وأسفرت مجزرة حماة التي استمرت طوال شهر فبراير عام 1982 عن مقتل ما بين 20 إلى 40 ألف مدني، وهروب الآلاف، أثناء قمع الرئيس السوري السابق حافظ الأسد، والد بشار، ما قال إنها انتفاضة مسلحة حاول الإخوان المسلمون القيام بها في المدينة الواقعة وسط البلاد.
شارك في التظاهرة عدد كبير من المصريين والسوريين وعدد أقل من الفلسطينيين وغيرهم من العرب كما شارك فيها أعداد من البريطانيين والغربيين المقيمين في بريطانيا.
وردد المشاركون في التظاهرة شعارات مثل «يسقط يسقط حكم العسكر» و«كنت عنينا وكنت دراعنا.. قتلك فينا بقى بيوجعنا»، و«المحاكمة المحاكمة العصابة لسه حاكمة».
وهتف المتظاهرون أيضًا «إنت معاك روسيا والصين.. وإحنا معانا رب العالمين»، و«أسد أسد ع الشبان.. زي الفار في الجولان»، و«ارفع كل رايات النصر تونس سوريا ليبيا مصر».
وقالت كيت آلن، مديرة منظمة العفو الدولية في بريطانيا لـ«المصري اليوم» إن المنظمة تنظم هذه التجمعات لتؤكد دعمها للمتظاهرين السلميين الذين يقفون أمام الدبابات مطالبين بإنهاء الفقر وتوفير الوظائف والحصول على الحريات.
وأكدت أن المنظمة ستعمل أيضا على مراقبة عمليات التحول الديموقراطي في الدول العربية والتأكد من سيرها في الاتجاه الصحيح.
وقالت دينا مكرم عبيد من منظمة «أسقطوا الديون عن مصر» أمام المتظاهرين إنه «من المؤسف للغاية أن نتظاهر بعد عام كامل من الثورة ولازلنا ندعو إلى إضراب وعصيان مدني للحصول على الحريات التي لم نحصل عليها بعد»، وطالبت الحكومة البريطانية بوقف دعمها للمجلس العسكري وتقديم الأسلحة له.
كما طالبت بإسقاط بريطانيا للديون المستحقة على مصر خلال فترة حكم مبارك وبعدم جعل بريطانيا ملاذا آمنا للوزراء والمسؤولين المصريين الهاربين من محاكمات في مصر.
وقالت الطفلة «هيا»، إحدى أصغر المتظاهرات، وهي مصرية مولودة في بريطانيا لـ«المصري اليوم»، إنها جاءت التظاهرة تطالب بإسقاط حكم العسكر وتطالب بمزيد من الحريات في مصر. ورددت باللغة الإنجليزية «من النيل إلى البحر ، مصر قريبا ستصبح حرة».