تتناقل الأوساط السياسية والشعبية في لبنان أنباء عن قرب تنفيذ عملية عسكرية ضخمة للجيش النظامي السوري في مناطق شمال وشرق لبنان الحدودية مع سوريا، بحجة وقف عمليات تسلل المسلحين وتهريب السلاح من الأراضي اللبنانية تجاه الأراضي السورية.
فبعد شهر من حديث وزير الدفاع اللبناني، فايز غصن، عن وجود تنظيم «القاعدة» في بلدة «عرسال» الحدودية، والذي اتخذه نظام بشار الأسد ذريعة لاتهام «القاعدة» بتدبير انفجاري دمشق، تتخوف اليوم الأوساط اللبنانية من أن يكون الحديث عن وجود عناصر من «الجيش السوري الحر» المنشق، في شمال لبنان، «حجة» جديدة لعمل عسكري سوري داخل حدود لبنان.
في هذا السياق، أوضحت مصادر مطلعة من قوى «14 آذار» المعارضة في لبنان لـ «المصري اليوم» أن «معلومات وثيقة وصلَت لقيادات المعارضة عبر جهات دبلوماسية أجنبية وعربية، وعبر قنوات أمنية لبنانية، بأن التحضير السوري لعمل عسكري على الحدود مع لبنان ليس مجرد إشاعة، بل هو يجري على قدم وساق، بانتظار اللحظة المناسبة للقيادة السورية».
وأوضحت المصادر أن سوريا تسعى بذلك إلى «نقل الأنظار عما تقوم به في الداخل من عمليات قصف وقمع، إلى الساحة اللبنانية، التي قد تشتعل فورا نتيجة هذه الخطوة، نظرا للانقسام العامودي الواقع في لبنان، بين مؤيدي النظام السوري، وفي طليعتهم حزب الله الشيعي، ومعارضو الأسد، وفي طليعتهم تيار المستقبل، بما يمثله من غالبية سنية».
واستباقا لتداعيات هذا العمل السوري «غير المستبعد»، قرر تيار «المستقبل»، بزعامة رئيس الحكومة السابق، سعد الحريري، الانطلاق في مبادرة داخلية نحو «حزب الله»، بهدف التوصل إلى تفاهم داخلي يؤمن توحيد الآراء اللبنانية تجاه محاولات تصدير الأزمة السورية.
وأكدت المصادر نفسها أن «تيار المستقبل شرع فعلا في الإعداد لمسودتي وثيقَتين، تمهيدا لطرحهما على الرأي العام اللبناني، وعلى حزب الله، لخلق مساحة حوارية بين الطرفين تكسر حدة الاصطفاف السياسي القائم».
وأوضحت المصادر أن هذه الخطوة، التي يبادر إليها تيار المستقبل، من شأنها أن تقطع الطريق على أي تطورات أمنية داخلية في لبنان أو حدودية مع سوريا، مشيرة إلى أن رئيس الكتلة النيابية للمستقبل، فؤاد السنيورة عرض منذ يومين على قائد الجيش اللبناني، العماد جان قهوجي، مختلف الاحتمالات الأمنية والعسكرية المرتبطة بالوضع على الحدود.